رامي مخلوف يشعل جدلاً في الساحل السوري بعد تداول منشور منسوب إليه

28 ابريل 2025
رامي مخلوف في تسجيل عبر فيسبوك (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار رامي مخلوف جدلاً في الساحل السوري بإعلانه عن إعداد قوات للسيطرة على المنطقة، مما قوبل برفض واسع من الأهالي الذين يرفضون الزج بهم في صراعات شخصية.
- زعم مخلوف إعداد قوات تتجاوز 150 ألف مقاتل، مشيراً إلى ضغوط إقليمية ودولية على الإدارة السورية، وربط ذلك بفشل الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
- رفض السوريون العلويون دعوة مخلوف، معتبرين أن عائلتي مخلوف والأسد استغلوا العلويين لبناء إمبراطورياتهم، مما أثار جدلاً واسعاً واستنفاراً أمنياً في المنطقة.

أثار رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، جدلاً واسعاً في الساحل السوري بعد إعلانه إعداد قوات للسيطرة على المنطقة، فيما أكدت مصادر محلية أن معظم أهالي الساحل يرفضون الزج بهم في صراعات لأغراض شخصية من قبل عائلة الأسد وأقربائه، متسائلين عما ربحوه من وراء نظام الأسد. وبخصوص ما ورد في منشور مخلوف قال مسؤول أمني في اللاذقية لـ"العربي الجديد"، فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له بالتصريح، إن لديهم معلومات تؤكد وجود تمويل من قبل جهات خارجية ومحلية لتجنيد شبان للقتال ضد السلطة السورية الجديدة، وأقر في الوقت ذاته بوجود مطلوبين من ضباط وقادة أجهزة أمنية في قرى الساحل لم يسلموا أنفسهم ولم يخضعوا للتسوية ويتعاونون لتأجيج الأوضاع ضد السلطة الجديدة، لكنه اعتبر في الوقت ذاته أن الأرقام التي تحدث عنها مخلوف غير حقيقة ومبالغ بها جداً وتأتي في إطار الحرب النفسية.

وزعم مخلوف في منشور أمس على صفحة منسوبة إليه في "فيسبوك"، إعداد قوات يتجاوز عددها 150 ألف مقاتل للسيطرة على الساحل السوري بالتعاون مع قائد مليشيا "الفرقة 25" سهيل الحسن، في عهد النظام البائد. من جانبه ربط المقدم في الجيش السوري السابق، تيسير درويش، بين ظهور مخلوف الجديد وتهديداته بفشل تطبيق الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" ونتائج المؤتمر الكردي في الحسكة. ورأى في حديث لـ"العربي الجديد" أن هناك دولا إقليمية وربما روسيا والولايات المتحدة تحاول الضغط على الإدارة السورية، ورسالة مخلوف وتوقيت خروجه لا يمكن إخراجها من سياق التوتر بين ما بات يعرف بـ"الأقليات" والحكومة الجديدة.

وحول ما يمكن أن يحدث في الساحل توقع درويش ألا تؤثر دعوة مخلوف بشكل فعلي على الأرض لأن هناك حالة شبه إجماع من السوريين العلويين بأن الأسد أوقع بهم ثم تخلى عنهم ولا يمكن لهم أن يصدقوه ومخلوف هو الوجه الاقتصادي للأسد المكروه أصلا في الشارع.

وقال علي نصور وهو محام يقيم في مدينة جبلة جنوبي اللاذقية إن دعوة مخلوف وحديثه واجهت رفضا واسعا لا سيما من قبل السوريين العلويين. وأضاف أن "أهالي الساحل يرفضون بمعظمهم زجهم في صراعات لأغراض شخصية من قبل عائلة الأسد". واعتبر أن الهدف الذي يسعى إليه رامي مخلوف هو تحسين شروط تفاوضه مع الحكومة السورية الجديدة، مؤكدا أن الأرقام التي تحدث عنها غير منطقية أبدا وغير صحيحة وأن دعوته تساهم في تأجيج الوضع بالساحل.

من جانبه، قال حسن بدور وهو مدرس في مدينة اللاذقية لـ"العربي الجديد"، إن الرأي السائد هو رفض دعوة مخلوف وحديثه لا سيما أنه صدر من شخص يعتبره كثير من أهالي الساحل مسؤولا عن معاناتهم وفقرهم، فعائلتي مخلوف والأسد، وفق بدور، "استخدموا السوريين العلويين جسرا للسلطة وبناء إمبراطورياتهم الاقتصادية وتركوا الشعب في حالة فقر يلهث وراء راتب لا يتجاوز 30 دولاراً".

وتساءل بدور: "أين أولاد مخلوف والأسد اليوم لا نراهم في مناطقنا؟"، مضيفا "آن الوقت ليتركوا أهالي الساحل ولا يتكلموا باسمنا". ورغم تشكيك البعض بصحة المنشور والصفحة التي أعلن فيها رامي مخلوف عن خطته وهل هي فعلا تعود له، قال المحامي السوري عروة السوسي إنه لا يمكن تجاهل ما جاء فيها نظرا لأن مخلوف نشر عبر هذه الصفحة عدة تسجيلات مصورة خلال العامين الماضيين، متسائلا: "لو كانت غير صحيحة ولا تعود له فكيف ظهرت تسجيلاته فيها؟". ودعا السوسي إلى أخذ ما جاء في المنشور على محمل الجد وعدم الاستهتار، محذرا في الوقت ذاته من تبعات إشعال الوضع مجددا في الساحل.

وقال مخلوف في منشوره: "أعدنا قوات النخبة من جديد إلى فعاليتها. وشكلنا خمس عشرة فرقة، تعدادها قارب 150 ألفا من رجال النخبة (القوات الخاصة) إلى جانب قوة احتياطية مماثلة بهذا العدد. كما هيأنا لجاناً شعبية تصل إلى مليون شخص جاهزين". وأضاف: "ليَعلم الجميع أن علم إقليم الساحل السوري هو الأحمر والأبيض والأسود والمدون على صفحتي" وهو العلم المعتمد من النظام السابق في إشارة لرفضه الاعتراف بالحكومة الجديدة. وطالب مخلوف المجتمع الدولي وروسيا بحماية ما وصفه بـ"إقليم الساحل" مقابل "تسخير إمكاناته تحت إشرافهم". وقال: "نناشد المجتمع الدولي، وعلى رأسه أصدقاؤنا في دولة روسيا الاتحادية، أن تشمل إقليم الساحل السوري برعايتها على أن نسخر كل إمكاناتنا الاقتصادية والعسكرية والشعبية ونضعها تحت إشرافهم، ولكي يضمنوا أن كل القوات التي حشدناها ليست غايتها الانتقام من أحد، وإنما حماية أهلنا في الإقليم الساحلي من أي اعتداء يتسبب بمجزرةٍ أخرى"، وفق قوله.

وأثار المنشور موجة جدل واسعة لا سيما في الساحل السوري مع انتشار الشائعات والأخبار اليومية عن عمليات عسكرية، وسط حالة استنفار أمني وتعزيز القوات من قبل الحكومة السورية تحسبا لأي خروقات أمنية.

يذكر أن اللاذقية وغيرها من مناطق الساحل السوري، شهدت في 6 آذار/مارس الماضي، وعلى مدار أيام، عمليات قتل وتصفية طاولت مدنيين من السوريين السنة والعلويين، عقب هجوم نفذه مسلحون موالون للنظام السابق استهدف عناصر من الأمن العام ومدنيين. ووثق تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان في 9 إبريل/نيسان، مقتل 1562 شخصاً في تلك الأحداث الدامية، من بينهم 60 طفلاً و84 سيدة.