استمع إلى الملخص
- دعت الرسائل بريطانيا لمراجعة موقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والامتثال للقانون الدولي، مع التركيز على قضايا تهم الجاليات العربية مثل تأشيرة ETA.
- يواصل المؤتمر جهوده لتعديل موقف بريطانيا تجاه القضايا العربية، داعياً لتعزيز الضغط الجماعي لتحقيق التأثير المطلوب، مع التركيز على العدالة في فلسطين.
سلّم وفد من مؤتمر الجالية العربية في بريطانيا رسائل إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مساء أمس الأربعاء، تضمّنت مطالب الجالية بشأن القضية الفلسطينية، وركّزت على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية ومراجعة موقف الحكومة البريطانية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما أشارت الرسائل إلى التزامات بريطانيا بما في ذلك ضرورة إنفاذ القانون الدولي الإنساني والامتثال لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي تعتبر احتلال إسرائيل للأراضي الواقعة ضمن حدود عام 1967 انتهاكاً للقانون الدولي. ولفتت إلى أهمية تعاون بريطانيا في تنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن السابق، يوآف غالانت.
وجاء في نص الرسالة: "بصفتنا مواطنين بريطانيين من أصول عربية، إسلامية ومسيحية، نكتب للتعبير عن مخاوفنا العميقة إزاء السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، وخاصة في ما يتعلق بالخسائر المأساوية التي يتكبّدها المدنيون في غزة. إن القتل العشوائي واسع النطاق والموثّق في غزة يثير قلقاً بالغاً ولا يمكن التغاضي عنه أو إنكاره. كما أن النزوح القسري لأكثر من مليون مدني يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة وميثاق الأمم المتحدة، فضلاً عن العديد من القوانين والمعاهدات الإنسانية. إن الظروف المأساوية التي يعيشها 2.5 مليون مدني، محرومين من أبسط الضروريات الأساسية كالغذاء والماء والدواء والكهرباء، تمثل عقاباً جماعياً وإبادة جماعية، في انتهاك فاضح لكل المعايير والقوانين الدولية".
قضايا الجالية العربية في بريطانيا
كما عرضت الرسائل بالإضافة للقضية الفلسطينية لقضايا جاليات عربية أخرى في بريطانيا، وهو ما أكده محمد أمين، رئيس تحرير منصة "عرب لندن"، في حديث مع "العربي الجديد"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعكس إصرار مؤتمر الجالية العربية في بريطانيا على التواصل المباشر مع الحكومة البريطانية بشأن القضايا العربية. وأضاف أن المطالب ركزت على ضرورة الضغط على إسرائيل لاحترام القانون الدولي وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
بدوره، أشار حلمي الحراحشة، رئيس أمناء المنتدى الأردني، إلى أن الرسائل شملت طلب إعادة العمل بتأشيرة ETA، التي سهّلت في السابق تواصل الجالية الأردنية مع ذويها. وتحدّث عن جهود المؤتمر التي تستهدف إحداث تغييرات ملموسة في قضايا الجاليات على المدى الطويل. أما المستشار القانوني علي القدومي، فأوضح أن تعليق العمل بتأشيرة ETA في سبتمبر/أيلول الماضي أثّر بشكل سلبي على الجالية الأردنية، وأعرب عن أمله بعودة العمل بها لتسهيل حياتهم اليومية.
من جهته، قال عمرو محب، المستشار القانوني، إن مؤتمر الجالية العربية يواصل جهوده ومراسلاته بهدف تعديل موقف بريطانيا تجاه القضايا العربية. ودعا جميع روابط الجالية إلى السير على نفس النهج لتعزيز الضغط الجماعي وتحقيق التأثير المطلوب. وأشار محب، إلى أنه أرسل رسالة خاصة تناولت مطالب وهموم الجالية المصرية، بصفته عضواً في هذه الجالية، تضمّنت دعوات لفتح قنوات تواصل مباشرة مع الحكومة البريطانية لتحسين أوضاع الجالية ومعالجة القضايا التي تواجهها.
ويُذكر أن مؤتمر الجالية العربية استمر منذ اندلاع الحرب على غزة في مخاطبة ستارمر وسلفه، مطالباً بوصف ما يحدث في غزة بـ"الإبادة الجماعية". ورغم تأكيد ستارمر في رده الأخير على دعم حكومته لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، فإن المؤتمر يسعى لتحقيق التزام بريطاني أكثر وضوحاً تجاه العدالة في فلسطين. وتأسس مؤتمر الجالية العربية في يونيو 2023 ليكون صوتاً موحداً للجاليات العربية في بريطانيا، مسلمين ومسيحيين، بهدف الدفاع عن قضاياهم والمطالبة بحقوقهم أمام الحكومة البريطانية.