روسيا تحذر مولدوفا من خطوات "غير مسؤولة" عقب تعديل عقيدتها العسكرية

09 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 18:51 (توقيت القدس)
جنود في الجيش المولدوفي يدخلون معسكرهم، 16 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تبني مولدوفا لاستراتيجية عسكرية جديدة حتى عام 2035، يهدف إلى زيادة عدد الجيش ومواءمة الدفاع مع معايير الناتو، مع تحديد روسيا كعدو رئيسي، مما يثير قلق السفير الروسي أوزيروف من تصعيد محتمل.
- فوز حزب "العمل والتضامن" الموالي للغرب في الانتخابات التشريعية يعكس الانقسام في مولدوفا بين الولاء لروسيا والغرب، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي.
- روسيا تؤكد استعدادها لحماية السكان الناطقين بالروسية في ترانسنيستريا، مع التزامها بالرد على أي تهديدات لأمن مواطنيها وقوات حفظ السلام.

رأى السفير الروسي لدى جمهورية مولدوفا السوفييتية السابقة، أوليغ أوزيروف، أن تبني الاستراتيجية العسكرية المولدوفية يدل على استمرار محاولات جر كشناو إلى المواجهة مع روسيا، وذلك تعقيباً على إصدار العقيدة النووية المولدوفية المعدلة السارية مدتها حتى عام 2035 والقاضية بزيادة عدد أفراد الجيش وتحويل القطاع الدفاعي إلى معايير حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كما تحدد الاستراتيجية الجديدة روسيا عدواً رئيسياً.

وقال أوزيروف لصحيفة إزفيستيا الروسية، في عددها الصادر اليوم الخميس: "بلادنا لا تشكل أي تهديد لأمن مولدوفا، ونحترم سيادتها ووضعها المحايد ووحدة أراضيها مع الالتزام التام بمعاهدة الصداقة والتعاون المؤرخة بعام 2001. يشكل التزام الطرفين بهذه المبادئ والتخلي عن المواجهة مع روسيا ضماناً لاستقرار جمهورية مولدوفا وازدهارها. نحث الطرف المولدوفي على الامتناع عن القيام بخطوات غير مسؤولة من شأنها الدفع بالوضع إلى التصعيد غير المقصود". وأضاف أن مثل هذا التطور للوضع ليس من مصلحة موسكو وكشناو على حد سواء.

ومن اللافت أن مولدوفا أشهرت عقيدتها العسكرية المعدلة أمس الأربعاء، بعد أقل من أسبوعين على الانتخابات التشريعية وفوز حزب "العمل والتضامن" الذي أسسته الرئيسة المولدوفية الحالية الموالية للغرب، مايا ساندو، بأغلبية طفيفة بلغت نسبتها 50.2% فقط من الأصوات في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ما يعكس حالة الانقسام في مولدوفا، شأنها في ذلك شأن غيرها من الجمهوريات السوفييتية السابقة، بين شقين من السكان يدين أحدهما بالولاء لروسيا وثانيهما للغرب.

في سياق آخر، أكد أوزيروف استعداد روسيا لحماية السكان الناطقين باللغة الروسية في إقليم ترانسنيستريا الموالي لروسيا في مولدوفا وقوات حفظ السلام الروسية المرابطة فيه، قائلاً: "عند الضرورة، سنرد بالشكل اللازم على الاستفزازات المسلحة والتهديدات لأمن مواطنينا وقوات حفظ السلام في ترانسنيستريا". تجدر الإشارة إلى أن جمهورية ترانسنيستريا أعلنت في عام 1990، استقلالها عن جمهورية مولدوفا السوفييتية حينها، ما أسفر عن وقوع نزاع مسلح في عام 1992 تحول إلى نزاع متجمد بعد تحرك موسكو والتوقيع على اتفاق "مبادئ تسوية النزاع المسلح في منطقة ترانسنيستريا في جمهورية مولدوفا" وإرسال جنود حفظ سلام روس إلى منطقة القتال، فضلاً عن الدعم الاقتصادي الهام الذي لا تزال موسكو تقدمه للإقليم حتى اليوم.

المساهمون