روسيا تترقب تسلم ألكسندر فينيك من الولايات المتحدة.. من هو؟

13 فبراير 2025
المواطن الروسي ألكسندر فينيك في الولايات المتحدة، 13 فبراير 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- روسيا تسعى لاستعادة ألكسندر فينيك، المتهم بالاحتيال السيبراني، بعد الإفراج عن السجين الأميركي مارك فوغل، حيث يواجه فينيك عقوبة تصل إلى 200 عام في الولايات المتحدة.
- فينيك، الذي نفى التهم، أصبح محوراً لطلبات تسليم متعددة من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، وتم نقله إلى نيويورك تمهيداً لترحيله إلى روسيا بعد اتصال بين بوتين وترامب.
- صفقة تبادل السجناء الأخيرة شملت 26 شخصاً بين عدة دول، مما يعكس تعقيدات العلاقات الدولية والتفاوضات الدبلوماسية.

بعد إفراج روسيا عن السجين الأميركي مارك فوغل، المدان بتهمة تهريب المخدرات، تترقب موسكو أن تتسلم هي الأخرى مواطنها ألكسندر فينيك، الذي اعتقل في الولايات المتحدة بتهمة "الاحتيال السيبراني"، في إطار أول صفقة تبادل تتم بعد تنصيب الرئيس العائد إلى البيت الأبيض دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. وفي وقت أكدت فيه وزارة الخارجية الأميركية الإفراج عن فينيك من سجن أميركي، علمت صحيفة كوميرسانت الروسية، اليوم الخميس، أن فينيك نقل من سجن سانتا ريتا في سان فرانسيسكو إلى نيويورك تمهيدا لترحيله إلى روسيا.

ويعرف عن فينيك أنه من مواليد عام 1979 في مدينة كورغان الواقعة جنوبي منطقة أورال الفاصلة بين أوروبا وآسيا، ثم انتقل إلى موسكو بعد تخرجه وتولى العمل على مختلف المشاريع الرقمية، بما فيها بورصة العملات الرقمية BTC في أعوام 2011 - 2017.

وفي يوليو/تموز 2017، اعتقل بموجب طلب أميركي لدى وصوله إلى اليونان برفقة أسرته في رحلة استجمام، إذ وجهت نيابة سان فرانسيسكو إليه تهما بموجب 21 بندا، بما فيها تبييض أربعة مليارات دولار بواسطة بورصة BTC التي أسسها، والاحتيال السيبراني، وسرقة بيانات شخصية، واختراق بورصة Mt.Gox اليابانية، والمشاركة في تهريب المخدرات. وقدر المحققون الأميركيون قيمة الرشاوى وتمويل الفساد عبر بورصة BTC بما يصل إلى تسعة مليارات دولار.

وبعد إيداعه في سجن يوناني، تقدمت روسيا وفرنسا إلى جانب الولايات المتحدة بطلبات تسليمه، إذ اتهمته موسكو هي الأخرى بالاختلاس والاحتيال، وباريس بتبييض الأموال والابتزاز بواسطة فيروس "لوكي" الذي طوره هو، وفق الرواية الفرنسية.

إلا أن فينيك أصر على نفي كافة التهم الموجهة إليه، مطالباً بترحيله إلى روسيا عبر اللجوء إلى أساليب من قبيل الإضراب عن الطعام. إلا أنه رُحّل في بداية عام 2020 إلى فرنسا، حيث صدر بحقه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة مالية قيمتها 100 ألف يورو. ومع ذلك، انقضت مدة أدائه العقوبة في فرنسا في عام 2022 مع احتساب فترة التحقيق، ووفقاً لقواعد الإفراج المبكر المشروط، ثم تم ترحيله إلى اليونان فالولايات المتحدة، حيث واجه السجن لمدة تصل إلى 200 عام عن مجموع التهم الموجهة إليه.

ورغم أن اسمه تردد من بين الشخصيات الروسية المعتقلة في الولايات المتحدة التي قد يجري تبادلها، إلا أن صفقة تبادل السجناء التاريخية في الصيف الماضي لم تشمله، ليصبح أول مواطن تتسلمه روسيا بعد عودة ترامب إلى الرئاسة.

واللافت أن فينيك أفرج عنه بعد مرور عدة ساعات فقط على أول اتصال هاتفي معلن بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، أمس الأربعاء، إذ أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيسين أجريا اتصالاً هاتفياً دام ساعة ونصف الساعة، قائلاً في تصريحات صحافية: "انتهى قبل قليل اتصال هاتفي بين الرئيس بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكان هذا الاتصال مطولاً للغاية ودام لنحو ساعة ونصف الساعة".

يذكر أن الصفقة الأخيرة لتبادل السجناء جرت بمطار أنقرة في 1 أغسطس/آب الماضي، وشملت تبادل 26 شخصاً بين روسيا وبيلاروسيا وألمانيا وسلوفينيا والنرويج والولايات المتحدة. ومن بين الشخصيات التي سلمتها روسيا للغرب مراسل صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إيفان غيرشكوفيتش، وضابط البحرية الأميركية السابق بول ويلان، والمعارضان السياسيان الروسيان فلاديمير كارا-مورزا وإيليا ياشين، والصحافية التتارية ألسو كورماشيفا. في المقابل، استعادت روسيا مجموعة من مواطنيها المعتقلين في الخارج، ولعل أبرزهم فاديم كراسيكوف الذي كان يؤدي عقوبة السجن المؤبد في ألمانيا بتهمة اغتيال القائد الميداني الشيشاني السابق سليم خان خونغوشفيلي، في عام 2019.