استمع إلى الملخص
- الرسائل تتنوع في محتواها، لكنها تشترك في تقديم الدعم والتشجيع للرئيس الجديد، مثل رسالة جورج بوش الابن لأوباما التي تتمنى له النجاح.
- الرئيس ترامب وصف رسالة بايدن له بأنها "لطيفة وملهمة"، مما يعكس روح التعاون والاحترام بين الرؤساء رغم التنافس السياسي.
مساء أول أمس الاثنين، وبينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوقّع على الأوامر التنفيذية في البيت الأبيض ويجري دردشة مع صحافيين، بادر أحدهم بسؤاله عما إذا كان سلفه جو بايدن قد ترك له رسالة، فقال ترامب مازحاً "انتظر"، وبدأ بالبحث في المكتب ليجد الرسالة في أحد الدروج ورفعها أمام الكاميرا مظهراً ما كتبه بايدن على الغلاف "47" ووضعها جانباً متابعاً توقيع الأوامر، وقال سأقرأها لاحقاً. وكان الرئيس الأميركي رونالد ريغان هو من بدأ هذا التقليد حين ترك رسالة لخلفه جورج بوش الأب عام 1989.
وعاد ترامب، أمس الثلاثاء، ليكشف عن بعض ما كتبه سلفه جو بايدن في رسالته، وقال إنها "لطيفة وملهمة"، وأضاف لصحافيين أنه فتح الرسالة مساء الاثنين وكان يفكّر في إتاحتها للجمهور، مشيراً إلى أنّ بايدن نصحه بالاستمتاع بفترة ولايته وأكد على أهمية المنصب. وقال ترامب، بحسب ما أوردته وكالة رويترز: "إنها رسالة لطيفة للغاية. رسالة ملهمة قليلاً"، وأضاف "جاء فيها: إلى رقم 47 استمتع بها (بفترتك الرئاسية) وقم بعمل جيد. من المهم للغاية أن تعرف مدى أهمية المنصب". وقال ترامب، الذي تولى ولايته الثانية في البيت الأبيض، الاثنين، إنه شعر بأنه يجب أن يسمح للناس برؤية الرسالة.
"لا تدع الديك الرومي يحبطك"
وتتميز هذه الرسائل بالبساطة والحكمة وأحياناً تحمل شيئاً من الفكاهة، وهي تأتي بلغة لطيفة بشكل مخالف للحملة الانتخابية التي يكيل بها المتتنافسون أقسى العبارات بعضهم لبعض لا سيما أنها كانت دائماً بين رئيسين متنافسين ما عدا الرسالة الأولى التي كتبها ريغان لبوش حيث كان كلاهما من الحزب الجمهوري. وبحسب صحيفة واشنطن بوست رسم ريغان في رسالته لبوش شكلاً يمثل الفيل، وهو رمز الجمهوريين، وذيّله بتعليق "لا تدع الديك الرومي يحبطك"، وتابع: "عزيزي جورج. ستكون لديك لحظات ترغب فيها في استخدام هذه القرطاسية على وجه الخصوص. جورج، أنا أقدّر الذكريات التي نتشاركها وأتمنى لك كل التوفيق. سأدعو لك. باركك الله وباربرا. سأفتقد غداءنا يوم الخميس".
أما جورج بوش فترك لخليفته الديمقراطي بيل كلينتون رسالة متواضعة ولبقة، وقال كلينتون إنها "كشفت عن جوهر شخصية بوش". وقال بوش في رسالته "عزيزي بيل. عندما دخلت هذا المكتب الآن شعرت بالشعور نفسه بالدهشة والاحترام الذي شعرت به قبل أربع سنوات. وأعلم أنك ستشعر بذلك أيضاً. أتمنى لك السعادة هنا، لم أشعر قط بالوحدة التي وصفها بعض الرؤساء. ستكون هناك أوقات صعبة للغاية، وتزداد صعوبة بسبب الانتقادات التي قد لا تعتقد أنها عادلة. لستُ جيداً في تقديم النصائح؛ لكن لا تدع المنتقدين يثبطون عزيمتك أو يدفعونك بعيداً عن المسار. ستصبح رئيسنا عندما تقرأ هذه المذكّرة. أتمنى لك كل التوفيق. أتمنى لعائلتك كل التوفيق. إنّ نجاحك الآن هو نجاح لبلدنا، وأنا أشجعك بشدة. حظاً سعيداً".
وبدوره، عاد كلينتون ليترك رسالة لجورج بوش الابن، وقال فيها "عزيزي جورج. اليوم ستشرع في أعظم مغامرة، مع أعظم شرف يمكن أن يحظى به مواطن أميركي. إنك مثلي محظوظ بشكل خاص لقيادة بلادنا في وقت من التغيير العميق والإيجابي إلى حد كبير، حيث يتعين علينا الإجابة من جديد عن أسئلة قديمة، ليس فقط حول دور الحكومة، ولكن حول طبيعة أمتنا ذاتها. أنت تقود شعباً فخوراً ومحترماً وطيباً. ومنذ هذا اليوم أصبحت رئيساً لنا جميعاً. أحييك وأتمنى لك النجاح والسعادة. إن الأعباء التي تتحملها الآن كبيرة ولكنها مبالغ فيها في كثير من الأحيان. إن السعادة الغامرة التي تغمرك عند قيامك بما تعتقد أنه صحيح لا يمكن التعبير عنها. صلواتي معك ومع عائلتك. بالتوفيق".
بايدن: رسالة ترامب كانت "سخية"
وبعد ثماني سنوات ترك جورج دبليو بوش رسالة إلى باراك أوباما، قال فيها "عزيزي باراك. أهنئك على توليك منصب رئيسنا. لقد بدأت للتو فصلاً رائعاً في حياتك. قليلون هم الذين حظوا بشرف معرفة المسؤولية التي تشعر بها الآن. وقليلون هم الذين يدركون الإثارة التي تحيط بهذه اللحظة والتحديات التي ستواجهها. سوف تمر بلحظات عصيبة. وسوف يثور المنتقدون عليك. وسوف يخيّب (أصدقاؤك) أملك. ولكنك سوف تحظى بإله قادر على مواساتك، وعائلة تحبك، وبلد يساندك، بما في ذلك أنا. وبغض النظر عما سيحدث، فسوف تستلهم من شخصية وتعاطف الناس الذين تقودهم الآن".
وتعتبر رسالة أوباما إلى ترامب الأطول بين كل الرسائل، وقال فيها أوباما: "عزيزي السيد الرئيس. أهنئك على هذا الإنجاز الرائع. لقد وضع الملايين من الناس آمالهم فيك، ويجب علينا جميعاً، بغض النظر عن الحزب الذي تنتمي إليه، أن نأمل في تحقيق المزيد من الرخاء والأمن خلال فترة ولايتك. إن هذا المكتب فريد من نوعه، ولا توجد لديه خطة واضحة للنجاح". وأضاف أوباما "إن الزعامة الأميركية في هذا العالم لا غنى عنها حقاً. ويتعين علينا، من خلال العمل والمثال، أن نحافظ على النظام الدولي الذي توسع بشكل مطرد منذ نهاية الحرب الباردة، والذي تعتمد عليه ثرواتنا وسلامتنا"، وختم رسالته بالقول: "أتمنى أنا وميشيل لك ولميلانيا كل التوفيق في رحلتكما إلى هذه المغامرة الرائعة، ونعلم أننا على استعداد للمساعدة بأي طريقة نستطيعها. حظاً سعيداً ووفقك الله".
أما رسالة ترامب لبايدن التي تركها له بعد انتخابات 2020 فلم يفصح بايدن عن محتواها، لكنه اكتفى بالتعليق بأنها كانت رسالة "كريمة جداً".