رئيس الكونغرس اليهودي العالمي يحذر إسرائيل من خسارة الدعم

رئيس الكونغرس اليهودي العالمي يحذر إسرائيل من خسارة الدعم

25 اغسطس 2021
رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رون لاودر (ووجتك رادوانسكي/ فرانس برس)
+ الخط -

حذر رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رون لاودر من خسارة إسرائيل دعم يهود العالم بسبب السياسات التي تتبناها، تحت وطأة تأثير القوى الدينية واليمينية.

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أشار لاودر إلى أن قطاعات كبيرة من اليهود في الولايات المتحدة باتت تتبنى مواقف معادية لإسرائيل والصهيونية، لافتاً إلى أن ما يفاقم خطورة التحولات التي طرأت على اتجاهات مواقف اليهود في الولايات المتحدة، تحديداً من إسرائيل، حقيقة أنها تزامنت مع تعاظم التوجهات "التقدمية" هناك.

ولفت إلى أن استطلاعاً للرأي العام أجري أخيراً، دلّ على أن 34 بالمائة من الأميركيين يرون أن إسرائيل تتبنى سياسات عنصرية تجاه الفلسطينيين، في حين قال 25 بالمائة منهم إن إسرائيل دولة "فصل عنصري" (أبارتهايد). وأضاف أن هذه المعطيات تدلّ على أن نسبة تتراوح بين ربع وثلث الأميركيين يرون في إسرائيل "كياناً غير شرعي"، مشيراً إلى أن الكثير من الشباب الأميركي لا يرفض المستوطنات والاحتلال فقط، بل يرفض حق إسرائيل في الوجود.

وشدد على أن تطور الاتجاهات العدائية إزاء إسرائيل لدى يهود العالم، وتحديداً في الولايات المتحدة، يرجع إلى حقيقة أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء اليهود لا ينتمون إلى التيار الأرثوذكسي المتشدد، وهم يرون أن إسرائيل تتبنى مواقف عدائية إزاء معتقداتهم وقيمهم وأنماط حياتهم الشخصية.

وأوضح أن الشباب اليهودي في العالم لم يعد قادراً على التضامن مع إسرائيل بسبب سياساتها في الضفة الغربية وبسبب طابعها الديني، مشيراً إلى أن ثلاثة تحولات "تدميرية" أفضت إلى هذا الواقع الخطير، وعلى رأسها بروز التيار "التقدمي" الذي لم يعد يتماثل مع القيم والمواقف التي يعبر عنها الحزب الديمقراطي تجاه إسرائيل، فضلاً عن أن هذا التيار "لم يعد يرى في اليهود جزءاً من تحالف الأقليات، بل مركباً من الأغلبية البيضاء ذات الامتيازات"، في وقت ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة "عنيفة، عنصرية، وكولونيالية".

وبحسب لادور، فإن التحول الثاني، تمثل في التغييرات التي طرأت على مواقف يهود العالم من إسرائيل، مشيراً إلى أن الجيل الذي كان ينتمي إليه والده كان يرى في إسرائيل "كياناً مقدساً يتوجب عمل كل شيء من أجل الحفاظ على مصالحه، في حين أن الأمر مختلف تماماً عندما يتعلق الأمر بالجيل الذي يمثله أولادي وأحفادي".

وعزا تهاوي العلاقة بين الشباب اليهودي في أرجاء العالم وإسرائيل إلى ضعف الاهتمام بالثقافة اليهودية، "وخفوت تأثير ذكرى الكارثة وخيبة الأمل من طابع تعاطي إسرائيل مع الجاليات اليهودية"، مشيراً إلى أن هذا الواقع أفضى إلى تراجع الالتزام بإسرائيل ومصالحها لدى هؤلاء اليهود.

وأبرز أن التحول الثالث يتمثل في السياسات المتشددة التي تتبناها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وإصرارها على مواصلة الاحتلال وبناء المستوطنات.

وحسب لاودر، فإن أحد أهم أسباب القطيعة بين اليهود وإسرائيل تتمثل في خضوع الحكومات في تل أبيب لتأثير الأحزاب الدينية الأرثوذكسية المتشددة (الحريدية)، وهذا ما دفع هذه الحكومات إلى عدم الاستثمار في تعزيز العلاقة مع يهود العالم، الذين معظمهم ينتمون إلى التيار الليبرالي.

وأشار إلى أن ما تشهده الجامعات الأميركية ومواقع التواصل والجدل بين التجمعات اليهودية في أرجاء العالم، يمثل تهديداً للمشروع الصهيوني.

وضرب مثالاً بشابة يهودية أميركية دعيت أخيراً إلى حفل عشاء شبابي في حي "بروكلين"، حيث طلب منها المغادرة بعدما رفضت المواقف "المعادية" لإسرائيل التي عبّر عنها الشباب، الذين كان نصفهم من اليهود وبعدما أكدت أنها صهيونية.

وحث لادور كلاً من رئيس الوزراء نفتالي بينت ووزير الخارجية يئير لبيد إلى التدخل لإنقاذ العلاقة بين إسرائيل ويهود العالم. ولفت إلى أن استمرار الواقع الحالي يهدّد مستقبل الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي تُعدّ أمراً حيوياً لتل أبيب.