روسيا تتابع التطورات في سورية: الوضع على الأرض يحكم

11 ديسمبر 2024
قوات روسية في القامشلي بسورية، 14 سبتمبر 2020 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراقب روسيا الوضع في سوريا عن كثب مع التركيز على أمان المواطنين الروس وسلامة قاعدتي حميميم وطرطوس، وتجري اتصالات مع السلطات السورية الجديدة وفصائل المعارضة، مع عدم الكشف عن تفاصيل المفاوضات أو عدد القوات الروسية المتبقية.

- تأسست قاعدة طرطوس البحرية في 1971 وطورها الروس مؤخراً، بينما أنشئت قاعدة حميميم الجوية في 2015، مع اتفاق لمرابطة القوات الروسية لمدة 49 عاماً، وسط تساؤلات حول قبول السلطة السورية الجديدة لهذا الوجود.

- تؤكد روسيا أن أمان مواطنيها في سوريا هو الأولوية القصوى، مع غموض حول موقع الأسد وعائلته في روسيا، حيث تشير تقارير إلى امتلاكهم عقارات فاخرة في موسكو.

مع تواصل التطورات المتسارعة في سورية وتسلم السلطات الجديدة زمام الأمور للمرحلة الانتقالية، تراقب روسيا الوضع من كثب مع إعلاء أمان المواطنين الروس وسلامة قاعدتي حميميم وطرطوس في الساحل السوري، وإقامة اتصالات مع فصائل المعارضة السورية. وجدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، تأكيده إجراء المفاوضات مع السلطات السورية الجديدة، رافضا في الوقت نفسه الكشف عن تفاصيلها وعدد أفراد القوات الروسية التي لا تزال في سورية.

وقال بيسكوف، في تصريحات صحافية: "بالطبع، لا يمكننا ألا نتواصل مع من يسيطر على الوضع على الأرض، وأكرر أن لنا هناك مواقع، والأهم أفراد". ومع ذلك، وجه السؤال بشأن استمرار وجود الأفراد الروس في سورية وعددهم إلى وزارة الدفاع الروسية، مضيفا: "لن يكشف لكم ذلك سوى عسكريينا. لا أستطيع ذكر العدد على وجه الدقة".

وروسيا لها قاعدتان في الساحل السوري، أولاهما بحرية في طرطوس يعود تأسيسها كنقطة الدعم المادي - الفني للأسطول السوفييتي في عام 1971، وطورتها موسكو في السنوات الأخيرة إلى قاعدة بحرية متكاملة، وثانيتهما جوية بمطار حميميم في محافظة اللاذقية التي أسستها روسيا بالتزامن مع بدء تدخلها العسكري المباشر بطلب من بشار الأسد في نهاية سبتمبر/ أيلول 2015. وفي عام 2017، اتفقت موسكو مع الأسد على مرابطة القوات الروسية بهاتين القاعدتين لمدة 49 عاما، وسط تشكيك في قبول السلطة السورية الجديدة باستمرار الوجود العسكري الروسي لنصف قرن آخر.

هل تتبرأ روسيا من الأسد؟

في سياق آخر، اعتبر بيسكوف أن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سورية لا يدل على تراجع النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، قائلا: "ذات يوم ساعدت روسيا الجمهورية العربية السورية في التغلب على الإرهاب (...)، حينها أدت روسيا مهمتها، ثم واصلت إدارة الأسد العمل في بلادها". ودعا إلى "الانطلاق من الوقائع القائمة حاليا على الأرض".

وفي وقت سابق من اليوم، أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، هي الأخرى أن "أمان المواطنين الروس الموجودين في سورية يشكل الأولوية القصوى" لموسكو. وقالت زاخاروفا في برنامج لها تبثه إذاعة سبوتنيك الروسية الموجهة إلى الخارج: "هذه أولويتنا القصوى. حاليا، تُبذل قصارى الجهود لضمان أمنهم". وأكدت أن وزارتها لا تفرق بين المواطنين في الخارج والداخل، واصفة الوضع في سورية بأنه "دراماتيكي"، ومشددة على أهمية عدم تحول الأحداث الجارية إلى "مأساوية تماما".

وبموازاة ذلك، لا يزال الغموض سيد الموقف في مسألة موقع وجود الأسد وأفراد عائلته على الأراضي الروسية، إذ اكتفى نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، بالتأكيد أمس الثلاثاء، أنه "في أمان". وبحسب وسائل إعلام غربية، فإن أفراد عائلة الأسد وأقرباؤهم اقتنوا في أعوام 2013 - 2019 نحو 20 شقة فاخرة بقيمة إجمالية 40 مليون دولار في حي "موسكو سيتي" الذي يحتضن مقار لكبريات الشركات والمصارف وبعض المؤسسات الحكومية الروسية، ويعد واجهة لروسيا الرأسمالية ما بعد السوفييتية.

المساهمون