استمع إلى الملخص
- لقاءات دبلوماسية مكثفة بين المسؤولين الجزائريين والأميركيين، حيث التقى رئيس الحكومة الجزائرية والسفيرة الأميركية لبحث التعاون الثنائي، بينما يستعد جوشو هاريس لتولي منصب السفير الأميركي الجديد في الجزائر.
- الجزائر تأمل في تحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، مشيرة إلى أهمية موقعها الاستراتيجي في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وتأثيرها في قطاع الطاقة.
أبلغت الجزائر واشنطن رغبتها الاستمرار في التعاون والتنسيق داخل مجلس الأمن، وتعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية، وعبرت عن التطلع لتجاوز نقطة خلاف كانت حدثت في نهاية الولاية الأولى لترامب عام 2020، حول النزاع على الصحراء.
والتقى رئيس الحكومة الجزائرية نذير العرباوي، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية بالجزائر إليزابيث مور أوبين، الثلاثاء، وكشف بيان لرئاسة الحكومة أن لقاء العرباوي بالسفيرة أوبين، جاء بسبب رغبة لدى الجزائر في "تكثيف التشاور الثنائي القائم بين البلدين من أجل مواجهة التحديات المشتركة والدفع بأجندة السلم والاستقرار والتنمية، لا سيما في إطار مجلس الأمن الدولي"، مضيفاً أن اللقاء بحث مسار العلاقات المتميزة القائمة بين الجزائر والولايات المتحدة الأميركية ومختلف أوجه التعاون الثنائي، والإرادة المشتركة لتعزيز الشراكة الجزائرية - الأميركية في شتى المجالات، وتوسيعها وتنويعها بما يلبي المصالح المشتركة للبلدين والشعبين".
وستحمل السفيرة الأميركية التي كانت التقت قبل أيام أيضاً وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، هذه الرسائل السياسية الجزائرية إلى واشنطن، عندما تغادر قريباً الجزائر، ليحل محلها نائب مساعد وزير الخارجية المكلف بشؤون شمال أفريقيا السابق جوشو هاريس، والذي وافق عليه الكونغرس ليشغل منصب سفير فوق العادة ومفوض لدى الجزائر، قبل يومين، إذ يقدم هاريس خطة عمله في الجزائر إلى الكونغرس. وكان جوشو هاريس قد زار الجزائر في ديسمبر/كانون الأول 2023 بصفته مساعد وزير الخارجية لشمال أفريقيا، والتقى خلال زيارته وزير الخارجية أحمد عطاف، وناقش بالأساس ملف تسوية النزاع في منطقة الصحراء.
وفي السياق، أكد سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة الأميركية صبري بوقادوم، في حوار لصحيفة ناشيونال جورنال الأميركية، نشر الأحد الماضي، أن الجزائر تأمل العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، وتتطلع إلى تجاوز نقطة الخلاف مع ترامب في ولايته الأولى، المتعلقة باعترافه بمغربية الصحراء في ديسمبر/كانون الأول 2020.
وأقر بوقادوم (كان يشغل منصب وزير الخارجية حتى عام 2021)، أن موقف واشنطن من النزاع في الصحراء، في ظل إدارة ترامب الأولى التي اعترفت بمطالبة المغرب بالصحراء، "كان نقطة خلاف". وقال: "كان ذلك خلال الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس ترامب الأولى. حدث ذلك قبل 15 يوماً من مغادرته منصبه. لم نكن سعداء. الولايات المتحدة هي حاملة القلم في مجلس الأمن، ونحن نحاول دائماً إقناعهم بأن يكونوا حكماً محايداً في قضية الصحراء، إذا انحازوا إلى أي جانب، فإن موقفهم سيكون أقل تأثيراً". وأشار بوقادوم إلى أن بلاده أجرت مشاورات وتبادلاً للأراء مع وزارة الخارجية والبعثة الأميركية في نيويورك، ولكن خلال الشهرين الماضيين بالخصوص حول الملف.
وقال بوقادوم، بشأن آفاق العلاقات الجزائرية الأميركية، إن "الإدارة الجديدة معروفة بأنها موجهة نحو العمل، فسنحاول التأكد من أنها مهتمة بالأمور التي تحدث في الجزائر. الجزائر هي أكبر دولة في أفريقيا. نحن في البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي. لدينا موقف استراتيجي في ما يتعلق بقطاع الطاقة بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة. هذه أرض الفرص، لذا آمل أن تنظر الإدارة الجديدة في هذا الاتجاه".