جلسة أممية لبحث الفيتو الروسي بشأن إدخال المساعدات إلى سورية

الجمعية العامة للأمم المتحدة تبحث الفيتو الروسي بشأن إدخال المساعدات إلى سورية

21 يوليو 2022
"منسقو الاستجابة": الاجتماع فرصة جديدة للأمم المتحدة لإثبات جديتها (فرانس برس)
+ الخط -

تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الخميس، اجتماعاً لمناقشة الفيتو الروسي الأخير الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية.

واعتبر فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ اليوم الخميس، أنّ هذا الاجتماع "فرصة جديدة للأمم المتحدة لإثبات جديتها والتزاماتها الحقيقية تجاه المدنيين في الشمال السوري، والقاطنين ضمن مخيمات النازحين في المنطقة".

وطالب الفريق في وقت سابق، وفق بيانه، بـ"تحويل أي مشروع قرار يخص العمليات الإنسانية في سورية إلى الجمعية العامة للبت فيه بعيداً عن التلاعب الروسي في الملف الإنساني السوري"، لافتاً إلى أنّ "القانون الدولي واضح وصريح ولا ينبغي أن تكون هناك حاجة لأي تصريح من مجلس الأمن الدولي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها".

وبحسب الفريق، فإنه طالب بتفعيل الفقرة الثالثة من المادة 27 ضمن الفصل الخامس من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على: "تصدر قرارات مجلس الأمن في المسائل الأخرى كافة بموافقة أصوات تسعة من أعضائه يكون من بينها أصوات الأعضاء الدائمين متفقة، بشرط أنه في القرارات المتخذة تطبيقاً لأحكام الفصل السادس والفقرة 3 من المادة 52 يمتنع من كان طرفاً في النزاع عن التصويت"، مُشيراً إلى أن هذا الأمر الذي يمنع روسيا عن عرقلة أي مشروع قرار خاص بسورية.

وشدد "منسقو الاستجابة" على أهمية اتخاذ كافة الخطوات الضرورية اللازمة لتوفير المساعدات الإنسانية في كافة أنحاء سورية عموماً ومناطق شمال غرب سورية لمدة عام على الأقل، لضمان الاستقرار المعيشي بشكل نسبي للمدنيين في المنطقة.

وفي حال جرى تحويل القرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت عند استحقاق موعد التمديد المقبل وانتهاء التفويض الحالي، فسيكون ذلك يحدث لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد 2011.

وتبنى مجلس الأمن الدولي قرار تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية ستة أشهر، وذلك بعد أن كانت روسيا، حليفة النظام السوري، قد استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لتعطيل مشروع قرار غربي لاستخدام المعبر الحدودي عاماً إضافياً.

وعقب تبني القرار، أشار "منسقو استجابة سورية" إلى أن "القرار هو الحلقة الأخيرة في بدء عمليات إغلاق معبر باب الهوى الحدودي أمام العمليات الإنسانية خلال الفترة القادمة، وتحويل مسار المساعدات الإنسانية إلى مناطق النظام السوري مع قبول دولي لهذا الأمر وقبول الأمم المتحدة".

وطالب الفريق "الجهات المسيطرة على المنطقة برفض دخول المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس، وذلك لعدم استغلال القضية من الجانب الروسي خلال الفترة المقبلة".

روسيا تتهم "تحرير الشام" بالتصعيد شمال غربيّ سورية

على صعيد آخر، ادعى المركز الروسي للمصالحة في سورية تسجيل ست حالات قصف من قبل "هيئة تحرير الشام" في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربيّ سورية.

وزعم نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة العقيد البحري يفغيني غيراسيموف، ليل الأربعاء، أنه "خلال اليوم الأخير، سجلت في منطقة إدلب لوقف التصعيد 6 حالات قصف من قبل جماعة (جبهة النصرة)، بالإضافة إلى تسجيل 5 عمليات قصف في محافظة حلب، وعملية واحدة في اللاذقية".

وأضاف أنّ "عمليات القصف أدت إلى إصابة اثنين من العسكريين السوريين بجروح"، وفق ما نقلت "روسيا اليوم".

وكان المتحدث باسم القوات الروسية في سورية قد أعلن، مساء الأربعاء، إسقاط طائرتين من دون طيار قرب قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية، شمال غربيّ سورية، مدعياً، وفق وكالة "تاس" الروسية، أنّ "الجماعات المسلحة تواصل محاولاتها للهجوم على قاعدة حميميم بالطائرات المسيّرة".

وتواصل قوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران خروقاتها اليومية، من خلال القصف المدفعي والصاروخي الذي يستهدف القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس في منطقة جبل الزاوية، جنوبيّ محافظة إدلب، ومنطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، وريف حلب الغربي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

مقتل ضباط من النظام السوري في درعا

من جانب آخر، قُتل ثلاثة ضباطٍ من وحدات حفظ الأمن لدى جهاز الشرطة التابع للنظام السوري، اليوم الخميس، إثر استهداف سيارتهم العسكرية بعبوة ناسفة على طريق سجن غرز بالريف الشرقي من محافظة درعا، جنوبي سورية.

وقال الناشط أبو البراء الحوراني، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن الرائد محمد علان والنقيب صقر عبدو والملازم جمال كولكو، وهم يتبعون لـ"وحدة حفظ الأمن والنظام" (جهاز الشرطة) التابع للنظام، قُتلوا اليوم إثر استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة من قبل مجهولين، تبعها إطلاق نار على السيارة التي كانوا يستقلونها على طريق سجن غرز شرقي مدينة درعا، جنوبي البلاد.

وفي درعا أيضاً،  قُتل أحد كبار تجار المخدرات في محافظة درعا، الليلة الماضية، إثر استهدافه برصاص مجهولين بريف محافظة درعا الشرقي، جنوبيّ سورية.

وقال "تجمّع أحرار حوران" إنّ "أيمن الرمثان قُتل إثر استهدافه بإطلاق نار من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين بلدة المليحة الشرقية وقرية الدارة شرقيّ درعا"، مُشيراً إلى أنّ "الرمثان ينحدر من منطقة الشعاب الحدودية مع الأردن، ويعتبر من أكبر تجار المخدرات جنوبيّ سورية".

وكانت محافظة درعا قد شهدت، يوم أمس الأربعاء، ثلاث عمليات اغتيال أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم الشاب مؤيد أحمد الرحيل المنحدر من بلدة النعيمة، وذلك على الطريق الواصل بين بلدتي غصم والمتاعية شرقيّ محافظة درعا، فيما عُثر على ورقة قرب جثته مكتوب عليها: "هذه نهاية كل تاجر مخدرات".

وبحسب التجمع، فإنّ عمليات الاغتيال طاولت ثلاثة ضباط في جيش النظام السوري خلال يونيو/ حزيران الماضي، وأدت إلى مقتل ضابطين وإصابة ثالث بجروح خلال عمليات استهداف متفرقة في محافظة درعا، جميعهم مقربون من إيران، من بينهم المقدم غسان ستيتي المنحدر من مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد، الذي قُتل إثر استهدافه بعبوة ناسفة بين جملة وعين ذكر غربيّ محافظة درعا.

وكان ستيتي مسؤولاً عن عدة قطع عسكرية في منطقة حوض اليرموك، وتحديداً على الشريط الحدودي بين سورية والأردن، واستغل منصبه في عمليات تهريب المخدرات بعد إقامة علاقات وثيقة مع قادة من "حزب الله" اللبناني.

وأشار التجمع إلى أن محافظة درعا تشهد فلتاناً أمنياً منذ سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية عليها في منتصف عام 2018، مؤكداً أنه لا يخلو يوم واحد من عمليات الاغتيال بحق معارضين للنظام والمشاريع الإيرانية من جهة، وعمليات استهداف بحق قوات النظام والمتعاونين مع المليشيات الإيرانيةمن جهة أخرى.

استهداف سيارة عسكرية لـ"قسد"

في سياق منفصل، استهدفت طائرة مُسيّرة تركية، اليوم، سيارة عسكرية لـ"قسد" بالقرب من قرية قيرا على الطريق الواصل بين مدينة القامشلي ومدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، من دون معرفة الخسائر الناجمة عن الاستهداف حتى الآن.

واعترفت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بمقتل اثنين من عناصرها، اليوم الخميس، إثر استهداف طائرة مُسيّرة تركيةً، أمس الأربعاء، موقعاً عسكرياً لـ"قسد" في مدينة عين العرب بريف حلب الشرقي، شمالي سورية.

وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن المُسيّرة التركية استهدفت، أمس الأربعاء، نفقاً أنشأته "قسد" مؤخراً يقع ضمن محمية أشجار بالقرب من الأكاديمية التابعة لها في ريف مدينة عين العرب شرقي حلب.

المساهمون