رئيس هيئة الأركان الإيرانية يزور باكستان: سياقات الزيارة وأجندتها

رئيس هيئة الأركان الإيرانية يزور باكستان: سياقات الزيارة وأجندتها

12 أكتوبر 2021
رئيس الأركان الإيرانية محمد باقري (Getty)
+ الخط -

وصل رئيس الهيئة العامة لأركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، اليوم الثلاثاء، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، إلى باكستان، وسط استقبال من قبل قادة عسكريين باكستانيين والسفير الإيراني محمد علي حسيني.

زيارة باقري لباكستان تأتي تلبية لدعوة قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، وهي الثانية من نوعها خلال السنوات الأخيرة بعد زيارة قام بها عام 2018، أعقبتها زيارة باجوا لإيران عام 2019. 

وسيجري القائد العسكري الإيراني مباحثات مع رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، فضلا عن مباحثاته مع قائد الجيش الباكستاني لبحث سبل تعزيز العلاقات. كما سيزور رئيس الأركان الإيرانية مدينة كراتشي جنوبي باكستان، وسيتفقد مراكز عسكرية وبحرية باكستانية في هذه المدينة. 

زيارة باقري لباكستان تُجرى في توقيت حساس وفي ثلاثة سياقات؛ السياق الأول في إطار العلاقات الثنائية والزيارات المتبادلة بغية تطوير العلاقات الدفاعية والأمنية والعسكرية بين البلدين الجارين. وفي الإطار، يرى مراقبون عسكريون إيرانيون أن الزيارة تعكس الإرادة المشتركة للمؤسسات العسكرية للبلدين لتعزيز الاتصالات والتعاون الثنائي والأمن على الحدود المشتركة. 

أما السياق الثاني فهو إقليمي، حيث تشهد المنطقة تحركات ومحاولات لافتة، تثير مخاوف الجانب الإيراني من ضم باكستان إلى تحالفات إقليمية على حسابها، سواء في آسيا الوسطى أو الشرق الأوسط أو القوقاز، فهناك امتعاض إيراني غير معلن رسميا من مشاركة باكستان في مناورات "الإخوة الثلاثة ـ 2021" العسكرية المشتركة مع تركيا وأذربيجان على أراضي الأخيرة لمدة أسبوع، التي انطلقت يوم 12 سبتمبر/أيلول الماضي، فيما دخلت العلاقات بين طهران وباكو في طور توتر مستمر لم ينته، وسط اتهامات إيرانية لأذربيجان بالتخطيط لإحداث تغيير جيوسياسي في الحدود بين طهران ويريفان بدعم تركي، واستقدام القوات الإسرائيلية إلى منطقة القوقاز.  

وإلى ذلك، تربط باكستان بالدول العربية بالخليج علاقات قوية، في وقت لا تزال علاقات إيران مع بعض هذه الدول متوترة. فهناك علاقات تاريخية تجمع باكستان مع السعودية، والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة توترات غير معلنة بعد تولي عمران خان رئاسة الوزراء عام 2018، حاولت إيران استغلال هذه الثغرات لتعزيز روابطها مع إسلام أباد. كما أن الآونة الأخيرة شهدت أيضا زيارات للمسؤولين الباكستانيين إلى الإمارات في مقدمتهم قائد الجيش والرئيس عارف علوي. 

والسياق الثالث لزيارة الجنرال الإيراني باكستان، أنها تأتي على وقع تطورات كبيرة تشهدها أفغانستان الجارة لإيران وإسلام أباد بعد سيطرة حركة "طالبان" على البلد منذ شهرين تقريبا، ففيما تربط إيران علاقات مع الحركة، وجمعتها مصلحة مواجهة "العدو" الأميركي المشترك خلال العقدين الماضيين، فثمة مخاوف لدى طهران مما سيحمله المستقبل للعلاقات مع كابول خشية تأثير أطراف ثالثة عليها لتأزيمها. 

وسبق أن أجرى نائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري، زيارة إلى إسلام أباد، الأسبوع الماضي، في إطار جولة إقليمية شملت تركيا وقطر وسلطنة عمان أيضا، واصفا الجولة ومباحثاته مع مسؤولي الدول الأربع بأنها "جيدة للغاية" في حديث مع التلفزيون الإيراني.