رئيس وزراء قطر عشية قمة الدوحة: يجب اتخاذ إجراءات حقيقة لمنع تمادي إسرائيل
استمع إلى الملخص
- وصف العدوان الإسرائيلي بأنه سابقة خطيرة و"إرهاب دولة"، مشدداً على ضرورة مواجهة حازمة من الدول العربية والإسلامية، واعتبره خرقاً للمواثيق الدولية ومحاولة لإجهاض التهدئة في غزة.
- تأتي القمة في ظل توترات إقليمية متصاعدة، حيث تُعتبر اختباراً لقدرة النظام العربي - الإسلامي على الانتقال من الإدانة إلى الفعل، مع التركيز على التضامن العربي والإسلامي وتطورات الوضع في غزة.
رئيس وزراء قطر: لن نتهاون مع أي اختراق لسيادتنا أو تهديد لأمننا
الأمين العام لـ"التعاون الإسلامي" يدعو لإجراءات حاسمة ضد إسرائيل
الأنصاري: قمة الدوحة تعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع قطر
عقد الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، اليوم الأحد. وشارك نحو 50 وزيراً ومسؤولاً يمثلون جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الاجتماع الذي يبحث مشروع البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية بشأن العدوان الإسرائيلي على قطر، تمهيداً لإقراره ورفعه إلى القمة التي تعقد غداً الاثنين على مستوى رؤساء الدول.
وفي كلمة افتتح بها أعمال الاجتماع، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن دولة قطر "لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو تهديد لأمنها الوطني"، مشدداً على أن ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في نهجها هو "عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها". وقال إن المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن ممارسات إسرائيل لن تثني قطر عن مواصلة جهودها مع مصر والولايات المتحدة الأميركية لوقف الحرب في غزة.
ووصف العدوان الإسرائيلي على الأراضي القطرية بأنه "سابقة خطيرة ينبغي مواجهتها بقوة وحزم من الدول العربية والإسلامية"، داعياً إلى اتخاذ "إجراءات حقيقية وملموسة لمنع إسرائيل من مزيد من التمادي". وأضاف أن "عدوان إسرائيل على بلادنا رسالة مفتوحة أن ليس لديها خطوط حمراء تضبط سلوكها"، محذراً من أنه "إذا سُمح لإسرائيل بالتمادي فلن يكون أحد بمنأى عن أذاها أو مخاطرها".
وقال إن الاعتداء على سيادة قطر خرق واضح للمواثيق والأعراف الدبلوماسية والأخلاقية، ولا يمكن توصيفه إلا بأنه "إرهاب دولة". وتابع: "إن تمادي إسرائيل في انتهاك القانون الدولي تجلّى في الهجوم الهمجي على الدوحة، وما يشجعها على الاستمرار في نهجها هو عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها".
وأضاف أن "تصرف حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتجرد من الإنسانية لا يمكن تفسيره إلا كرسالة مفتوحة مضمونها أن ليس لدى إسرائيل أي خطوط حمراء تضبط سلوكها، وأنها ماضية في زعزعة استقرار أي دولة في العالم، وتقويض أي جهود دبلوماسية تتعارض مع أجندتها. وبالتالي يجب علينا عدم السكوت والتهاون أمام هذا العدوان البربري، واتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة على مختلف الأصعدة لمنع المزيد من التمادي، ولن يكون أحد بمنأى عن أذاها ومخاطرها".
وأوضح أن العدوان الإسرائيلي المتهور والغادر ارتُكب أثناء استضافة قطر مفاوضات رسمية وعلنية وبعلم الجانب الإسرائيلي نفسه، وبهدف وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى والرهائن. وبالتالي، فإن هذا العدوان لن يؤدي إلا إلى إجهاض محاولات التهدئة، ويؤكد نيات الحكومة الإسرائيلية برفض المسارات السلمية لإنهاء القضية الفلسطينية، والاستمرار في تحدي الإرادة الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يتضح من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتكررة بشأن ضم الأراضي الفلسطينية وأوهام "إسرائيل الكبرى".
من جهته، أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه عن التضامن مع دولة قطر بعد "الانتهاك الإسرائيلي الإجرامي" الذي تعرضت له، ودعا في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر التحضيري الوزاري إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إسرائيل بسبب عدوانها على قطر، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون العربي الإسلامي.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن العدوان الإسرائيلي على قطر جمع "الجبن والغدر والحماقة"، مضيفاً في كلمته بالجلسة الافتتاحية أن "التخاذل والصمت الدولي المشين على جرائم الاحتلال يشجعانه على مزيد من الجرائم، وعلينا جميعاً التركيز على وقف الآلة الإجرامية الإسرائيلية والحرب المشينة التي يخوضها في غزة".
ويأتي انعقاد القمة في ظل أجواء إقليمية متوترة، حيث يشهد الشرق الأوسط موجة من التصعيد بين إسرائيل وعدد من القوى العربية والإسلامية. ويرى محللون أن هذه القمة قد تمثل اختباراً جاداً لقدرة النظام العربي - الإسلامي على الانتقال من مستوى الإدانة إلى مستوى الفعل، خاصة في ضوء حجم التهديدات الأمنية والسياسية القائمة.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، السبت، أن "انعقاد القمة العربية الإسلامية في هذا التوقيت، له عدة معان ودلالات، ويعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل".
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن القمة الاستثنائية المرتقبة في الدوحة هي بالأساس قمة تضامن ومساندة لدولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن الاعتداء على السيادة القطرية يوم الثلاثاء الماضي يُعد اعتداءً مباشراً على سيادة جميع دول المجلس مجتمعة. وأضاف هريدي أن "القمة ستبحث أيضاً تطورات الوضع في غزة، والتوسّع المتسارع في الأنشطة الاستيطانية بالضفة الغربية، وهو ما يفرض على القادة العرب والمسلمين ضرورة بلورة موقف موحد لمواجهة هذه السياسات الإسرائيلية".
وشدد على أن "المعيار الحقيقي للحكم على القمة لن يكون في بياناتها الختامية، بل في طبيعة الإجراءات التي ستُتخذ وتُفعّل على أرض الواقع، سواء لردع إسرائيل عن مواصلة استهداف قادة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في الدول العربية والإسلامية، أو لوقف اعتداءاتها المتكررة التي تهدد الأمن الإقليمي".
كما قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، معصوم مرزوق، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن القمة العربية الإسلامية المرتقبة "تحمل عنواناً كبيراً يجذب أنظار المجتمع الدولي، الذي يترقب ما قد يصدر عنها من قرارات"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "وجود مشكلة بنيوية في مثل هذه التجمعات، تتمثل في ازدحامها بعدد كبير من المصالح والمواقف المتباينة، ما يجعل الحصيلة المتوقعة غالباً لا تتجاوز التوافق على الحد الأدنى".
وأوضح مرزوق أن معالجة هذا الإشكال قد تتطلب نهجاً تدريجياً في التصعيد على مستويات مختلفة، تبدأ أولاً بقمة لمجلس التعاون الخليجي، بالنظر إلى التشابه في الرؤى الأمنية والارتباطات الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة، يلي ذلك بحسبه قمة عربية خالصة، يمكن أن تخرج بقرارات أكثر تحديداً وفاعلية تحمل "بعض الأسنان والأنياب". ويضيف أن: "تتويج هذه الجهود يكون بعقد القمة العربية الإسلامية الشاملة، التي تبارك ما سبقها من خطوات وتقره، دون الدخول في تفاصيل معقدة، مع اعتماد خطة عمل تنفيذية للتحرك على المستوى الدولي، بما يمنح الزخم السياسي والدبلوماسي بعداً عملياً قادراً على التأثير". وأشار إلى أن القمة، بشكلها المتوقع، قد لا تتجاوز حدود التوافق على إعلان ختامي يكرر المواقف السابقة المعتادة، مع تضمينه قدراً من الحدة في انتقاد ما قامت به إسرائيل وإدانة عدوانها، من دون أن يترتب على ذلك خطوات تنفيذية نوعية تغير طبيعة المشهد الراهن.