رئيس كوريا الجنوبية يتراجع ويرفع الأحكام العرفية الطارئة بعد تصويت البرلمان ضد الإجراء
استمع إلى الملخص
- أثار القرار ردود فعل قوية من المعارضة، حيث وصفه زعيمها بأنه "غير قانوني"، مما أعاد ذكريات الحكم الاستبدادي في الثمانينيات وهدد الأطباء المضربين بالاعتقال.
- تتابع الولايات المتحدة الأوضاع عن كثب، بينما دعت الصين مواطنيها للحذر، وسط تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية وتهديدات اشتباكات محتملة.
قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، مساء اليوم الثلاثاء إنه سيتحرك لرفع الأحكام العرفية الطارئة التي أعلنها قبل ساعات قليلة، بعد تصويت البرلمان ضد الإجراء. وذكر يون في خطاب متلفز "قبل قليل، كان هناك طلب من الجمعية الوطنية (البرلمان) برفع حالة الطوارئ، قمنا بسحب الجيش الذي نشر لتطبيق عمليات الأحكام العرفية. سنقبل طلب الجمعية الوطنية ونرفع الأحكام العرفية".
وفي خطوة مفاجئة، أعلن يون في وقت سابق اليوم فرض الأحكام العرفية الطارئة، متهماً المعارضة بالسيطرة على البرلمان والتعاطف مع كوريا الشمالية، وإصابة الحكومة بالشلل من خلال ممارسة أنشطة مناهضة للدولة، واصفاً خطوته بالمهمة للدفاع عن النظام الدستوري في البلاد.
وعلى إثر إعلانه الأحكام العرفية، أغلقت السلطات مبنى البرلمان في سيول، وهبطت المروحيات على سطحه، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب". وبثت القنوات التلفزيونية صوراً مباشرة تظهر هبوط مروحيات على سطح مبنى البرلمان في سيول.
From Chanyeol's sister, Yoora's story... there's so many helicopters flying across South Korea, this is so scary... may everyone stay safe pic.twitter.com/PEC7ySe9DN
— 큥베리 | Grace 💫 (@Ace_BBH) December 3, 2024
وندد زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية، لي جاي-ميونغ، بفرض الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية، معتبراً أنّ الخطوة "غير قانونية"، داعياً المواطنين إلى التجمع في البرلمان احتجاجاً. وقال لي إن "قرار الرئيس يون سوك يول غير القانوني بفرض الأحكام العرفية باطل"، مضيفاً، في خطاب بُثَّ عبر الإنترنت مباشرةً: "رجاءً، توجهوا الآن إلى الجمعية الوطنية. أنا ذاهب إلى هناك أيضاً".
وفي تحد للرئيس صوت برلمان كوريا الجنوبية لصالح الرفع الفوري للأحكام العرفية التي فرضها. وأعادت الخطوة المفاجئة التي اتخذها الرئيس إلى الأذهان عهد الحكام الاستبداديين الذي لم تشهده البلاد منذ حقبة الثمانينيات. وأفادت وكالة يونهاب بأن جيش البلاد صرّح، بعد إعلان يون، بأنه سيتم تعليق البرلمان وتجمعات سياسية أخرى يمكن أن تسبب "ارتباكاً اجتماعياً".
وأضافت الوكالة أن الجيش ذكر أن الأطباء الذين ينظمون إضراباً في البلاد يجب أن يعودوا للعمل في غضون 48 ساعة. ودخل آلاف الأطباء إضراباً منذ شهور بسبب خطط الحكومة لزيادة عدد الطلاب في كليات الطب. وأضاف الجيش أن من يخالف القرار سيتم القبض عليه دون مذكرة.
ردود فعل دولية على التطورات في كوريا الجنوبية
وأكد البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أنه يتابع الأوضاع في كوريا الجنوبية "من كثب" بعد إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وحظر النشاط السياسي. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن إدارة الرئيس جو بايدن "على تواصل مع حكومة الجمهورية الكورية وتراقب الوضع من كثب". وسيول من الحلفاء الأساسيين لواشنطن، وتستضيف الآلاف من الجنود الأميركيين.
من جهتها، دعت السفارة الصينية في سيول، اليوم الثلاثاء، مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي "الحذر" بعد فرض الرئيس الأحكام العرفية في البلاد. وقالت السفارة في بيان إنها "تنصح المواطنين الصينيين في كوريا الجنوبية بالتزام الهدوء... وتعزيز يقظتهم في مجال السلامة والحد من التحركات غير الضرورية وتوخي الحذر عند التعبير عن آرائهم السياسية".
وشدد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على قواته بضرورة اعتبار كوريا الجنوبية عدواً أجنبياً عدائياً، وأصرّ على أنّ الشمال لن يتردد في "مهاجمة العدو" إذا انتهك الجنوب سيادته، خلال زيارة أجراها لمقر الجيش، بعدما أكدت كوريا الشمالية أنها عدلت دستورها ليحدّد كوريا الجنوبية بأنها "دولة معادية"، ونسفت الطرق والسكك الحديدية على الخطوط الأمامية التي كانت تربط الشمال بالجنوب.
وتأتي تلك الخطوات لتؤكد دعوات كيم إلى التخلي عن الأهداف طويلة الأمد لكوريا الشمالية في المصالحة مع الجنوب، وتعكس نياته في تصعيد التوترات وزيادة النفوذ، وسط حالة من الجمود المتزايد في الدبلوماسية. ويرى المحللون أن هناك مخاطر متزايدة لحدوث اشتباكات محتملة على الحدود المتوترة بين الجانبين، رغم أنّ من غير المرجح أن تفكر كوريا الشمالية في هجمات شاملة في مواجهة القوات الأميركية والكورية الجنوبية.
وكانت كوريا الجنوبية قد شهدت مع جارتها الشمالية ما يمكن تسميته بحرب البالونات، بعد أن بادرت بيونغ يانغ، في نهاية مايو/ أيار الماضي، بإرسال بالونات محمّلة بنفايات إلى كوريا الجنوبية، التي ردت ببث منشورات دعائية عبر مكبرات الصوت، كذلك أرسل ناشطون بالونات محملة بمنشورات دعائية إلى كوريا الشمالية. وأعلنت كوريا الجنوبية في يوليو/ تموز الماضي تكثيف بث الدعاية عبر مكبرات الصوت باتجاه كوريا الشمالية، رداً على إرسال بيونغ يانغ المتكرر بالونات محملة بالنفايات إلى الجنوب.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)