رئيس الوزراء الباكستاني يتهم أميركا بالوقوف خلف سحب الثقة من حكومته

رئيس الوزراء الباكستاني يتهم أميركا بالوقوف خلف سحب الثقة من حكومته

31 مارس 2022
خان: سياسات باكستان الخارجية السابقة كانت تقوم على أساس إرضاء الآخرين (Getty)
+ الخط -

اتهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في خطاب وجهه إلى الشعب، مساء اليوم الخميس، الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف وراء عملية سحب الثقة من حكومته، فيما أجّل البرلمان جلسته التي كان من المقرر أن يتم فيها التصويت على سحب الثقة من الحكومة إلى الأحد المقبل.

وأعلن خان أنّ وزارة الخارجية الباكستانية تلقت رسالة من أميركا مفادها بأنها تريد إزاحته من منصب رئاسة الوزراء "لأنه يخالف سياساتها، وأن المعارضة الباكستانية إذا نجحت في عملية سحب الثقة عنه، فإنه لن يكون هناك مشكلة مع باكستان". وبعد أن ذكر خان اسم أميركا، قال إنه ما كان يريد أن يذكر اسم الدولة، ولكنه خرج خطأ من لسانه، ثم تدارك وقال إنها "دولة غربية". 

وأوضح خان أن تلك الرسالة هددت إسلام أباد بعواقب وخيمة في حال استمر هو في منصب رئيس الوزراء، لافتاً إلى أنّ الرسالة عبرت عن غضب الولايات المتحدة من زيارته الأخيرة إلى روسيا. 

وأشار خان إلى أنّه بعد تسلم الخارجية الباكستانية لتلك الرسالة، انطلقت عملية سحب الثقة منه، متهماً أحزاب المعارضة بالعمل لصالح تلك الدولة، "التي تدافع عنهم وتمولهم"، بحسب قوله. وأشار إلى أنّ أحزاب المعارضة "لا تقف في وجه السياسات الأجنبية، بينما أنا واقف في وجه تلك السياسات من أجل مصلحة البلاد".

وقال خان، في خطابه، إنه بعد أن تولى زمام الحكم في باكستان جعل تركيزه الأول والأخير على "وضع سياسة خارجية مستقلة تكون على أساس الدفاع عن سيادة البلاد واحترام الشعب، بينما كانت تتحرك الحكومات السابقة بإشارات دول أجنبية".

كما شدد خان على أنّ بلاده دفعت الكثير بسبب السياسات الخارجية السابقة، "التي كانت تقوم على أساس إرضاء الآخرين"، وأنه منذ أن تولى الحكم في البلاد، بدأ يتعامل مع جميع الدول "على أساس الاحترام المتبادل"، وفق قوله. 

وقبل خطاب خان، عقد مجلس الأمن الوطني اجتماعاً في إسلام أباد ناقش فيه الرسالة الأميركية وتداعياتها على سيادة الدولة، واعتبر المجلس الذي شاركت فيه القيادة العسكرية والسياسية (عدا الأحزاب المعارضة التي سلمت البرلمان قرار سحب الثقة) تلك الرسالة "تدخلاً سافراً في شؤون باكستان"، حسب بيان للمجلس. 

كما شدد المجلس على أنّ إسلام أباد سترد على تلك الرسالة عبر القنوات الدبلوماسية، وأنها "لا تقبل أي مساومة على سيادتها وأمن البلاد". وقال مستشار الأمن القومي الباكستاني معيد يوسف أمام الاجتماع إنّ "الرسالة خطيرة وتحوي دلالات أخطر على مستقبل البلاد، لذا لا بد من الرد عليها، في أطر الأعراف الدبلوماسية".

في غضون ذلك، كانت المعارضة الباكستانية تتوقع أن يتم التصويت على قرار سحب الثقة من رئيس الوزراء عمران خان في جلسة البرلمان، اليوم الخميس، ولكن بمجرد أن عقدت الجلسة، أعلن رئيس البرلمان أسد قيصر تأجيلها إلى يوم الأحد. 

وأشار في خطابه اليوم إلى أنه يحترم عملية التصويت على قرار سحب الثقة وأنه يحترم قانون البلاد مهما تكن النتيجة، غير أنه شدد على أنه سيقف "في وجه الضالعين في الفساد ومن يعمل لمصالح الأجانب".

وكان عدد أعضاء البرلمان المنتمين للمعارضة الذين حضروا الجلسة أكثر من 177، إضافة إلى نواب الحزب الحاكم الذين أعلنوا الولاء للمعارضة وعددهم 22، ما يعني أنّ خان فقد الأغلبية في البرلمان، وأنّ أيام حكومته معدودة.