رئيس جديد لـ"الكتلة الديمقراطية" المعارضة في تونس

رئيس جديد لـ"الكتلة الديمقراطية" المعارضة في تونس

23 يونيو 2021
الكتلة تضم 38 نائباً (ياسين القايدي/ الأناضول)
+ الخط -

أقرت "الكتلة الديمقراطية"، اليوم الأربعاء، تعيين القيادي بحزب "التيار الديمقراطي"، نعمان العش، رئيساً لها، خلفاً لزميله من الحزب نفسه، محمد عمار، وذلك حتى نهاية الدورة الحالية للبرلمان، على أن تسند رئاسة الكتلة إلى "حركة الشعب" المتحالفة معها خلال الخريف المقبل. 

وتعد "الكتلة الديمقراطية" من أكبر كتل المعارضة في البرلمان التونسي، وتضم 38 نائباً (من أصل 217) وهي الثانية بعد كتلة حزب "النهضة" (52 نائباً).

ورافقت ولاية عمار أزمات عديدة آخرها ما عرف بتسريبات الإطاحة برئيس البرلمان راشد الغنوشي، التي نشرها النائب المستقلّ راشد الخياري وأظهرت عمار محاولاً إقناع الأخير بسحب الثقة من الغنوشي مع كواليس صفقات الحكم والتحالفات.

وسبق أن صرّح أمين عام "التيار الديمقراطي"، غازي الشواشي، بأنّ المكتب السياسي للحزب، طالب عمار بتقديم استقالته من رئاسة "الكتلة الديمقراطية" ليخلفه نائب آخر خلال الفترة المتبقية من السنة البرلمانية. وجاء القرار على خلفية ملف التسريبات والتصريحات المنسوبة لعمار، والتي اعتبرها الشواشي مخالفة لتوجهات الحزب.

من جانبه، عزا عمار سبب انسحابه من رئاسة الكتلة لـ"أسباب عائلية فرضت عليه التواجد بالخارج"، مشيراً، في تصريح صحافي، إلى أنه "سيقدم استقالته من رئاسة الكتلة إلى رئيس البرلمان حال عودته، وأنّ الرئاسة ستؤول إلى العش حتى نهاية الدورة (آخر يوليو/ تموز المقبل) ثم سيتم إسنادها لحركة الشعب في إطار التداول على الرئاسة، عاماً بعام، كما تم الاتفاق حوله".

ويمثل صعود العش انتصاراً لتوجه الشواشي داخل الحزب، وهو المعروف باتزانه وهدوئه في معالجة الملفات الحساسة، والباحث عن تموقع مستقلّ للحزب في المشهد السياسي، وعدم الاصطفاف آلياً وراء كل مواقف ورؤى رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، على غرار حليفه في الكتلة "حركة الشعب".

ويعرف عن العش كونه من رفاق الشواشي وتربطهما علاقة قوية، حيث عملا معاً لخمس سنوات خلال المدة البرلمانية السابقة حينما كان لـ"التيار الديمقراطي" ثلاثة نواب فقط في البرلمان، العش والشواشي وسامية عبو.

واعتبر المحلل السياسي، شكري بن عيسى، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الإشكال الأصلي ليس داخل الكتلة الديمقراطية البرلمانية، وإنما هو داخل حزب التيار الديمقراطي نفسه"، مشيراً إلى أنه منذ "تفجُّر حكومة إلياس الفخفاخ والحزب يعاني من العديد من الصعوبات على مستوى القيادة، أولاً بانسحاب محمد عبو واتخاذه مواقف وتصريحات أثارت كثيراً من الامتعاض من عدة قيادات ومنها غازي الشواشي، ثم بانسحاب الشواشي من الأمانة العامة، إلى حين ملف رئاسة الكتلة أخيراً برئاسة محمد عمار".

وأضاف بن عيسى أنّ "عمار أساء للتيار الديمقراطي، وطلب إبعاده هو حاجة داخل التيار الديمقراطي وبطلب منه أكثر من حركة الشعب".

وتابع بن عيسى: "هناك نوع من التسيب والفوضى داخل التيار الديمقراطي منذ مدة، رغم ما عرفناه سابقاً عن الحزب الذي يحل مشاكله بطريقة هادئة وديمقراطية وفي انسجام، إذ أصبح اليوم يعيش انفلاتاً وهناك تيارات داخل التيار وتصريحات غير متحكم فيها من الأغلبية"، مشدداً على أنّ هذا "ما حتّم استقالة محمد عمار وهو قرار اتخذ من المجلس الوطني وتم تمريره بطريقة سلمية وهادئة".

وبحسب المحلل ذاته، "أثرت أزمة التيار الديمقراطي الداخلية على الكتلة البرلمانية ككل وعلى أدائها ككتلة معارضة داخل البرلمان".

المساهمون