رواية العبادي بشأن اغتيال سليماني والمهندس تثير جدلاً في العراق

رواية العبادي بشأن اغتيال سليماني والمهندس تثير جدلاً في العراق

11 ديسمبر 2020
تحدث العبادي عن موافقة عراقية على القصف الأميركي (Getty)
+ الخط -

أثارت تصريحات رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي التي أدلى بها للتلفزيون الرسمي، مساء أمس الخميس، جدلاً واسعاً، إذ قال فيها إن بغداد كانت موافقة على تنفيذ طائرات أميركية قصفاً قرب مطار بغداد الدولي، والذي أسفر عن مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس مطلع العام الحالي.

وقال العبادي إن "الطائرات التي جاءت إلى العراق، والتي ضربت القادة (سليماني والمهندس) في المطار (مطار بغداد الدولي) حصلت على موافقة عراقية"، مبيناً أن ما يقوله حقيقة والكل يعلم بذلك.

ويتوقع من التصريح أن يعيد تصعيد الفصائل المسلَّحة الموالية لإيران مجدداً بشأن ملف الوجود الأميركي في العراق، فضلاً عن فتح باب التحقيق بالهجوم الأميركي الذي أودى بحياة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، والقيادي بـ"الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، الذي يقترب من الذكرى الأولى له.

وتساءل الباحث بالشأن السياسي العراقي شاهو القره داغي عن سبب الضجيج الذي أثارته السلطات العراقية بعد حادثة الاغتيال، على الرغم من أن العملية تمت بعلم بغداد، قائلاً: "ولماذا كل هذا الضجيج بعد العملية والبكاء والعويل من قبل القادة الشرفاء إذا كانوا هم مشاركين ومساهمين في العملية أصلاً؟".

من جانبه، قال عضو التيار المدني في العراق علي الصافي، إن تصريح رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي حول موافقة العراق على دخول الطائرة التي قصفت سليماني والمهندس تتطلب فتح تحقيق، ليس من أجل طلبات وضغوط إيران، بل ليكتشف العراقيون أن ساسة العراق وأحزاب السلطة يمتلكون أكثر من ستين وجهاً"، وفقاً لقوله.

وبيّن في حديث لـ"العربي الجديد"، أن البديهي لدى الجميع أن الطيران الأميركي يدخل العراق من دون علم أحد، وليست لدى العراق إمكانية اكتشاف هذه الطائرات، لكن مع ذلك يؤكد كلام العبادي أن ما يتهمون به الناشطين والمتظاهرين بالعمالة للخارج هم أولى به".

ووصف حساب "شكو ماكو" على موقع "تويتر" حديث العبادي عن علم السلطات العراقية بالقصف الذي استهدف سليماني والمهندس، بالخطير.

واتهم فاران أبو معمار، العبادي بالكذب، موضحاً أن العملية (اغتيال سليماني والمهندس) تمت بالسرية بين الأمن القومي الأميركي والقيادة الأميركية الوسطى. وبيّن أنها تمت بـ"علم الولايات المتحدة ولم يعلم أحد من العراقيين بها"، مشيراً إلى أن سليماني والمهندس كانا متهمين من قبل واشنطن بقتل ضابط وجنود أميركيين.

والشهر الماضي، جدّد برلمانيون عراقيون مقربون من إيران مطالباتهم للحكومة بالكشف عن تحقيقات حادثة مقتل سليماني والمهندس بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي، إذ قال عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، مهدي تقي آمرلي، إن لجنته ستضغط على الحكومة من أجل إرسال تقرير حادثة اغتيال سليماني والمهندس إلى مجلس النواب بأسرع وقت ممكن، موضحاً أن الحكومة مطالبة بإرسال نتائج التحقيق مع تحديد الجهات التي تواطأت مع الأميركيين في حادثة المطار.

وقبل ذلك، وجّه عضو مجلس النواب فالح الخزعلي، وهو أحد قيادات مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، طلباً إلى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لاستضافة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مجلس النواب، من أجل توجيه سؤال شفهي لرئيس الحكومة بشأن نتائج التحقيق في حادثة مقتل سليماني والمهندس.

المساهمون