رئيس مدغشقر يحذر من محاولة انقلاب بعد انضمام جنود إلى احتجاجات
استمع إلى الملخص
- بدأت الاحتجاجات في 25 سبتمبر، وتعد التحدي الأكبر لحكم راجولينا منذ إعادة انتخابه في 2023، حيث يطالب الشباب بتحسين الخدمات الأساسية ومعالجة البطالة والفقر.
- دعت الحكومة للحوار وسط تصاعد العنف، بينما حثت الولايات المتحدة مواطنيها على الاحتماء، ووصفت الوضع بأنه متقلب وغير قابل للتنبؤ.
قالت رئاسة مدغشقر، اليوم الأحد، إن "محاولة استيلاء غير قانوني وقسري على السلطة" جارية في الدولة الأفريقية، من دون أن تقدم تفاصيل، وذلك بعد يوم من انضمام جنود إلى حركة احتجاجية بدأت الشهر الماضي. وحث عسكريون من وحدة كابسات، وهي من قوات النخبة التي ساعدت الرئيس أندريه راجولينا في الاستيلاء على السلطة في انقلاب عام 2009، زملاءهم الجنود على عصيان الأوامر ودعم الاحتجاجات التي يقودها الشبان في مدغشقر.
وبدأت تلك الاحتجاجات في 25 سبتمبر/أيلول الفائت وتشكل التحدي الأكثر خطورة لحكم راجولينا منذ إعادة انتخابه في عام 2023. ورأى شاهد من وكالة رويترز ثلاثة مصابين بعد إطلاق نار على طول الطريق المؤدي إلى ثكنات كابسات اليوم الأحد. وقال شهود آخرون إنه لا توجد مؤشرات على استمرار الاشتباكات.
ويحتج عشرات الآلاف من الشباب من "جيل زد" (يعتبر الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1997 و2010 جزءاً من الجيل زد)، في الدولة الجزيرة الواقعة في جنوب شرق أفريقيا على انقطاع الكهرباء والمياه، وأوجه القصور في نظام التعليم، وارتفاع معدلات البطالة، والفقر المنتشر على نطاق واسع. واستخدمت قوات الأمن في مدغشقر بشكل متكرر الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي وطلقات الصوت لتفريق الحشود. وطالب المحتجون راجولينا بالتنحي والاعتذار عن العنف ضد المتظاهرين وحل مجلس الشيوخ واللجنة الانتخابية. ووفقاً للأمم المتحدة، لاقى 22 شخصاً على الأقل حتفهم وأُصيب 100 آخرون في الاضطرابات المندلعة منذ سبتمبر الفائت. وشككت الحكومة في هذه الأرقام، إذ قال راجولينا هذا الشهر إن 12 شخصاً قُتلوا في الاحتجاجات.
وقال مكتب راجولينا في بيان على الحساب الرسمي للرئاسة على وسائل التواصل الاجتماعي إنه يندد بشدة بمحاولات زعزعة استقرار البلاد ويحث جميع القوى على "الوقوف معاً دفاعاً عن النظام الدستوري والسيادة الوطنية". ودعا إلى الحوار لحل الأزمة.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي أمس السبت جنود كابسات وهم يحثون جنود القوات الأخرى على "دعم الشعب". وأظهر مقطع مصور بثته وسائل إعلام محلية عشرات الجنود وهم يغادرون الثكنات في وقت لاحق من أمس السبت لمرافقة آلاف المتظاهرين إلى ساحة 13 مايو في تناناريف، مسرح العديد من الانتفاضات السياسية، والتي كانت تحت حراسة مشددة ومغلقة خلال الاضطرابات. ومنذ ذلك الحين، حث رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش المواطنين على المشاركة في الحوار والحفاظ على الهدوء. وقال رئيس الوزراء روفين فورتونات زافيسامبو في حديث لقناة "تي في إم" الرسمية، في وقت متأخر السبت، إنّ الحكومة "مستعدة تماماً للإنصات والدخول في حوار مع جميع الفصائل الشبان أو النقابات أو الجيش".
من جهتها، حثت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين في مدغشقر على الاحتماء لدواعي السلامة، وذلك بعد ورود تقارير عن انضمام أجزاء من الجيش إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقالت الوزارة، في بيان مساء السبت: "تشير التقارير إلى تبادل قوات الدرك والجيش إطلاق النار في وسط المدينة بالقرب من بحيرة أنوسي، وأن بعض فصائل قوات الأمن انضمت إلى الاحتجاجات"، واصفة الوضع بأنه "شديد التقلب ولا يمكن التنبؤ به".
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)