اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"الكذب" و"المماطلة"، قائلاً إنها تتحدث عن الدبلوماسية وفشل سياسة الضغوط القصوى، "لكن عملياً لا نرى الدبلوماسية، ولم تتخذ هذه الإدارة أي خطوة عملية وجادة".
وأضاف روحاني، في كلمة باجتماع الحكومة الإيرانية الأسبوعي، تابعها "العربي الجديد"، أن إدارة بايدن تواصل "الإرهاب الاقتصادي" للإدارة الأميركية السابقة ضد إيران، متهماً واشنطن بمنع شراء إيران لقاح كورونا.
وقال إن "الأميركيين يكذبون عندما يقولون إنهم بحاجة إلى الوقت للعودة إلى التزاماتهم. إذا كانت هناك إرادة جادة لدى الطرفين، فبإمكان أميركا العودة إلى جميع تعهداتها (بالاتفاق النووي) خلال يوم واحد، ونحن أيضاً بمقدورنا أن نعود إليها خلال اليوم نفسه".
وأكد الرئيس الإيراني أن "العمل لا يُنجَز من خلال الشعارات والمقابلات، فعلى الأميركيين أن يتخذوا خطوات عملية، وأن يفهموا أن ما فعل بحقنا كان جريمة وإرهاباً، ويتداركوا ذلك ويرفعوا العقوبات، فحينئذ إذا رفعوها وتحققنا من ذلك، فسنعود إلى تعهداتنا".
روحاني: "الأميركيون يكذبون عندما يقولون إنهم بحاجة إلى الوقت للعودة إلى التزاماتهم. إذا كانت هناك إرادة جادة لدى الطرفين، فبإمكان أميركا العودة إلى جميع تعهداتها (بالاتفاق النووي) خلال يوم واحد"
غير أن روحاني عبّر عن مخاوفه من أن تُحمَّل بلاده مسؤولية انسداد الوضع الراهن بشأن الاتفاق النووي، إذ قال: "إنهم بالتدرج يروّجون للناس على أنهم جاهزون وإيران مترددة، لذلك يجب ألا نسمح بتضليل الناس والرأي العام".
وفي السياق، أكد قائلاً: "نحن يجب أن نسعى إلى التفاوض ورفع العقوبات يومياً، ولا ينبغي أن يتهمنا أحد بالتعجل، ويجب ألا نهدر الفرص"، مشدداً على أن الحكومة الإيرانية خلال الأشهر الأربعة المقبلة الباقية من ولايتها لن تألو أي جهد لرفع العقوبات، "ولا يجوز تأخير ذلك ليوم واحد، لأن ذلك يتعارض مع الدستور ورأي الشارع".
وترفض إيران الدخول في المفاوضات المباشرة أو في إطار مجموعة (1+5) للاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع واشنطن، مشترطة رفع العقوبات قبل أي مباحثات، مع تأكيدها أن ذلك لا يحتاج إلى التفاوض.
غير أن الإدارة الأميركية تدعو طهران إلى المباحثات قبل رفع العقوبات، فضلاً عن أنها تتحدث أيضاً عن ضرورة إجراء نقاشات بشأن برنامج إيران الصاروخي وسياساتها الإقليمية، لكن الأخيرة ترفض ذلك، وتؤكد أن الملفين "خط أحمر".
والاثنين، أورد موقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحاول تقديم مقترح جديد لطهران من أجل تشجيعها على الدخول في محادثات بشأن الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، موضحاً أن المقترح، الذي يضمّ تخفيف العقوبات على إيران، يأتي في وقت يقترب فيه موعد الانتخابات الإيرانية.
ويدعو المقترح إيران إلى وقف بعض أنشطتها النووية، مثل العمل بأجهزة طرد مركزي متطورة، وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عنها، بحسب أحد المصدرين، الذي شدد على أن التفاصيل ما زالت قيد الدراسة.
غير أن إيران أعلنت رفضها وقف إجراءات نووية مقابل تخفيف العقوبات، مصرحة بأنه "لأجل عودة أميركا إلى الاتفاق النووي، لا حاجة لأي خطة، بل إلى قرار سياسي منها لتنفيذ تعهداتها بشكل كامل وعاجل".
إلى ذلك، نقل التلفزيون الإيراني عن "مسؤول إيراني رفيع"، قوله إن "إيران لن توقف أياً من أنشطتها النووية الحالية قبل رفع جميع العقوبات"، مشدداً على أن تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 في المائة سيتوقف فقط في حال رفعت الولايات المتحدة جميع العقوبات.
وأكد أن "الإدارة الأميركية تخسر الوقت بسرعة، وإن لم ترفع العقوبات قريباً، فستقدم إيران على خطوات أكثر خفضاً لتعهداتها النووية بالاتفاق النووي" المبرم عام 2015.
روسيا: إشارات إيجابية من إدارة بايدن
وفي المواقف الدولية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ هناك فرصة للتوصل إلى حل وسط بشأن الاتفاق النووي مع إيران، مضيفاً أنّ الإدارة الأميركية الجديدة ترسل "إشارات تبعث على التفاؤل" حول هذا الموضوع.
وقال لافروف، اليوم الأربعاء، خلال كلمة ألقاها خلال اجتماع للمؤتمر الخاص بالشرق الأوسط ضمن "منتدى فالداي للحوار": "ثمة الآن إشارات تبعث على التفاؤل من قبل إدارة بايدن في اتجاه البحث عن حل وسط للخروج من المأزق الحالي حول خطة العمل الشاملة المشتركة بالتوازي مع بدء مناقشة مباعث قلق إضافية، وهذا ما نؤيده بشكل نشط".
وأوضح وزير الخارجية الروسي، بحسب ما أوردته وكالة "نوفوستي" الروسية، أن موسكو تدعم استئناف الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1 عام 2015 "دون أي تغييرات".