رئيس كازاخستان: أعمال الشغب في البلاد محاولة انقلاب واستعدنا النظام

رئيس كازاخستان: أعمال الشغب في البلاد محاولة انقلاب واستعدنا النظام

10 يناير 2022
هزت اضطرابات غير مسبوقة البلاد (تورار كازانغابوف/الأناضول)
+ الخط -

وصف رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، أعمال الشغب في كازاخستان بأنها كانت محاولة انقلاب، مؤكداً في الوقت نفسه استعادة النظام.

وزعم توكاييف أن أعمال الشغب في الجمهورية تم التخطيط لها لفترة طويلة، قائلاً في اجتماع غير عادي لمجلس الأمن الجماعي التابع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي اليوم الإثنين: "بتوفر الصورة الكاملة للأحداث، يمكنني أن أعلن بمسؤولية أن جميع الأحداث منذ بداية العام الجاري تشكل حلقات من سلسلة واحدة، وهي تخضع لنفس التآمر الهدام الذي جرى الاستعداد له على مدى فترة طويلة. سيبين التحقيق ما إذا كان هذا الاستعداد استمرّ لعام أو عامين أو ثلاثة. حاولت قوى الهدم مراراً زعزعة الاستقرار وإثارة أعمال الشغب".

وأضاف أن عصابات خارجة عن القانون حاولت الاستيلاء على الأسلحة، مؤكداً أن 16 عنصراً أمنياً قُتلوا، بينما يجري تدقيق عدد الضحايا بين المدنيين. وكشف عن المشاركة المباشرة لمن وصفهم بـ"الإرهابيين"، بمن فيهم أجانب، في أعمال الشغب، وتعاملهم ببالغ القسوة وقطع رأسي عسكريين اثنين. وشدد على أن كازاخستان ستقدم في وقت لاحق أدلة على الاستعدادات لـ"العدوان الإرهابي".

وأكد استعادة النظام الدستوري في كازاخستان، واصفاً الأزمة الأخيرة بأنها الكبرى في تاريخ البلاد، منذ نيل استقلالها إثر تفكك الاتحاد السوفييتي.

وتابع قائلاً: "خلال بضعة أيام في يناير/كانون الثاني، عاشت كازاخستان أزمة واسعة النطاق هي الأصعب خلال 30 عاماً من تاريخ الاستقلال". وأكد أنه تم سماع المطالب السياسية في كازاخستان، وتنفيذها.

ونقلت "فرانس برس" عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، تأكيده أن القوات الروسية والحليفة لها التي أُرسلت إلى كازاخستان لمساندة السطلة فيها بعدما "أستهدفها الإرهاب العالمي"، ستغادر هذا البلد عند انتهاء مهمتها.

وأوضح بوتين خلال اجتماع عبر الفيديو مع قادة دول حليفة بينهم رئيس كازاخستان: "ما أن تنجز القوة مهامها ستنسحب من أراضي كازاخستان".

وأضاف مؤكدا: "لن ندع الوضع يضطرب في الداخل، ولن نسمح بحدوث سيناريوهات ما يسمى بالثورات الملونة".

ويأتي ذلك بعد تأكيد توكايييف أن الانسحاب سيتم "قريبًا".

توقيف ما يقارب 8 آلاف شخص في كازاخستان

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في كازاخستان وفق "رويترز"، اليوم الإثنين، أن قوات الأمن اعتقلت في المجمل 7939 شخصاً حتى العاشر من يناير/كانون الثاني، خلال الاضطرابات التي وقعت الأسبوع الماضي، والتي تُعدّ أسوأ موجة عنف في تاريخ تلك الدولة الواقعة في آسيا الوسطى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

وتم لفترة وجيزة الاستيلاء على مباني الحكم المحلي أو إحراقها في العديد من المدن الكبرى الأسبوع الماضي، حيث تحولت الاحتجاجات السلمية في البداية ضد ارتفاع أسعار الوقود إلى أعمال عنف.

وهزت اضطرابات غير مسبوقة منذ استقلالها العام 1991 كازاخستان، البالغ عدد سكانها 19 مليون نسمة والغنية بالنفط والغاز، خلال الأسبوع الراهن، أدت إلى سقوط عشرات القتلى.

وبدأت الاحتجاجات في الريف الأحد الماضي مع رفع سعر الغاز، قبل أن تشمل مدنا كبيرة، ولا سيما عاصمة البلاد الاقتصادية ألما آتا، حيث اندلعت أعمال شغب وأطلقت الشرطة الرصاص الحي على المتظاهرين.

وعلى الصعيد السياسي، أدت الأزمة الراهنة إلى إقالة الحكومة وإبعاد الرئيس السابق نورسلطان نزارباييف، الملقب بـ"زعيم الأمة"، عن السلطة بشكل نهائي، بعد تولي رئيس البلاد قاسم جومارت توكاييف رئاسة مجلس الأمن خلفاً له.

المساهمون