رئيس وزراء النظام المعزول ينافس قائد الانقلاب في انتخابات الغابون
استمع إلى الملخص
- الانتخابات تشهد مشاركة 920 ألف ناخب، وتأتي بعد إنهاء حكم عائلة بونغو الذي استمر لأكثر من 50 عاماً، وسط توقعات بفوز نغيما الذي وعد بإعادة السلطة للمدنيين.
- رغم ثروتها النفطية، يعيش ثلث سكان الغابون في فقر، ويأمل نغيما في توحيد المواطنين تحت شعار "نبني معًا".
فتحت مراكز الاقتراع، اليوم السبت، أبوابها في الغابون لاستقبال الناخبين، في أول انتخابات رئاسية منذ الانقلاب العسكري عام 2023. ويخوض الرئيس المؤقت الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغيما، الذي قاد الانقلاب، الانتخابات في مواجهة منافسه الرئيسي رئيس الوزراء السابق في عهد الرئيس المعزول علي بونغو أونديمبا، آلان كلود بيلي باي نزي، الذي وعد بإعادة تنظيم المالية العامة للدولة، وتوفير فرص عمل للشباب و"قطع الحبل السري" مع فرنسا، الدولة الاستعمارية السابقة.
وفي مقابلة حديثة مع وكالة أسوشيتد برس، صرّح بيلي باي نزي بأنه لا يتوقع أن تكون الانتخابات نزيهة أو شفافة. وكان الانقلاب العسكري قد أنهى حكم سلالة سياسية استمر أكثر من 50 عاماً في الغابون. وتوقع محللون فوزاً ساحقاً لقائد الانقلاب. ويشارك حوالي 920 ألف ناخب، من بينهم أكثر من 28 ألف ناخب يقيمون خارج البلاد، في الانتخابات في أكثر من 3 آلاف مركز اقتراع.
وتعد هذه الانتخابات مهمة لمواطني البلاد، الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعيش ثلثهم في حالة من الفقر، على الرغم من ثروتها النفطية الهائلة. وكان الرئيس المؤقت نغيما، قد أطاح بالرئيس بونغو قبل عامين. ويأمل في ترسيخ قبضته على السلطة لفترة رئاسية مدتها سبع سنوات.
وفي أعقاب الانقلاب، وعد نغيما "بإعادة السلطة إلى المدنيين" من خلال "انتخابات ذات مصداقية"، وأعلن نفسه مرشحاً الشهر الماضي. ووضع قادة الانقلاب الرئيس بونغو قيد الإقامة الجبرية، لكن تم إطلاق سراحه بعد أسبوع لأسباب صحية، وتم اعتقال زوجته وابنه ووُجهت إليهما تهمٌ بالفساد واختلاس المال العام. ولم تُوجَّه أيُّ تهمٍ إلى بونغو نفسه.
وقد طرح نغيما نفسه زعيما يريد توحيد مواطني الغابون ومنحهم الأمل، حيث أدار حملته الرئاسية تحت شعار: "نبني معًا". وباستثناء شريحة من المعارضة السابقة التي لا تزال تطالب العسكريين بتسليم السلطة إلى المدنيين، وتحديداً إلى مرشحها الذي حلّ ثانياً في الانتخابات السابقة، يبدو نغيما متمتعاً بتأييد غالبية من المواطنين الذين ينزلون يومياً إلى الشارع لإبداء تأييدهم للجيش الذي "حررهم من عائلة بونغو".
وحكمت العائلة منذ أكثر من 55 عاماً هذه الدولة النفطية الصغيرة التي تعدّ من الأغنى في وسط أفريقيا، غير أن الثروات فيها تبقى محصورة بيد النخبة الحاكمة التي تتهمها المعارضة والانقلابيون بـ"الفساد" و"سوء الإدارة". وانتخب علي بونغو أونديمبا (64 عاماً) عام 2009 بعد وفاة والده عمر الذي قاد البلاد لأكثر من 41 عاماً.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)