روسيا تتقدم في منطقة دنيبروبيتروفسك لأول مرة منذ اندلاع حرب أوكرانيا
استمع إلى الملخص
- أشار الليفتنانت جنرال الروسي ألكسندر زورين إلى تأجيلات في تبادل الأسرى واستلام الجثث بين الجانبين، وسط اتهامات كييف لموسكو بممارسة "أساليب قذرة".
- شهدت موسكو هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية، بينما تعرضت خاركيف لهجمات روسية، مما يعكس استمرار التصعيد العسكري وتأثيره على الأوضاع الميدانية.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، إن القوات الروسية وصلت إلى منطقة دنيبروبيتروفسك في أوكرانيا وواصلت التقدم هناك، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاثة أعوام. ويأتي التقدم الروسي وسط تصعيد في الضربات المتبادلة بين موسكو وكييف، منذ استهداف الأخيرة لقاذفات استراتيجية في عمق روسيا.
وقال الجيش الروسي عبر تليغرام إن "وحدات من الفرقة 90 المدرعة (...) بلغت الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية وتواصل شن هجوم على أراضي منطقة دنيبروبتروفسك"، مستخدما تسمية موسكو لمنطقة دونيتسك بعد إعلان ضمها. كذلك، أعلنت موسكو السيطرة على قرية زوريا الصغيرة في منطقة دونيتسك.
ويشكل دخول الجيش الروسي لمنطقة دنيبروبتروفسك إخفاقا رمزيا جديدا للقوات الأوكرانية التي تواجه صعوبات على الجبهة على صعيد العديد والعتاد. وفي ما يتجاوز البعد الرمزي، يمكن أن تكون لهذا التقدم الذي سجلته القوات الروسية قيمة استراتيجية ميدانية، في وقت تدفع الولايات المتحدة نحو مباحثات دبلوماسية بين موسكو وكييف سعيا إلى وضع حد للنزاع.
قطارات تنقل جثث جنود أوكرانيين إلى الحدود
في غضون ذلك، نقلت وكالة تاس للأنباء عن الليفتنانت جنرال الروسي ألكسندر زورين قوله، اليوم الأحد، إن قطارات تحمل جثث جنود أوكرانيين ستبدأ في التحرك صوب الحدود في غضون ساعة. وأضاف أن هناك إشارات تدل على تأجيل نقل الجثث حتى الأسبوع المقبل. وقالت روسيا، أمس السبت، إن أوكرانيا أجّلت بشكل غير متوقع تبادل أسرى حرب واستلام جثث الجنود لأجل غير مسمى، فيما نفت كييف ذلك، وطالبت موسكو بالتوقف عن "ممارسة الأساليب القذرة". وكان الجانبان الروسي والأوكراني اتفقا في جولة ثانية من محادثات السلام في إسطنبول، يوم الاثنين الماضي، على تبادل المزيد من الأسرى وإعادة رفات 12 ألف جندي قتيل.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الروسية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، أن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مسيّرة مستهدفة موسكو، أدى إلى إغلاق اثنين من المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة، فيما قال حاكم منطقة تولا الروسية إن هجوماً نفذته أوكرانيا بطائرات مسيّرة في أثناء الليل أدى إلى اندلاع حريق لم يدم طويلاً في مصنع أزوت للكيميائيات وإصابة شخصين في المنطقة.
وذكر رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، على تطبيق "تليغرام"، إن وحدات الدفاع الجوي دمّرت تسع طائرات مسيّرة كانت متجهة إلى موسكو بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش. وأضاف سوبيانين أن فرق الطوارئ توجهت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المسيّرة في الهجوم الذي وقع خلال الليل. ولم يُبلغ بعد عن وقوع أي أضرار.
إلى ذلك، قال حاكم منطقة تولا دميتري ميلياييف على تطبيق "تليغرام" إنّ "الحريق في مصنع أزوت للكيميائيات أُخمد". وأضاف أنه لا يوجد تهديد لجودة الهواء بالقرب من المصنع، لكن المراقبة البيئية ستستمر. وذكر حاكم منطقة كالوغا أن الدفاعات الجوية دمّرت سبع طائرات مسيّرة فوق المنطقة. وتحدّ منطقتا تولا وكالوغا منطقة موسكو من جهة الجنوب.
وأدت هجمات روسية بالصواريخ والقنابل على خاركيف، ليلة الجمعة، إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 22 آخرين. وفي وقت لاحق من يوم السبت، نفذت الطائرات الروسية غارة جوية أخرى على خاركيف، أدت إلى مقتل مدني وإصابة أكثر من 40 شخصاً، وهو ما وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "جريمة قتل وحشية أخرى". من جهتهم، قال مسؤولون روس إن هجوماً أوكرانياً بالطائرات المسيّرة في منطقة موسكو تسبب في إصابة شخصين.
وقال حاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف على تطبيق "تليغرام" إن شخصين أصيبا بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة خلال الساعات الماضية، وقد أُسقِطَت تسع مُسيّرات. وقالت هيئة مراقبة الطيران الروسية إن العمليات استؤنفت في مطارات دوموديدوفو وشيريميتيفو وغوكوفسكي في منطقة موسكو بعد تعليقها مؤقتاً لأسباب تتعلق بسلامة الطيران.
وقال الرئيس الأوكراني، السبت، إن القوات الأوكرانية دمرت ثلاثة أنظمة صواريخ إسكندر ودمرت طائرات هليكوبتر عسكرية روسية في الآونة الأخيرة. وأضاف في بيانه المسائي: "تعرضت الخدمات اللوجستية العسكرية والمطارات الروسية لضربات جديدة. وهذا يساعد دفاعنا، فكل مشكلة تواجهها روسيا مهمة بالنسبة إلينا".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)