رفض فلسطيني واسع لتصريحات ترامب بشأن التهجير واحتلال غزة

05 فبراير 2025
مسنة فلسطينية في غزة 29 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفضت الرئاسة والفصائل الفلسطينية تصريحات ترامب حول تهجير غزة، معتبرةً أنها انتهاك للقانون الدولي وتهديد للسلام. أكد الرئيس عباس على عدم التنازل عن حقوق الفلسطينيين ودعا المجتمع الدولي لحمايتهم.
- أعربت الفصائل، بما فيها فتح وحماس، عن رفضها لمشاريع التهجير، مؤكدةً على حقوقهم الوطنية. دعت حماس الإدارة الأميركية للتراجع، بينما أكدت الجهاد الإسلامي على خيار المقاومة.
- رحب عباس بمواقف الدول العربية الداعمة، ودعت المنظمات الأهلية لتحرك دولي لوقف المخططات الأميركية والإسرائيلية ودعم صمود الفلسطينيين.

رفضت الرئاسة وفصائل فلسطينية، اليوم الأربعاء، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهادفة لتهجير أهالي قطاع غزة واحتلال الولايات المتحدة الأميركية للقطاع، داعية إياه للتراجع عنها، مؤكدة أن ذلك سيصبّ الزيت على النار. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس رداً على الدعوات الأميركية للتهجير: "إننا لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها". وأعرب عباس والقيادة الفلسطينية في بيان صحافي، عن رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.

وقال عباس: "هذه الدعوات تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، على أساس حل الدولتين". وأضاف الرئيس عباس: "إن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وإن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967". وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها".

وجدد عباس تقديره للمواقف العربية الثابتة والراسخة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساس لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مثمناً في هذا الإطار مواقف كل من الأشقاء في مصر والأردن الرافضة للتهجير والمساس بالحقوق الفلسطينية المشروعة.

وطالب الرئيس محمود عباس الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف، وحقه في تقرير مصيره وبقائه على أرض وطنه، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته ملتزمان بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، اللتين تؤكدان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على أرض قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمتها الأبدية.

إلى ذلك، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، بمواقف السعودية "الداعمة والمؤيدة لحقوق شعبنا وقضيته العادلة". وثمن عباس، "هذه المواقف السعودية الشجاعة والمشرفة، إلى جانب الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للشعب الفلسطيني، وآخره المساعدات الإنسانية المستمرة لقطاع غزة، إضافة إلى الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتأسيس التحالف الدولي لحشد الاعتراف بدولة فلسطين، وعقد المؤتمر الدولي للسلام في حزيران/يونيو المقبل".

من جانبها، أكدت حركة فتح في بيان لها، رفضها لأية مشاريع لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة أو الضفة بما فيها القدس، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام وناضل لأكثر من 100 عام وصمد على أرضه، سيبقى متشبثاً بها مهما كان الثمن ولن يتنازل أو يساوم على حقوقه الوطنية المشروعة، حتى تحقيق أهدافه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية.

وأعربت حركة فتح، عن تقديرها لموقف الأشقاء العرب وخاصة في الأردن ومصر والسعودية، حيال مشاريع التهجير والضم والترحيل، مستطردة أن هذا الموقف سيشكل حائلًا أمام هذه المشاريع.

حماس: لن نسمح باحتلال أرضنا

من جانبها، قالت حركة حماس في بيان لها على تليغرام: "ندين بأشد العبارات ونرفض تصريحات ترامب الرامية لاحتلال قطاع غزة وتهجير شعبنا الفلسطيني منه". وتابع البيان: "نؤكد أن تلك التصريحات عدائية لشعبنا ولقضيتنا ولن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصب الزيت على النار". وشدد البيان "نؤكد أننا وشعبنا الفلسطيني وقواه الحية لن نسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا".

ودعت حماس الإدارة الأميركية والرئيس ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية لشعبنا الفلسطيني في أرضه. كما دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى الانعقاد العاجل لمتابعة تلك التصريحات الخطيرة واتخاذ موقف حازم وتاريخي.

الجهاد الإسلامي: خيار المقاومة حاضر دوماً

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيان لها، "كان ينبغي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو يمارس غطرسته ويضع شعبنا في قطاع غزة أمام خيار وحيد هو التهجير، أن يتذكر أن 15 شهراً من القصف المجنون بثمانين ألف طن من السلاح الأميركي لم تفلح في تهجيره، فهل يتوهم أن تهجره تصريحات عنصرية مراوغة مغلفة بإنسانية زائفة؟!". وأضافت أن "شعبنا الفلسطيني يمتلك دوماً خيار المقاومة التي يمارسها منذ ما يزيد على قرن كامل من الزمن، من قبل ترامب ومن بعده".

وفي السياق، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تصريح له، "إن القيادة الفلسطينية تؤكد رفضها لكل دعوات التهجير للشعب الفلسطيني من أرض وطنه، هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنبقى، ونثمن الموقف العربي الملتزم بهذه الثوابت". وأضاف الشيخ أن "القيادة الفلسطينية تؤكد موقفها الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام".

بدوره، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في تصريح صحافي، "إن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يرفض دعوات الرئيس الأميركي ترامب لترحيل سكان غزة والتي تمثل دعوة للتطهير العرقي الذي يعتبر جريمة حرب في القانون الدولي ونكبة جديدة للشعب الفلسطيني". وأكد أن "ما فشل نتنياهو في تحقيقه بحرب الإبادة الجماعية لن تحققه الإدارة الأميركية بالضغوط السياسية". ودعا البرغوثي كل دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية إلى إعلان رفضها المطلق لهذه المخططات الخطيرة، والتي تنم عن جهل مطلق بطبيعة الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي وبحقائق المنطقة الجيوسياسية.

استنساخ صفقة القرن

من جهتها، أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، أن تصريحات ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانها "هي إعادة استنساخ لصفقة القرن". وعبرت المنظمات الفلسطينية، في بيان صحافي، عن "رفضها تصريحات ترامب التي سبقت أو أعقبت اللقاء الذي جمعه في البيت الأبيض الليلة الماضية مع رئيس حكومة الاحتلال وما ترافق معها أيضا مع قرارات ومواقف تصب في معاداة حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية والقومية، بشكل خاص توقيع الرئيس ترامب على قرار الانسحاب من مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" التي تتعرض منذ عدة سنوات لضغوط كبيرة بهدف تصفيتها، وإنهاء عملها تمهيدا لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي يكفله القرار الأممي 194".

وأكدت الشبكة أن "هذه التصريحات والمواقف المتطابقة تماما مع الرؤية الإسرائيلية القائمة على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وتطبيق مخطط الضم الاحتلالي في الضفة، بما فيها القدس، وتقويض مقومات الوجود الفعلي للشعب الفلسطيني في أرضه من خلال مواصلة سياسات الاستيطان الاستعماري، ومصادرة الأراضي وهدم البيوت، والعمل على تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من أرض وطنهم".

وشددت الشبكة على أن ذلك "ما يمكن وصفه بالبلطجة وانعدام للتوازن الأخلاقي يعاني منه ترامب وضيفه في البيت الأبيض نتنياهو على حد سواء، وهو لا يرى في العالم إلا طاولة للصفقات التجارية القذرة على حساب حقوق الشعوب والدول الأخرى، بما فيها المجاورة للولايات المتحدة أو تلك التي تربطها معها اتفاقيات ثنائية يجري اليوم إنهاء تلك الاتفاقيات من طرف واحد".

وأكدت الشبكة "ضرورة العمل على أوسع حملات الإسناد وتوفير المعونات والاحتياجات الإغاثية والإنسانية في ذات الوقت الذي يجري العمل فيه على دعم صمود الناس، ووضع الخطط الكفيلة بمنع التهجير وإعادة نحو 3000 ألف مهجر إلى بيوتهم، في رسالة تحد للاحتلال والإدارة الأميركية". وشددت على أن "الأراضي الفلسطينية لن تكون مزرعة بملكية خاصة لا لترامب ولا لدولة الاحتلال"، مطالبة الأمم المتحدة بتحرك عاجل لوقف هذا "المخطط الذي لن ينجح على أرضية الرفض الشعبي الذي عبر عنه السيل البشري الهادر لأبناء قطاع غزة وعودتهم لمناطق شمال القطاع رغم الدمار والخراب الذي أحدثته دولة الاحتلال على مدار 471 يوما من حرب الإبادة المفتوحة، والعمل بإرادة دولية فورية لوقف هذا التغول العنصري الفاشي لدولة الاحتلال ومن خلفها إدارة ترامب، وإنهاء الاحتلال فورا، تطبيقا للقرارات الدولية، ورفع الظلم التاريخي الذي ما زال مستمرا منذ 77 عاما".