رحيل الطيار صالح حشاد أحد أبرز الناجين من جحيم  "تزمامارت" في المغرب

14 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 17:18 (توقيت القدس)
الطيار المغربي الراحل صالح حشاد (لقطة شاشة من لقاء تلفزيوني على قناة الجزيرة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توفي الطيار المغربي السابق صالح حشاد، أحد الناجين من معتقل "تزمامارت" القاسي، عن عمر 87 عامًا، حيث نعاه زملاؤه وأصدقاؤه، معربين عن تعازيهم لأسرته وللحقوقيين الذين ساهموا في تحريره.
- وُلد حشاد في بني ملال عام 1938، وبدأ مسيرته العسكرية في مراكش، ليصبح من أوائل الطيارين الحربيين في المغرب، واعتُقل عام 1972 بعد محاولة انقلابية ضد الملك الحسن الثاني.
- قضى حشاد 18 عامًا في معتقل تزمامارت قبل الإفراج عنه عام 1991، وكرّس حياته لتوثيق تجربته في "سنوات الرصاص" بالمغرب.

غيب الموت، مساء أمس السبت، الطيار المغربي السابق صالح حشاد أحد أبرز الناجين من معتقل "تزمامارت" السري بالجنوب الشرقي للبلاد، المعروف بقسوته وظروفه المزرية، عن عمر ناهز 87 سنة.

وحرص عدد من زملاء الراحل على نعيه من بينهم المعتقل السياسي السابق أحمد المرزوقي، الذي كتب على صفحته الشخصية لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ببالغ الحزن والأسى، تلقينا قبل قليل وفاة رفيقنا، النقيب الطيار صالح حشاد"، مضيفاً "بهذه المناسبة الأليمة نرفع أحر تعازينا القلبية وأصدق مواساتنا الخالصة إلى زوجته الكريمة الدكتورة عائدة، وبنته هدى، وابنه خليل، وإلى كل أسرته قاطبة، وكذا إلى كل الحقوقيات والحقوقيين الشرفاء الذين ساهموا في انتشالنا من معتقل تزمامارت، راجين من العلي القدير أن يشمل المرحوم بواسع مغفرته وجليل رحمته".

صالح حشاد في سطور

أبصر حشاد النور في عام 1938 بمدينة بني ملال (وسط المغرب)، وبدأ مساره المهني بالالتحاق بالمدرسة العسكرية بمراكش سنة 1957، قبل أن يبتعث إلى فرنسا للتدريب على الطيران الحربي حيث أتم دراسته سنة 1959، ليكون بذلك من أوائل الطيارين الذين شكّلوا نواة الطيران الحربي في المملكة.

وشكل عام 1972 محطة فارقة في مساره العسكري وحياته الخاصة، بعد أن اعتُقل بمعية عشرات الضباط وحوكِموا على خلفية قيادته لسرب الطائرات التي قصفت طائرة الملك الحسن الثاني خلال عودته من زيارة إلى فرنسا، في ما عرف بالمحاولة الانقلابية الثانية التي قادها الجنرال محمد أوفقير وزير الدفاع آنذاك لإطاحة حكم ملك المغرب.

وبعد الحكم عليه بعشرين سنة نافذة، سيعيش الراحل أسوأ لحظات حياته بعد أن نُقل إلى معتقل تزمامارت السري، نواحي مدينة الرشيدية (جنوب شرق البلاد)، والذي قضى فيه أكثر من 18 سنة في ظروف قاسية جداً، قبل أن تنتهي محنته في سنة 1991 بالإفراج عنه رفقة مجموعة من العسكريين ممن شاركوا في انقلاب الصخيرات أو انقلاب الطائرة الملكية، في أعقاب حملة ضغط حقوقية واسعة داخل المغرب وخارجه.

وبعد نجاته من جحيم سجن تزمامارت، حاول صالح حشاد العودة إلى الحياة المدنية، حيث وثق تجربته وما عاشه من آلام طيلة 18 سنة في شهادات ومؤلفات، مسلطاً الضوء على فترة صراع بين الملك الحسن الثاني ومعارضيه عرفت في تاريخ المغرب الحديث بـ"سنوات الرصاص".

دلالات
المساهمون