استمع إلى الملخص
- دعا السيسي المواطنين للوعي في مواجهة الشائعات، مؤكدًا أن الدولة تبني رغم التحديات، وأن تجهيز الجيش والشرطة يهدف لطمأنة الشعب.
- اختتم السيسي بالتأكيد على جهود مصر في السعي نحو السلام، مشيرًا لدورها في وقف إطلاق النار في غزة ورفضها للتهجير حفاظًا على القضية الفلسطينية.
بعث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجموعة من الرسائل إلى معارضيه، اليوم الأربعاء، في سياق كلمته خلال احتفالية وزارة الداخلية في عيد الشرطة الثالث والسبعين، والذي يسبق الذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي اندلعت شرارتها تنديداً بانتهاكات جهاز الشرطة ووزارة الداخلية، قبل أن تتصاعد مطالب الثوار إلى إسقاط نظام الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك.
وقال السيسي: "لا أحد يستطيع أن يقترب من مصر أو يهددها، أو يمسّ المصريين بسوء بفضل جيشها وشرطتها. الجيش ليس ملكاً لي أو لأي أحد آخر، بل هو ملك مصر، ويجب أن نعي ونفهم الأحداث التي نمر بها، وحجم التحديات والعدائيات الذي لن ينتهي، فالمؤامرات مستمرة لأن هناك ما يسمى بالمصالح". وأضاف: "كلما زاد الاستهداف، انتشرت الشائعات وكثرت، لكن بعزة الله وقوته لن يقترب أحد من هذه البلاد. أقول هذا حتى يطمئن الجميع، وأكرر كلمات الاطمئنان كثيراً لأننا نسير في مسار مرتبط بالشرف والكرامة والعزة والبناء، فلا ينبغي لأحد أن يقلق أو يخاف".
وتابع السيسي: "بفضل الله، لا أحد يستطيع الاقتراب من مصر، حيث اعتقد البعض أن الأمر أصبح يسيراً. وأناشد الجميع بالحفاظ على الدولة من أي تهديدات داخلية وخارجية، فكل المطلوب أن نتغلب على التحديات والأزمات والمصاعب، التي لم ولن تنتهي لأن هذه هي طبيعة الدنيا". وأكمل: "لا يوجد شيء اسمه أناس مسالمة، بل هي مصالح ومؤامرات لا تنتهي على الدول، وكل العالم يواجه تحديات، الأمر الذي يتطلب أن تطور الناس من أنفسها، وتحسن من أدائها"، مؤكداً أن "الدولة المصرية تبني وتعمر داخل حدودها، لكن بعض الناس امتلأت قلوبه بالغل والحقد، ولا يستطيع تحمّل أن يرى في مصر شيئاً جميلاً"، وفق قوله.
واستطرد السيسي: "يرغبون في هدم كل شيء وتدميره، ويعتقدون أنهم بذلك يمكنهم بناء مصر. والهدف من الإعداد والتجهيز لقوات الجيش والشرطة هو طمأنة الناس، وعلى المثقفين والإعلاميين أن يطمئنوا الناس، ويقولواً لهم إن المسؤولين عن الدولة يبذلون أقصى ما في وسعهم، ولا يعتدون أو يتآمرون على أحد". وزاد: "قلق الناس في مصر مشروع، وخوفهم على الدولة مشروع، لكنني بصفتي مسؤولا مطمئن بفضل الله، لأن مصر دولة كبيرة يعيش بها قرابة 120 مليون شخص. والأصل أن نظل منتبهين ويقظين طوال الوقت، فالرسالة التي نستهدفها من اصطفاف قوات الجيش والشرطة كل ثلاثة أشهر هي أن مصر دولة لا يستطيع أحد أن يهددها".
وأشار الرئيس المصري إلى أن "نشر الشائعات المغرضة محكوم عليه بالعدم، والتجارب أثبتت أن يقظة القوات المسلحة والشرطة، ووعى المواطنين ووحدتهم، كانت وما زالت حائط الصد ضد هذه المحاولات الخبيثة. وستظل بلادنا بمأمن من الاضطرابات بفضل الجهود الدؤوبة التي تبذلها قوات الجيش والشرطة، الذين أوجه لهم التحية على شجاعتهم وإقدامهم في مواجهة الإرهابيين من أعداء الوطن والدين"، على حسب تعبيره.
وختم السيسي: "مصر تسعى بكل طاقاتها وجهودها المخلصة إلى نبذ العنف، والسعي نحو السلام. واتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو شاهد حي على جهودنا، إلى جانب الشركاء في هذا الشأن، وسنعمل على الدفع بقوة في تنفيذ الاتفاق بالكامل، سعياً إلى حقن دماء الفلسطينيين، وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلاً للحياة، ومنع أي محاولات للتهجير، باعتباره أمراً ترفضه مصر بشكل قاطع، حفاظاً على القضية الفلسطينية".