استمع إلى الملخص
- نظمت القوى الوطنية والاتحادات المسيرة تحت شعار "أفشلنا صفقة القرن"، مطالبة بإفشال المخططات الأميركية والإسرائيلية، ومؤكدة على وحدة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه.
- أكد المتحدثون على أهمية القمة العربية في مواجهة التوسع الإسرائيلي، داعين لاتخاذ قرارات فعالة والتمسك باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.
طالب عشرات الفلسطينيين بمسيرة في رام الله، اليوم الثلاثاء، القمة العربية المنعقدة في القاهرة باتخاذ قرارات "على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، وتكافئ حجم خطورة المرحلة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المدعومة أميركياً". وانطلقت المسيرة من أمام ساحة مركز البيرة الثقافي في مدينة البيرة الملاصقة لرام الله، وسط الضفة الغربية، وصولاً إلى دوار المنارة مركز مدينة رام الله. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، ولافتات تدعو القادة العرب إلى الغضب، بعبارة: "يا قمة العرب شيء من غضب"، ولافتات أخرى تؤكد أن "ترتيب الشرق الأوسط لن يكون برؤية أميركية، وأن الشعب الفلسطيني لن يرحل من وطنه".
وطالبت المسيرة، التي نظمتها القوى الوطنية والاتحادات والمؤسسات الأهلية والنقابية والمهنية في رام الله، بمنع جريمة الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني وإفشال المخطط الأميركي الإسرائيلي في تصفية حقوق الشعب الفلسطيني، وجاءت تحت شعار: "أفشلنا صفقة القرن، وقادرون على إفشال مخططات الإبادة والتهجير، شعبنا موحد في الدفاع عن حقوقه المشروعة ولن يقبل بالقفز عنها، وعلى العرب إسماع كلمة واحدة لا للتهجير لا للوطن البديل".
وقال العضو المؤسس في "نداء فلسطين" وعضو اللجنة التنسيقية لـ"المؤتمر الشعبي الفلسطيني - 14 مليون" تيسير الزبري لـ"العربي الجديد" خلال الوقفة: "إن القمة العربية الحالية استثنائية، وتعتبر من أخطر القمم التي انعقدت منذ 40 عاماً، خاصة وأن الصراع الآن مع الصهيونية والولايات المتحدة مكشوف، وأهدافهما معلنة في التوسع والتهجير، واحتلال أراضٍ عربية في سورية ولبنان وفلسطين". وأضاف الزبري: "نحن كشعب فلسطيني نواجه، ونحن سد منيع في مواجهة كل هذا العدوان على المنطقة العربية، ولذلك على هذه القمة أن ترتفع إلى مستوى المسؤولية، وأن ترد الرد اللازم على العنجهية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، والتي لم تعد تخفي خططها العدوانية التوسعية، ضد الشعب العربي عموماً والشعب الفلسطيني بشكل خاص".
بدوره، طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رمزي رباح، في حديث مع "العربي الجديد"، القمة العربية بأن تكون في "مستوى مسؤولياتها في قراراتها وآلياتها لتنفيذ القرارات"، حسب تعبيره، معللاً بالقول: "لأن الأفعال أهم من الأقوال في هذه المرحلة". وأكد رباح أن هذه القمة "تنعقد في ظل هجوم إسرائيلي غير مسبوق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وانتهاك إسرائيلي لكل ما اتفق عليه". وخاطب رباح القمة بالقول: "إن كل ذلك يهدد الأمن القومي العربي وليس فقط الفلسطينيين، من خلال عمليات التهجير والترحيل في دول الجوار خاصة مصر والأردن، إضافة إلى ما يجري في سورية ولبنان من احتلال أراضٍ وتصعيد".
وأضاف رباح: "كل الوضع العربي مهدد، والمطلوب الآن موقف عربي موحد في هذه المرحلة ينطلق من وضع حد لهذا العدوان التوسعي الإسرائيلي، بدءاً بالتمسك باتفاق وقف إطلاق النار كاملاً، بما فيه وقف إطلاق النار المستدام والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وصولاً إلى إدخال المساعدات والإيواء الكامل لأبناء الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده على أرضه وصولاً إلى الإعمار وإلزام الاحتلال لوقف كل عمليات التصعيد التي تجري في الضفة". وطالب بـ"موقف وإرادة فلسطينية موحدة وتوافق فلسطيني على إدارة فلسطينية بمسؤولية فلسطينية على قطاع غزة، بعيداً عن التدخلات الخارجية".
وتعقد اليوم الثلاثاء القمة العربية الطارئة في القاهرة، وسط أجواء مشحونة، حيث تأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد المخاوف من محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية. وقد وصفت هذه القمة بأنها الأهم منذ حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، نظراً لما تواجهه المنطقة العربية من تحديات أمنية وسياسية تهدد استقرارها بشكل غير مسبوق.