Skip to main content
روسيا: التنسيق العسكري مع إسرائيل في سورية مستمر رغم التباين حول أوكرانيا
نضال محمد وتد ــ القدس المحتلة
التنسيق العسكري بدأ في أعقاب التدخل الروسي بسورية (احمد الغربلي/فرانس برس)

أعلنت السفارة الروسية في تل أبيب، أمس السبت، أن التعاون بين البلدين في سورية مستمر، رغم استيائها من التصريحات الإسرائيلية بشأن الأزمة الأوكرانية، بينما تسعى كييف لوساطة إسرائيل لإطلاق مفاوضات بينها وبين موسكو.

وأفاد موقع "هآرتس" بأنه وبعد أن أعربت موسكو عن استيائها من الإدانة الإسرائيلية للعملية في أوكرانيا أعلنت "السفارة الروسية في إسرائيل أن التعاون بين البلدين مستمر".

ونقل الموقع العبري عن السفارة الروسية قولها إن مسؤولين كباراً في الجيش الروسي يبحثون موضوع التنسيق العسكري اليومي، وإن "آلية التنسيق بين الطرفين أثبتت نجاعتها وسيستمر العمل بها".

وأشار إلى أن "التنسيق بين الدولتين بدأ في أعقاب التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية عام 2015، إذ أنشأت إسرائيل آلية منع الصراع مع موسكو، لمنع الاشتباكات العرضية بين الدولتين خلال الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية".

ولفت إلى أن بيان السفارة الروسية في تل أبيب جاء بعد إعلان روسيا عن عدم رضاها عن التصريحات الإسرائيلية بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.

كذلك جاء، بحسب "هآرتس"، بعد استدعاء السفير الإسرائيلي، ألكسندر بن تسفي، في موسكو للإعراب عن عدم رضا روسيا عن الموقف الإسرائيلي إزاء أوكرانيا.

ووفقاً للإعلام العبري، فقد سأل نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، السفير الإسرائيلي: "لماذا تدعم إسرائيل النازيين في أوكرانيا؟".

وكانت الخارجية الإسرائيلية قد أصدرت، الخميس، بياناً أعربت فيه عن قلق إسرائيل من التصعيد في أوكرانيا، وقالت فيه إن إسرائيل "تأمل بأن يتم إيجاد حل ديبلوماسي للأزمة. وإنها مستعدة للتجنيد لأجل ذلك إذا طلب منها".

التنسيق مع روسيا خدمة لإسرائيل

وأقرّ المتحدث الرسمي بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، سابقاً، العقيد رونين منليس، بأهمية آلية التنسيق العسكري مع روسيا، وخدمة هذه الآلية للمصالح والأمن الإسرائيلي ومنع الاحتكاك بين القوات الإسرائيلية والروسية في سورية.

وقال رونين منليس، في مقابلة إذاعية، اليوم الأحد، "في عام 2015 عندما سافر رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو إلى بوتين تمكن عملياً من بناء آلية خاصة لمنع الاحتكاك في سورية، وهي آلية تخدم إسرائيل منذ عام 2015 إلى اليوم".

وأشار إلى أنه "وعلى مدار هذه السنوات السبع وقعت حوادث كثيرة مركبة تمكنا من تخطيها بفضل هذه الآلية، مثل استعادة رفات الجندي الإسرائيلي زكريا باوميل".

وكان منليس قد دعا في تغريدة الجمعة إلى تعيين رئيس الحكومة الإسرائيلية السباق بنيامين نتنياهو وسيطاً بين روسيا وأوكرانيا.

وحول هذه الدعوة أوضح أن التعامل المميز من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي حظيت فيه إسرائيل في عهد نتنياهو هو سبب هذه الدعوة.

وأضاف "من وجهة نظري فإن الطريقة التي تعامل بها الروس مع ممثلي حكومة إسرائيل في فترة نتنياهو كانت مميزة وتخدم مصالح حكومة إسرائيل".

وأردف "لقد جرت العادة في الماضي على الاستعانة بمن كانوا في المعارضة، لخدمة هذه المصالح، مثل الاستعانة بالرئيس السباق شمعون بيرس، أو من خارج المناصب الرسمية، للقيام بالوساطة".

أوكرانيا تطلب وساطة إسرائيل

وفي السياق، قال نائب قسم الشؤون الأورو- آسيوية في وزارة الخارجية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي غاري كزرن إن إسرائيل تمتنع عن الإدلاء بتصريحات بشأن الأزمة الأوكرانية وعن مهاجمة الغزو الروسي، كي تحفظ لنفسها خيار الوساطة في الحرب على أعلى المستويات.

وقال كزرن، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، "هناك أمور نواصل القيام بها، ومثل هذه الأمور تتم بهدوء. هناك أيضاً طلبات للمساعدة الإنسانية التي سترسل غداً إلى أوكرانيا عبر بولندا".

وادعى المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب على اتصال مع كافة الأطراف، أوكرانيا ودول الغرب وروسيا، مشيراً إلى أن "لإسرائيل مصالح ويجب الحفاظ على هذه القناة أولاً في مستويات العمل، وعندما يتخذ القرار سيكون الحوار بالقنوات الأخرى. هناك قنوات عندما نحتاج لها سنضطر للحديث عبرها". 

ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن مصادر إسرائيلية وأوكرانية كانت أكدت أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي طلب، الجمعة، وساطة إسرائيل لإطلاق مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا.

وبحسب الإذاعة الإسرائيلية فقد حاولت إسرائيل التوسط بين أوكرانيا وروسيا مرات عدة في الأعوام الأخيرة، بما فيها خلال حكومة رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، وخلال فترة رئيس الحكومة الحالي، نفتالي بينت.

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، في تصريح صحافي، أن الحرب في أوكرانيا هي خرق خطير للنظام العالمي.

ونقل موقع "هآرتس" أن أجهزة الأمن والمنظومة الأمنية في إسرائيل تراقب ما يحدث في أوكرانيا عن كثب وسط حذر شديد في التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين لتفادي المس بالعلاقات "الحساسة" بين تل أبيب وموسكو بكل ما يتعلق "بالجبهة الشمالية" أي سورية ولبنان.

وتتخوف التقديرات في إسرائيل من إقدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقييد حرية حركة المقاتلات الإسرائيلية في أجواء سورية.

وكانت إسرائيل قد رفضت، الجمعة، طلباً أميركياً بالانضمام إلى مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.