رئيس كوريا الجنوبية يريد خطوات لخفض التوترات مع جارته الشمالية
استمع إلى الملخص
- بدأت مناورات "أولتشي فريدوم شيلد" بمشاركة 18 ألف جندي كوري جنوبي و580 ألف مدني، وتهدف لتعزيز قدرات الحليفين، مع تأجيل بعض التدريبات لإصلاح العلاقات مع كوريا الشمالية.
- رغم تنديد كوريا الشمالية بالتدريبات، إلا أن موقفها هذا العام أقل تشدداً، مما قد يشير إلى انفراجة في المحادثات بين الكوريتين.
دعا رئيس كوريا الجنوبية لي جيه ميونغ، اليوم الاثنين، إلى اتخاذ خطوات تدريجية لتنفيذ الاتفاقيات القائمة بين الكوريتين، بما في ذلك إحياء اتفاق خفض التوتر العسكري. ويتزامن هذا التصريح مع بدء كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناورات سنوية مشتركة لتعزيز جاهزيتهما الدفاعية المشتركة ضد تهديدات كوريا الشمالية.
وقال لي في اجتماع لمجلس الوزراء نقلته وكالة أنباء "يونهاب": "الأمن الحقيقي هو صون السلام.. ما نحتاجه الآن هو الشجاعة لاتخاذ خطوات ثابتة لتخفيف التوترات مع الحفاظ على استعداد دفاعي حازم". وطلب الرئيس الكوري من الوزارات المعنية الاستعداد لتنفيذ الاتفاقيات القائمة بين الكوريتين على مراحل، بدءاً من تلك التي يمكن تنفيذها.
وتأتي هذه التصريحات لرئيس كوريا الجنوبية بعدما أكد في خطاب سابق بمناسبة يوم التحرير أن حكومته ستتخذ إجراءات لخفض التوترات واستعادة الثقة مع بيونغ يانغ، وقال وقتها إن الجنوب تحت قيادته سيحترم النظام الحالي لكوريا الشمالية، وإنه لن يسعى إلى أي شكل من أشكال الوحدة عن طريق الاستيعاب. وأضاف أيضاً أن سيول ستتخذ خطوات استباقية وتدريجية لاستعادة الاتفاق العسكري الذي تم توقيعه بين الكوريتين في 19 سبتمبر/ أيلول عام 2018 لتقليل التوترات الحدودية.
وبدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، اليوم الاثنين، مناورات سنوية مشتركة لتعزيز جاهزيتهما الدفاعية المشتركة ضد تهديدات كوريا الشمالية، في حين أعادتا جدولة نحو نصف التدريبات الميدانية إلى الشهر المقبل. وتتضمن مناورات "أولتشي فريدوم شيلد"، التي تستمر 11 يوماً حتى 28 أغسطس/آب الجاري، تدريبات لمواجهة تهديدات واقعية تهدف إلى تعزيز قدرات الحليفين في جميع المجالات. وستتم تعبئة حوالي 18 ألف جندي كوري جنوبي لتدريبات هذا العام، بحسب وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.
وفي حين قالت هيئة الأركان المشتركة إن مناورات هذا العام ستجري على نطاق مماثل مقارنة بالعام الماضي، فإن حوالي نصف التدريبات الميدانية المخطط لها، والتي يبلغ عددها حوالي 40، سيجري تأجيلها إلى سبتمبر/أيلول في إطار الجهود الواضحة التي تبذلها كوريا الجنوبية لإصلاح العلاقات المتوترة مع كوريا الشمالية. وتجري مناورات "أولتشي فريدوم شيلد" بالتزامن مع مناورات الدفاع المدني، التي تستمر أربعة أيام حتى الخميس، بمشاركة نحو 580 ألف مدني، وتشمل جهودا لصد هجمات الطائرات المسيرة والهجمات الإلكترونية. ومن المقرر إجراء تدريب دفاع مدني ضد الغارات الجوية على مستوى البلاد ضمن مناورات الدفاع المدني يوم الأربعاء القادم.
ونددت كوريا الشمالية منذ فترة طويلة بالتدريبات المشتركة بين الحليفين باعتبارها بروفة لغزوها، وأجرت اختبارات لأسلحة رداً على ذلك. وفي بيان صدر في العاشر من أغسطس/آب الجاري، أدان وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانج تشول التدريبات واسعة النطاق الحالية، وحذر من ممارسة حق بلاده في "الدفاع عن النفس" في حال حدوث استفزاز. وأكدت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أن التدريبات الصيفية ذات طبيعة دفاعية.
ولكن موقف بيونغ يانغ هذا العام تبنى لغة بدت أقل تشدداً من السنوات السابقة، وكان جينغ وي، المختص في الشأن الآسيوي في معهد فودان للدراسات والأبحاث، قد قال في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، إنه كان لافتاً في موقف بيونغ يانغ خلوه من لغة التهديد والوعيد المعتادة، غير أن ذلك يظل مشروطاً بمسار المناورات الأميركية الكورية الجنوبية المرتقبة، وأوضح أن كوريا الشمالية ستراقب ما إذا كانت التدريبات ستقتصر على المهام والعمليات الدفاعية، أم أنها ستتجاوز ذلك إلى تدريبات هجومية تشمل نشر أصول أميركية في المنطقة، كما حدث في المناورات الأميركية الكورية الجنوبية السابقة، ولفت إلى أن إعلان كوريا الجنوبية من جانبها تقليص حجم العمليات، قد يهدئ روع الجارة الشمالية، وقد يكون بالفعل مؤشراً إلى انفراجة في المحادثات بين الكوريتين بشأن تهدئة التوتر ونزع فتيل الأزمة.
(قنا، أسوشييتد برس، العربي الجديد)