روبيو: ترامب لن يقبل بالمماطلة من بوتين وسنعرف جديته للسّلام

04 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 20:36 (توقيت القدس)
روبيو متحدثاً في مقرّ الناتو ببروكسل، 4 إبريل 2025 (جاكلين مارتن/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفاد صبره تجاه روسيا في مفاوضات وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مع احتمالية فرض عقوبات جديدة أو تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا إذا لم تكن روسيا جادة بشأن السلام.
- اتهم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي روسيا بإحباط الجهود الأميركية لإحلال السلام في أوكرانيا، داعين إلى ممارسة ضغوط قوية عليها للموافقة على وقف إطلاق النار.
- أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي التزام ترامب بالدفاع الجماعي بموجب المادة الخامسة، مشيراً إلى أن موسكو تظل التهديد الرئيسي للحلف، مع تزايد التهديدات من الصين.

قالت مصادر في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لوكالة أسوشييتد برس، اليوم الجمعة، إنّ صبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بدأ ينفد" تجاه روسيا في مفاوضات وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وبدوره، أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى أنّ ترامب "ربما لن يقبل بأساليب المماطلة" التي يتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفترة أطول، فيما اتّهم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي موسكو بإحباط الجهود الأميركية لإحلال السّلام في أوكرانيا.

وقال روبيو، خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل، الجمعة، إنّ "ترامب ربما لن يقبل بأساليب المماطلة التي يتبعها بوتين لفترة أطول"، وقال "سنعرف قريباً من ردودهم ما إذا كانوا جادين في المضيّ قدماً في السّلام الحقيقي أم أن الأمر مجرد أسلوب للمماطلة، و(إذا) كان الأمر مجرد أسلوب للمماطلة، فإن الرئيس غير مهتم بذلك"، وأضاف أنه إذا لم تكن روسيا جادة بشأن السلام، فستضطر الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم موقفها.

ولم يتّضح في بادئ الأمر كيف سترد الولايات المتحدة إذا استمر بوتين على نفس المسار، إذ يُعتبر فرض عقوبات جديدة أو تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا من الخيارات الممكنة بيد واشنطن. ويسعى ترامب منذ أسابيع للتفاوض على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وعلى عكس كييف رفضت موسكو اقتراحاً بوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً.

الأوروبيون يتهمون روسيا بإحباط مساعي ترامب للسلام

من جهتهم، اتهم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الجمعة، روسيا بإحباط الجهود الأميركية لإحلال السلام في أوكرانيا، ودعوا إلى ممارسة ضغوط قوية عليها كي توافق على وقف إطلاق النار، في محاولة واضحة لإقناع إدارة ترامب باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاهها.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الجمعة، إن روسيا "مدينة بالرد على الولايات المتحدة" التي "بذلت جهداً كبيراً في الوساطة للوصول إلى مقترح لوقف إطلاق النار". من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن بوتين "يواصل حالة الإرباك والمماطلة"، وأضاف: "يقبل وقف إطلاق نار الآن، ثم يواصل قصف أوكرانيا وسكانها المدنيين وإمدادات الطاقة. نحن نراك يا فلاديمير بوتين، ونعرف ما تفعله".

بدورها، ذكرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن حديث بوتين عن المفاوضات "مجرد وعود جوفاء"، وأن الرئيس الروسي "يلعب على عنصر الوقت بطرح مطالب جديدة باستمرار"، بينما يطالب وزيرا خارجية كندا وإستونيا بتحديد جدول زمني لروسيا لقبول وقف إطلاق النار.

روته: ترامب ملتزم بحلف الأطلسي

بدوره أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، الجمعة، أن ترامب "لم يضعف" الالتزام بالدفاع الجماعي بموجب المادة الخامسة من ميثاق الحلف، وقال إن ترامب "لم يضعف المادة الخامسة. إنه ملتزم بحلف شمال الأطلسي، وملتزم بالمادة الخامسة"، نافياً الشكوك المحيطة بالتزام الرئيس الأميركي الدفاع عن القارة الأوروبية.

وكان ترامب قد أثار قلق حلفاء الولايات المتحدة عندما هدد بأنه لن يدافع إلا عن الدول التي يعتقد أنها تنفق ما يكفي على الدفاع، مع ممارسته ضغوطاً على الدول الأعضاء لزيادة ميزانياتها العسكرية، كما أثارت إدارته احتمال تقليل عديد القوات الأميركية المنتشرة في أوروبا للتركيز على التهديدات في أماكن أخرى مثل الصين.

وأضاف الأمين العام للناتو: "ليس من أهداف الولايات المتحدة الخروج من حلف شمال الأطلسي أو أوروبا، فالولايات المتحدة موجودة هنا. ستتجه أكثر نحو آسيا، وهذا قد يعني، مع مرور الوقت، أنها ستضطر إلى إعادة التوازن"، مشددأً على أن "هناك اليوم، وسوف يظل هناك دائماً، وجود نووي وتقليدي للولايات المتحدة في أوروبا".

وكانت الدول الأوروبية قد شددت على أنه إذا كان ترامب يعتزم سحب قوات من القارة، فإنه يحتاج إلى التنسيق معها حتى لا يترك ثغرات في مواجهة روسيا. وقال روته في هذا الصدد: "أفترض وأتوقع أن يتم ذلك بلا مفاجآت". ودافع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن رفضه انتقاد الرئيس الأميركي المتقلب، مؤكداً أنه يتفق معه بشأن الجهود الرامية إلى تعزيز الإنفاق وإنهاء الحرب في أوكرانيا، موضحاً أنه "عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي أركز عليها، وهي أوكرانيا، وأراضي حلف شمال الأطلسي، فنحن في الواقع متفقان".

وكان ماركو روبيو قد طالب في اجتماع وزراء خارجية الحلف بالاتفاق على "مسار واقعي" يقود إلى زيادة الإنفاق العسكري ليبلغ 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل من الدول الأعضاء. وتبدو هذه النسبة بعيدة المنال بالنسبة لمعظم الحلفاء، بل إنها أعلى بكثير مما تنفقه الولايات المتحدة حالياً. وقال روته عن ذلك إنه سيبدأ بتقييم المتطلبات العسكرية بينما يتطلع الحلف للتوصل إلى هدف إنفاق جديد خلال قمته في لاهاي في يونيو/ حزيران، وأضاف: "أعتقد أننا الآن بحاجة للوصول إلى رقم، سواء بالمليارات أو نسبة مئوية".

وحول مخاوف أوروبا من التقارب بين واشنطن وموسكو، أكد روته أن موسكو تظل التهديد الرئيسي لحلف شمال الأطلسي برمته، وليس لأوروبا فحسب، وقال: "نعم، للتحالف برمته، كما اتفقنا". وأشار روته إلى أنه ينظر إلى الصين باعتبارها "تهديداً"، وهي وجهة نظر مثيرة للجدل داخل الحلف الذي لا يزال يرفض وصف بكين بأنها تهديد مباشر.

وتابع الأمين العام للناتو: "إذا سألتني شخصياً، فسأقول إن هناك تهديداً أيضاً. أعلم أن لغة الناتو أكثر حذراً بعض الشيء"، وأضاف: "الصين، مع الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها في الجيش، وعدد السفن الحربية التي تمتلكها ويفوق ما تمتلكه الولايات المتحدة، وألف رأس نووي.. نعم، إنها (تهديد) يتزايد بالفعل".

وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، مساء أمس الخميس، أن اليوم الأول من محادثات حلف شمال الأطلسي شهد "دعماً ساحقاً لأوكرانيا ولإنهاء الحرب ولجهود الرئيس ترامب لإنهاء الحرب، واعترافاً بضرورة أن تبذل روسيا المزيد من الجهود في هذا السياق"، وأضاف أنه "لا توافق بالضرورة على جدول زمني لزيادة الضغوط على روسيا، لكنّ هناك اعترافاً بأنه كلما كان ذلك أسرع كان أفضل"، مشدداً على وجود "توافق على ضرورة أن تبذل روسيا المزيد من الجهود، وأن توافق على وقف إطلاق النار".

ولطالما عبر ترامب، الذي وعد بإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ ثلاث سنوات سريعاً، عن اعتقاده بأن بوتين ملتزم بالسلام. وقالت مصادر لوكالة رويترز إنّ البيت الأبيض أصبح أكثر تشككاً في نيّات بوتين في الأيام القليلة الماضية، رغم أن ترامب لا يزال يشير علناً إلى اعتقاده بأن بوتين يريد إنهاء الحرب. وأشار ترامب، الذي لم يفرض رسوماً جمركية جديدة على روسيا الخاضعة لعقوبات كبيرة بالفعل، الخميس، إلى إمكانية فرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي إذا شعر أن موسكو تعيق التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا.

لا يوجد اتصال هاتفي مرتقب بين ترامب وبوتين

وفي موسكو، ذكر الكرملين أن الرئيسَين بوتين وترامب لا يعتزمان التحدث هاتفياً عقب زيارة مبعوث بوتين للاستثمار، كيريل دميترييف، إلى واشنطن. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، في رده على سؤال عمّا إذا كان بوتين وترامب سيتحدثان هاتفياً قريباً: "لا، لا توجد خطط للأيام القليلة المقبلة. لا يوجد شيء في جدول المواعيد حالياً"، وأضاف أن زيارة دميترييف تثير "تفاؤلاً حذراً".

وقال دميترييف، أمس الخميس، إنه يرى "تحركات إيجابية" في العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد أن أجرى اجتماعات استمرت يومين في واشنطن، لكنه أكد الحاجة إلى مزيد من الاجتماعات لتسوية الخلافات. وأفادت قناة "إن بي سي نيوز" الأميركية، أمس الخميس، بأنّ الدائرة المقربة من ترامب تنصحه بعدم التحدث مع بوتين مجدداً حتى يلتزم الرئيس الروسي بوقف إطلاق نار كامل في أوكرانيا، وهو أمر أبدى بوتين استعداده له من حيث المبدأ، لكن بشرط تلبية قائمة طويلة من الشروط. 

ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي، انخرطت واشنطن وموسكو في دبلوماسية مكثفة بشأن أوكرانيا، وتعهدتا بإنهاء سريع للصراع. لكنّ روسيا قالت هذا الأسبوع إنها لا تستطيع قبول المقترحات الأميركية بشأن أوكرانيا "بشكلها الحالي"، لأنها لم تعالج القضايا الجوهرية التي تقول موسكو إنّها أساس الصراع.

(رويترز، أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون