رسائل إسرائيل بالنار قبيل سفر عون إلى نيويورك وزيارة أورتاغوس المرتقبة

19 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 13:30 (توقيت القدس)
عون وأورتاغوس خلال لقاء سابق في بيروت، 7 فبراير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنت إسرائيل هجمات على مناطق جنوب لبنان قبل زيارة الموفدة الأميركية، مطالبة بنزع سلاح حزب الله، مما أدى إلى نزوح السكان وزيادة التوترات.
- ندد الجيش اللبناني بالاعتداءات الإسرائيلية التي تعرقل خطته الأمنية، بينما يعتزم الرئيس جوزاف عون مناقشة هذه الخروقات في نيويورك، مطالباً بضغط دولي على إسرائيل.
- دعت اليونيفيل إسرائيل لوقف الغارات، مؤكدة أن الاعتداءات تنتهك قرار مجلس الأمن 1701 وتهدد الاستقرار، مشددة على ضرورة التزام الأطراف بتفاهم وقف الأعمال العدائية.

استبقت إسرائيل زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، بتوجيه رسائل نارية إلى الحكومة بالدرجة الأولى، بضرورة الإسراع في نزع سلاح حزب الله، وبأن اعتداءاتها لن تتوقف حتى إنهاء وجوده عسكرياً، ضاربة عرض الحائط بكل المقررات الوزارية الأخيرة، إذ شنّت سلسلة هجمات مساء أمس الخميس طاولت مناطق مأهولة بالسكان جنوبي البلاد.

وعلى الرغم من أن اعتداءات إسرائيل هي يومية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسبق أن وسّعتها أكثر من مرّة، خصوصاً في الأيام الماضية، بقاعاً وفي العمق الجنوبي وفي مناطق مأهولة، بيد أنها عمدت أمس إلى إصدار إنذار للسكان بالإخلاء بعدما كانت قد أصدرت آخر بيان بهذا الإطار في 5 يونيو/حزيران الماضي، عند استهدافها الضاحية الجنوبية لبيروت، في خطوة وُضعت أيضاً في إطار الضغط النفسي لبث القلق في بيئة حزب الله، ودفع الناس إلى النزوح وترك منازلها.

في المقابل، حمل بيان الجيش اللبناني الذي أصدره مساء أمس رسالة موجّهة بالدرجة الأولى إلى الأميركيين، يؤكد خلالها أن هذه الخروقات والاعتداءات "تعيق انتشار عناصره في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني"، معلناً أنّ عدد الخروقات فاق الـ4500 خرقاً، وهو ما يعبّر عنه الموقف الرسمي اللبناني الذي سيحمله معه الرئيس جوزاف عون خلال زيارته المرتقبة إلى نيويورك، من أجل مطالبة الدول بالضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

انطلاقاً من هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى ما ستحمله الأيام المقبلة من أحداث، خصوصاً أنّ الموقف الإسرائيلي الذي لا يلاقي أي اعتراض أميركي ثابت على مواصلة الاعتداءات، فيما موقف حزب الله ثابت أيضاً على رفض تسليم سلاحه في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية، بينما تتمسّك الحكومة اللبنانية بأنّها نفذت خطوات مهمة في إطار إقرار أهداف الورقة الأميركية بعد إدخال تعديلات لبنانية عليها وبدء مسار حصرية السلاح، سواء المرتبط بحزب الله أو السلاح الفلسطيني، ومضيها بتنفيذه، وأنه على إسرائيل أن تبادر بخطوة، علماً أن هذا أيضاً كان موقف واشنطن قبل أن يتبدّل.

ويسود الترقب اللقاءات التي سيجريها الرئيس جوزاف عون في نيويورك التي يتوجه إليها يوم غدٍ السبت، لترؤس وفد لبنان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما إذا كان سيتمكن من الحصول على أي ضمانات أميركية بوقف الاعتداءات، كما الاجتماع الذي ستحضره أورتاغوس في رأس الناقورة للجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، نهاية الأسبوع، وهي الآتية من جهتها من نيويورك، بعدما استخدمت أمس حق النقض للتصويت ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وفي الإطار، تقول مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إنّ "لبنان يجدّد دعوته إلى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية بشكل سريع، خصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا، بوصفهما راعيتا اتفاق وقف إطلاق النار، ويجب أن يؤديا دورهما في هذا الإطار"، مشيرة إلى أن "الرئيس جوزاف عون سيشدد على ذلك خلال زيارته نيويورك ولقائه قادة الدول، ويؤكد ضرورة التدخل سريعاً لأن مواصلة هذه الاعتداءات يهدد أمن واستقرار المنطقة ككلّ".

وتلفت المصادر إلى أن "التواصل قائم مع حزب الله، خصوصاً من خلال مستشار الرئيس عون والنائب محمد رعد، والحزب منفتح على النقاش والحوار بشأن تسليم سلاحه، وموقف الدولة اللبنانية بات معروفاً وثابتاً بالمضي قدماً بحصرية السلاح، وهناك تقرير سيقدمه الجيش اللبناني كل شهر، ولكن استمرار الاعتداءات واحتلال إسرائيل نقاطاً جنوبي البلاد يعرقل تنفيذ هذه الخطة".

وتشير المصادر إلى أنّ "هذه النقاط ستُطرح أيضاً في الزيارة المرتقبة لأورتاغوس نهاية الأسبوع، والمخصَّصة للمشاركة في اجتماع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (ميكانيزم) بعد حضورها اجتماع 7 سبتمبر/أيلول الماضي، في رأس الناقورة، وسيوصل الجيش اللبناني موقفه وموقف الدولة اللبنانية، ويقدّم ما لديه من تقارير حول الخروقات الإسرائيلية، ويكرر ضرورة تفعيل عمل اللجنة، خصوصاً أن الاعتداءات زادت منذ الاجتماع الأخير".

وصباح اليوم الجمعة، عرض الرئيس جوزاف عون مع رئيس الوزراء نواف سلام التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع، ومسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة إلى الأوضاع العامة قبيل سفر عون غداً إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. كذلك، عرض عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطّلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية أمس، كما اطلّع على ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات.

يونيفيل تدعو إسرائيل للتوقف عن شن غارات

في السياق، قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في بيان، اليوم الجمعة، إن الغارات الإسرائيلية أمس تُعدّ "انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتشكّل تهديداً مباشراً للاستقرار الهشّ الذي تحقّق في نوفمبر الماضي، كما تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية التوصل إلى حلّ سلمي لهذا النزاع". وأضافت "يستمر جنود حفظ السلام في تقديم الدعم لكلا الطرفين لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، فيما تواصل اليونيفيل والجيش اللبناني عملهما الميداني اليومي لتعزيز الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق".

وأشارت إلى أن "وحدات من قوات حفظ السلام في موقعين بمنطقة دير كيفا، بالقرب من برج قلاوية، اضطرت إلى الانتقال إلى أماكن آمنة نتيجة هذه الاعتداءات، التي عرّضت حياة الجنود اللبنانيين وعناصر اليونيفيل، والمدنيين، للخطر". ودعت اليونيفيل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى "التوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية، والالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية"، مؤكدة "ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف بتجنب أي انتهاكات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد إضافي".

كما دعت "جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بأحكام قرار مجلس الأمن رقم 1701 وبتفاهم وقف الأعمال العدائية، إذ إن هذه الآليات وُضعت خصيصاً لمعالجة الخلافات وتجنب اللجوء إلى العنف من جانب واحد، ويجب الاستفادة منها إلى أقصى الحدود. كما يشكّل استمرار التصعيد تهديداً للتقدم الذي أحرزته الأطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار".