روحاني يشكو استمرار الضغوط الأميركية في عهد بايدن

روحاني يشكو استمرار الضغوط الأميركية في عهد بايدن وظريف يدعو إلى "الدبلوماسية الإقليمية"

16 مارس 2021
روحاني: الإدارة الأميركية الجديدة لم تفعل شيئاً لتدارك الأخطاء (Getty)
+ الخط -

انتقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، استمرار سياسة الضغوط القصوى في عهد الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، قائلاً إنّ هذه الإدارة تواصل "أخطاء" الإدارة السابقة و"إرهابها الاقتصادي" تجاه طهران.

وأضاف روحاني، في كلمة متلفزة خلال افتتاح مشاريع حكومية، أنّ "الإدارة الأميركية الحالية اعترفت مراراً بخطأ تصرفات الإدارة السابقة لكنها بعد مضي شهرين لم تفعل شيئاً لتدارك تلك الأخطاء"، معرباً عن أمله في أن "يعودوا إلى مسار العقلانية والقانون ويسلكوا هذا الطريق".

وجدد الرئيس الإيراني، مطلب طهران الرئيسي بشأن تنفيذ الاتفاق النووي، ليربط عودتها إلى تعهداتها بتنفيذ بقية أطراف الاتفاق التزاماتها، وقال إنه "اذا ما عادوا إلى تعهداتهم فذلك لمصلحتهم ومصلحة المنطقة والمنظمات الدولية".

وأكد أنّ العام الإيراني الحالي الذي شارف على الانتهاء، وتبدأ السنة الإيرانية الجديدة، الأحد المقبل، "كان صعباً على الشعب الإيراني بسبب الإجراءات الأميركية الإرهابية التي لاتزال مستمرة"، في إشارة إلى العقوبات الأميركية الشاملة، مشيراً إلى أن "الكثير من الأنشطة الاقتصادية وعملية الصادرات والواردات تواجه المشاكل، وحتى في شراء لقاح كورونا نواجه قيوداً".

في الأثناء، نظمت الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، مؤتمر "حوار طهران" بمشاركة مفكرين مسؤولين وأجانب، في مقدمتهم وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو ووزير الخارجية الأفغاني، محمد حنيف أتمر. 

وفي كلمة له بالمؤتمر، تابعها "العربي الجديد"، ركّز وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على التحديات والأزمات في المنطقة، مؤكداً أنّ "الحوار الدبلوماسي مفتاح إحداث التغيير في الوضع الإقليمي"، داعياً إلى "تحديد الأسباب الأساسية للمشاكل في المنطقة أولاً"، حسب قوله.

وفي السياق، أشار إلى أنّ "التدخلات الدولية المستمر والخطيرة في منطقتنا هي أحد أسباب هذا الوضع"، مضيفاً أنّ "اللاعبين من خارج المنطقة يستهدفونها منذ قرون من خلال مشاريعهم الجيوبوليتيكية". 

وفي الإطار، عرج على السياسات الأميركية في الشرق الأوسط، وتحديداً تجاه إيران، وأضاف أنه "لم يظهر بعد أي فرق بين الرئيس الأميركي السابق والرئيس الأميركي الحالي حيث إنه أيضاً يواصل سياسة الضغوط القصوى"، التي وصفها بأنها "فاشلة".

واتهم ظريف الولايات المتحدة الأميركية بـ"أمننة" الخليج والملف الإيراني، مضيفاً أنها "تنظر إلى المنطقة على أنها منطقة عسكرية والتعامل معها يغلب عليه الطابع العسكري"، لينتقد عمليات شراء الأسلحة من الدول العربية في الخليج. 

من جهته، تطرّق وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، في كلمة له بمؤتمر "حوار طهران"، إلى الأوضاع الإقليمية، مقسّماً إياها إلى نوعين من السياسات "البناءة وغير البناءة"، ليؤكد أنّ "السياسات البناء يمكن أن تشكل محرك السلام والدبلوماسية". 

وأضاف أنّ تركيا وإيران، رغم وجود خلافات حول بعض القضايا، واصلتا التواصل بينهما ولم تقطعا التعامل مع البعض، قائلاً إنّ البلدين "قوتان إقليميتان مهمتان تواصلان المباحثات السياسية عن قرب بشأن القضايا الإقليمية".

ودعا الوزير التركي إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والمجموعة الدولية، مضيفاً أنّ بلاده رفضت "العقوبات الأحادية المفروضة على إيران". 

وأعلن جاووش أوغلو أنّ أنقرة تدعم إعلان الولايات المتحدة نيتها العودة إلى الاتفاق النووي، معرباً عن أمله في أن "يتبلور حل مشترك عبر اتفاق بين الطرفين ويؤدي ذلك إلى إحياء الاتفاق النووي".  

كذلك أشار وزير الخارجية التركي إلى التوترات مع اليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط، مدافعاً عن حقوق تركيا البحرية في هذه المنطقة.  

في غضون ذلك، وجه رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، اليوم الثلاثاء، رسالة إلى القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، بمناسبة يوم "الحرس" في التقويم الإيراني، قائلاً إنّ بلاده "اليوم لديها القدرة على الهجوم والقدرة على الصمود والمقاومة"، مهدداً بـ"ضرب مكامن التهديد للأعداء في أي مواجهة محتملة".