"رجال الكرامة" تعلن مقتل 46 عنصراً وتتبرأ من ليث البلعوس: لسنا طرفاً في المؤامرة
استمع إلى الملخص
- حركة "رجال الكرامة" تنفي علاقتها بليث البلعوس منذ 2016، وتعلن مقتل 46 من مقاتليها في السويداء، مؤكدة استمرار القتال دفاعاً عن الأرض.
- الحركة تتهم الإعلام الرسمي بتضليل الحقائق وتحمل الحكومة السورية مسؤولية التصعيد، مشيرة إلى نقض العهد من قبل النظام كسبب للأحداث.
قال ليث البلعوس، القيادي في حركة "رجال الكرامة"، مساء الاثنين، إن حركته -في إشارة إلى الفصيل الذي يتزعمه- "لم تكن يوماً جزءاً من مؤامرة أو عاملاً في زعزعة استقرار محافظة السويداء" جنوب سورية، مؤكداً أن "رجال الكرامة كانت دوماً في طليعة الساعين إلى الحوار والتهدئة، ورفضت العنف وتحويل الجبل (السويداء) إلى ورقة ضغط"، فيما أصدرت الحركة بيانين نفت فيهما أي علاقة لها بالبلعوس، مشيرة إلى أنه لم يعد في صفوفها منذ 2016. وأضاف البلعوس، في بيان مصوّر، أن فصيله لم يقف على الحياد منذ سقوط نظام بشار الأسد، بل "تحمل مسؤولياته في أحلك اللحظات، ووقف إلى جانب المدنيين، وسعى إلى درء الفتنة، رغم ما واجهه من تهديدات وحرق منازل، وسرقة مضائف، وانتهاك لقبر والده الشيخ الشهيد وحيد البلعوس". وقال: "لم نساوم على المبادئ.. وحكمتنا لم تكن ضعفاً".
ورداً على الاتهامات التي طاولت مجموعته بالتسبب في التصعيد أو التواطؤ مع السلطات، شدد البلعوس على أن هذه المزاعم باطلة، وأنهم كانوا من أول المبادرين إلى إطلاق صيغ للتهدئة، وإطلاق سراح المحتجزين، والتواصل مع القيادة السورية، مضيفاً أن فصيله على تواصل مع جهات دبلوماسية ودولية، وقد لمس "حرصاً لدى البعض على منع الانزلاق نحو الفوضى". ودعا إلى ترجمة هذا الحرص إلى تحرك فعلي داخل مجلس الأمن، ومحاسبة من "يدفع نحو التقسيم".
كما طالب البلعوس المجتمع الدولي بـ"تحمّل مسؤولياته حيال ما يجري"، مؤكداً أن ما تعيشه السويداء اليوم هو نتيجة "تعنّت الطرف الآخر، وانفراده بقرار الطائفة، ورفضه الحوار خدمةً لأجندات خارجية واضحة". وختم بيانه بتجديد التزامه بوحدة سورية، ودعم "الحل السياسي العادل"، داعياً السياسيين إلى فتح باب الحوار، ومؤكداً أن "حركة رجال الكرامة لم تخذل أهلها يوماً ولن تفعل".
لكن في المقابل، أصدرت حركة "رجال الكرامة" بيانين، مساء الاثنين، نفت فيهما أي علاقة لها بليث البلعوس، وأعلنت مقتل 46 من مقاتليها في الاشتباكات التي شهدتها السويداء في حصيلة قالت إنها "غير نهائية"، في ظل تواصل المعارك في عدد من محاور المحافظة، وفق تعبيرها. وجاء في بيانها الأول: "على مذبح الكرامة، تزف حركة رجال الكرامة الدفعة الأولى من شهدائها الأبطال الذين ارتقوا دفاعاً عن الأرض والعِرض، في مواجهة المجموعات الإرهابية التي غزت السويداء"، مشيرة إلى أن أول القتلى كان الشيخ أبو كنان إياد الحسين عزام، قائد "بيرق الرعد – تعارة"، أعقبه سقوط العشرات من القادة والمقاتلين. وأكدت الحركة أن عناصرها يواصلون القتال إلى جانب أهالي بلدات عريقة ومناطق الريف الشمالي والشمالي الشرقي، مشيرة إلى أن "توجيهات قائد الحركة الشيخ أبو حسن يحيى الحجار كانت واضحة منذ الطلقة الأولى: الدفاع عن الأرض والعرض حتى آخر مقاتل".
وفي بيان ثانٍ، ردّت "رجال الكرامة" على ما اعتبرته "حملة تضليل إعلامي"، نافية أن يكون ليث البلعوس جزءاً من كوادرها. وزعمت أن "الإعلام الرسمي المضلل يستمر بزج اسم الحركة في تصريحات ومواقف لا تمثلها، وآخرها تقديم ليث البلعوس كقيادي في حركة رجال الكرامة"، ومؤكدة أنه "ليس من صفوف الحركة منذ عام 2016". واتهم البيان وسائل الإعلام الرسمية بـ"المشاركة في سفك الدماء من خلال تضليل الحقائق"، متحدثة عن تمسّكها بـ"تضحيات عشرات الشهداء الذين سقطوا في وجه العدوان الغادر". وحمّلت الحركة الحكومة السورية مسؤولية التصعيد، قائلة إن "نقض العهد من قبل قوات النظام التي دخلت الجبل بذريعة فض النزاع ثم ارتكبت المجازر، هو السبب المباشر لما يجري"، مؤكدة أن "الجبل اليوم كتلة واحدة موحدة ضد الغزاة الطامعين"، وفق تعبيرها.