رفض دولي لانتخابات الأسد ودعوات لمحاسبته على جرائمه

رفض دولي لانتخابات الأسد ودعوات لمحاسبته على جرائمه

12 مارس 2021
رفض شعبي ودولي لانتخابات الأسد(عمر الحاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى المواقف الدولية المعارضة للانتخابات الرئاسية السورية التي يتحضّر نظام بشار الأسد لإجرائها بين 16 إبريل/نيسان و16 من مايو/أيار المقبلين، ضارباً عرض الحائط بالجهود التي تبذل لإيجاد حل سياسي للأزمة، في وقت كشف رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق، رياض حجاب، عن رفض النظام عشرات مبادرات الحل في بداية الثورة السورية عام 2011، وسرقة الأسد أموالاً قدمتها السعودية للمساعدة على الحل آنذاك.
 وفي هذا السياق، حمّل المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مسؤولية معاناة السوريين.
وقال خلال إحاطته الصحافية، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة تواصل دعم تسوية سياسية للوصول إلى حل في سورية، بالتشاور مع الحلفاء والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، معرباً عن اعتقاده أن "التسوية السياسية يجب أن تعالج العوامل المتسببة بتغذية العنف، التي تؤدي إلى عدم الاستقرار في سورية".
وأشار إلى أن بلاده ستستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة، للضغط من أجل حل مستدام ينهي معاناة الشعب السوري، موضحاً أن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة القيادة بملف المساعدات الإنسانية.
وقال: "الشعب السوري عانى لفترة طويلة جداً، تحت حكم بشار الأسد الوحشي، ويجب أن نفعل المزيد، لمساعدة السوريين المستضعفين، بمن في ذلك النازحون داخل سورية وكذلك اللاجئون الذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم".
 ورأى أن "الأسد لم يفعل أي شيء ليعيد شرعيته، وهو المسؤول عن معاناة الشعب السوري، وهذا ما أفقده الشرعية"، مؤكداً أن "واشنطن لن تطبع العلاقات مع النظام في أي وقت".
ويخضع مسؤولو النظام السوري لعقوبات أميركية منذ 2011، وأخرى أشد منذ يونيو/حزيران 2020، بموجب ما يعرف بقانون قيصر".

استمرار "المأزق السياسي"
بدورهم، أعرب أعضاء البرلمان الأوروبي عن قلقهم إزاء استمرار "المأزق السياسي" في سورية، وعدم إحراز تقدم في إيجاد حل سياسي، معتبرين في الوقت ذاته أن الانتخابات الرئاسية المقبلة "تفتقر للمصداقية في نظر المجتمع الدولي".
وأكد الأعضاء، في قرار نشر على موقع البرلمان الأوروبي، أمس الخميس، أن "الحل الدائم للنزاع السوري لا يمكن تحقيقه بالطرق العسكرية"، منتقدين مماطلة النظام السوري في التفاوض حول صياغة مسودة الدستور، رغم استعداد المعارضة السورية للتعاون.
وأوضح الأعضاء في قرارهم، أن العلاقات الدبلوماسية الطبيعية لا يمكن استئنافها، إلا بعد تغيرات جوهرية في سورية، مشددين على رفضهم أي تطبيع للعلاقات مع النظام السوري، في ظل عدم حدوث تقدم جذري على الأرض مع الانخراط الثابت والموثوق به في العملية السياسية الشاملة.
 وأدان البرلمان الأوروبي جميع المجازر وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في سورية، داعياً لإطلاق سراح 130 ألف معتقل سياسي.
ودعا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الإبقاء على العقوبات ضد سورية، مطالبين بزيادة استجابته المالية والسياسية للسوريين، حيث يعيش 90% من السكان تحت خط الفقر. 
كما دعوا المفوضية الأوروبية إلى تقديم خطة عمل للاتحاد الأوروبي بشأن الإفلات من العقاب، مع فصل خاص عن سورية، بهدف مقاضاة مجرمي الحرب في الاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن سورية ليست بلداً آمناً للعودة إليه، وأن أي عودة يجب أن تكون آمنة وطوعية وكريمة، بما يتماشى مع الموقف المعلن للاتحاد الأوروبي.
وصوت لصالح القرار 568 نائباً في البرلمان الأوروبي، بينما عارضه 79، وامتنع 37 عن التصويت.

النظام استولى على أموال الحل
إلى ذلك، كشف رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق، رياض حجاب، أن السعودية دعمت النظام السوري بمئتي مليون دولار للإصلاح الاقتصادي وتلبية مطالب الشعب السوري في بداية الثورة عام 2011، إلا أن رأس النظام بشار الأسد أخذها لجيبه الخاص، ولم يذهب أي شيء لخزينة الدولة، وذلك خلال وجوده على رأس عمله بالوزارة.
وقال حجاب في مقابلته مع قناة "الجزيرة"، مساء أمس الخميس، إن العديد من الدول دعمت مسار الإصلاح بداية الثورة السورية، وقدمت الدعم المالي والكثير من الحلول لدعم الشعب، لكن الأسد رفض الحلول واختار الحل العسكري مع طهران.
وكانت تركيا تقدمت عبر وزير خارجيتها السابق داود أوغلو بعشرات الحلول الناجحة وبخيارات عديدة، كما قدمت قطر دعماً سياسياً ومالياً للحل، ولكن جميع الحلول قوبلت بالرفض من قبل النظام السوري.

الأسد يقترب من المحاسبة
ورأى حجاب أن بشار الأسد يقترب من المحاسبة ولا يمكن إعادة إنتاجه، معتبراً أن الأمور تتسارع وهذا العام يحمل انفراجاً للسوريين. 
واعتبر أن سورية مقبلة على تحول كبير بسبب تفكك الدائرة الضيقة حول الأسد.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، التقى مع حجاب، أمس الخميس، في العاصمة القطرية الدوحة، وقال في تغريدة على "تويتر"، إنه ناقش معه تطورات الوضع في سورية.
وجاء ذلك على هامش اجتماع جمع وزراء خارجية كل من قطر وتركيا وروسيا، حيث أطلق الوزراء عملية تشاورية جديدة بشأن تسوية النزاع في سورية، وإيجاد حلول للمرحلة المقبلة وانفراج السوريين.

النظام يقلب الوقائع
في المقابل، ادعت رئيسة بعثة النظام السوري لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، رانيا الرفاعي، أن "سورية تواجه حملة من بعض الدول المعروفة وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول غربية تستخدم فيها أدوات كثيرة".
ونقلت وكالة "سانا"، الناطقة باسم النظام، عن الرفاعي قولها في بيان لها أمام الدورة السادسة والتسعين للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي أنهت أعمالها، أمس الخميس، إن النظام أوفى بالتزاماته مع المنظمة الدولية، بينما "تماطل دولة كالولايات المتحدة في تنفيذ التزاماتها متذرعة بأسباب واهية، وفي الوقت نفسه توجه اتهامات باطلة لسورية بعدم تنفيذها لالتزاماتها".