رئيس ساحل العاج السابق لوران غباغبو يعود "بريئاً" إلى بلاده

الرئيس السابق لوران غباغبو يعود إلى ساحل العاج بعد تبرئته في القضاء الدولي

17 يونيو 2021
لوران غباغبو يعود بعد 10 من مغادرة بلاده (Getty)
+ الخط -

يعود الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو، اليوم الخميس، إلى بلاده التي أجبر على مغادرتها قبل عشر سنوات، في خطوة سمحت بها تبرئته من قبل القضاء الدولي من تهم جرائم ضد الإنسانية وموافقة منافسه الرئيس الحالي الحسن واتارا باسم "المصالحة الوطنية".

وسيعود غباغبو (76 عاماً) على متن رحلة طيران نظامية من بروكسل حيث كان يعيش منذ تبرئته من قبل المحكمة الجنائية الدولية في يناير/كانون الثاني 2019 وتثبيت القرار في الاستئناف في 31 مارس/آذار.

ويفترض أن تحط الطائرة التي يستقلها الرئيس السابق في أبيدجان عند الساعة 15,45 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش.

وسيستقبله قادة حزبه "الجبهة الشعبية لساحل العاج" في الجناح الرئاسي في المطار الذي وضعه الرئيس واتارا بتصرفه، بحضور عشرات الشخصيات.

وبعد وصوله، سيتوجه الرئيس السابق إلى حي أتوبان حيث يقع مقر حملته الانتخابية السابقة للاقتراع الرئاسي الذي جرى في 2010، حسب بيان للجبهة الشعبية لساحل العاج دعا "أعضاء قيادة الحزب" إلى التوجه إلى المكان لاستقباله.

وبين المطار الواقع في جنوب أبيدجان وأتوبان في الشمال سيعبر موكبه أحياء عدة يفترض أن تتمكن حشود من تحيته فيها.

وصرح  المتحدث باسم لوران غباغبو، جاستن كوني، لوكالة "فرانس برس"، "لم ترد أي توجيهات بفرض قيود" على التجمعات من قبل الحكومة.

وأكد المتحدث باسم الحكومة أمادو كوليبالي الأربعاء "إذا كان هناك أي حظر فسيعلن عنه". وأضاف أن لوران غباغبو "يستحق الحصول على كل ما يحق له"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لن يكون أي وزير حاضراً في المطار.
وأكد أن "السلطة التنفيذية ستقوم بدورها".

وكانت مسألة استقبال الرئيس السابق في صلب مفاوضات أخيرة بين الحكومة وحزب غباغبو. فالحكومة لا تريد أي "احتفالات بانتصار" والحزب يريد استقبالاً شعبياً يسمح لأكبر عدد ممكن من أنصاره بالنزول إلى شوارع أبيدجان.

ويشكل أمن غباغبو الرهان الرئيسي إلى جانب تفادي أي فلتان أو عنف لا يريده المعسكران.

بدأ السكان بالتعبير عن فرحهم قبل وصوله. وقال أحد أنصاره في حي يوبوغون الشعبي الذي يُعتبر مؤيداً لغباغبو "غداً، لن يكون هناك سوى الأغاني والثناء".

وحدة مقدسة

أما معارضو غباغبو فما زالوا يرون أنه دفع بالبلاد إلى الفوضى عبر رفضه الاعتراف بهزيمته أمام الحسن واتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2010. وأدى رفضه إلى أزمة خطيرة تلت الانتخابات سقط خلالها حوالى ثلاثة آلاف قتيل.

وفي إبريل/نيسان 2011، اعتقل غباغبو الذي كان يحكم البلاد منذ العام 2000، ثم نُقل إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وتدين جمعيات الدفاع عن ضحايا هذه الأزمة "إفلاته من العقاب" وتنوي التظاهر الخميس في أبيدجان.

ويؤكد المقربون منه أنه عائد بدون أي نية للانتقام بل للعمل من أجل سياسة "مصالحة وطنية".

ورأى الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لساحل العاج" أسوا أدو أن البلاد التي ما زالت تعاني من عقدين من العنف السياسي العرقي "يجب أن تتحد". وأضاف أنّ ساحل العاج "تواجه اليوم خطر زعزعة للاستقرار من قبل الجهاديين" بعد هجمات على الجيش أسفرت، أخيراً، عن مقتل أربعة جنود في الشمال على الحدود مع بوركينا فاسو.

ويشاركه هذا الرأي الكاتب والصحافي المؤيد لواتارا فونيس كونان الذي كتب هذا الأسبوع في مقال افتتاحي في صحيفة "فراترنيتيه ماتان" الموالية للحكومة أنه "يجب أن نصنع الوحدة المقدسة قبل أي شيء آخر" وأن نوحد "جهودنا للتصدي للإرهابيين".

وما زال غباغبو يخضع لحكم صدر في ساحل العاج بالسجن لمدة عشرين عاما بتهمة "السطو" على البنك المركزي لدول غرب أفريقيا خلال أزمة 2010-2011.

وفي إعلانه في أوائل إبريل/نيسان أنّ غباغبو يتمتع بحرية العودة إلى ساحل العاج، لم يأت الحسن واتارا على ذكر الحكم لكن الحكومة لمحت إلى أنها ستُلغيه.

(فرانس برس)

دلالات