رئيس الشاباك يتهم نتنياهو بالمماطلة في مفاوضات غزة... و"حماس" تعلق

21 مارس 2025
رونين بار في القدس المحتلة، 27 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتهم رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتخطيط لإقالته لأسباب شخصية، مما يعيق كشف الحقائق في التحقيقات الجارية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواجه تحديات أمنية معقدة تجعل الإقالة غير مناسبة.

- أثارت محاولات إقالة بار جدلاً قانونيًا، حيث حذرت المستشارة القانونية من أن الإقالة دون إجراء منظم قد تُلغى في المحكمة العليا، مما يعكس التوترات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية.

- اعتبرت حركة حماس تصريحات بار دليلاً على تلاعب نتنياهو بملف المفاوضات وسعيه لإفشال أي اتفاق، مؤكدة أن نتنياهو هو العائق الحقيقي أمام أي صفقة تبادل.

عقدت الحكومة الإسرائيلية، مساء الخميس، جلستها لعزل رئيس جهاز الشاباك رونين بار من دون حضور الأخير شخصياً، لكنه بعث برسالة مكتوبة إلى الحكومة الإسرائيلية خلال الجلسة، وجه فيها اتهامات إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يعتزم إقالته من دون أسس قانونية، كاشفاً عن كواليس مماطلة نتنياهو في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وفي رسالته التي بعث بها إلى الوزراء، شرح رئيس الشاباك سبب عدم حضوره الاجتماع قائلاً إن "الردّ الجوهريّ على مثل هذه الادعاءات يتطلب عملية منظمة، تتضمّن تقديم الوثائق ذات الصلة، وليس عملية تبدو مُدبّرة ونتائجها محددة مسبقاً (...) هذه ادعاءات لا أساس لها، تُبنى على مصالح شخصّية، وتمنع كشف الحقيقة، سواء في ما يتعلق بالأحداث التي أدت إلى (هجوم السابع من أكتوبر) أو بالحوادث الخطيرة التي يحقق فيها الشاباك حالياً".

وجاء في رسالة بار: "دولة إسرائيل موجودة في فترة صعبة ومعقدّة بشكل خاص. 59 مختطفاً لا يزالون في قلب القطاع، حماس لم تخضع بعد، نحن في ذروة حرب متعدّدة الجبهات، واليد الإيرانية غائصة بعمق في قلب الدولة. إسرائيل قوية، مثابرة، مقاتلة، لكل من يتولى منصباً رسمياً مسؤولية هائلة، ومن العجب أن الحكومة، في هذا الوضع، تطلب اتخاذ قرارات ستؤدي نتائجها إلى إضعاف الدولة، سواء في الداخل أو الخارج".

وحول قرار نتنياهو إقالته، قال بار: "قرار إقالتي صيغ بادعاءات عامة لا تستند إلى أدلة، ما لا يتيح لي تقديم رد منظم، وجلسة الحكومة بشأن إقالتي لا تتماشى مع أحكام القانون وقواعده، وقرار العزل مرتبط بالتحقيق في حصول مقربين من نتنياهو على أموال".

وبشأن إبعاده عن فريق التفاوض الإسرائيلي، أكد رئيس الشاباك أن القرار كان "بهدف خوض مفاوضات لا تؤدي إلى صفقة"، وكشف أن نتنياهو كان يمنعه من لقاء الوزراء خلال السنة الماضية، في محاولة منه لحجب المعلومات التي تتعلق بالمفاوضات عن الحكومة الإسرائيلية.

وفي وقت سابق، حذّر مسؤول كبير في محيط المستشارة القانونية للحكومة، وفق ما أوردته وسائل إعلام عبرية منها صحيفة معاريف، من أن إقالة رئيس الشاباك من دون إجراء منظّم، كما هو محدد في رأي المستشارة القانونية للحكومة، ستكون خاطئة في جوهرها، وستُلغى في المحكمة العليا. كما أرسل نائب المستشارة القضائية للحكومة غيل ليمون، الأربعاء، رسالة شديدة اللهجة إلى سكرتير الحكومة يوسي فوكس بشأن النقاش الذي جرى يوم الثلاثاء في جلسة الحكومة حول إقالة رئيس الشاباك رونين بار.

وأوضحت المستشارة القانونية للحكومة بهراف-ميارا، في الجلسة المذكورة، أن إقالة بار يمكن أن تحصل فقط بناءً على توصية لجنة غرونيس، وهي اللجنة الاستشارية للتعيينات في المناصب الرفيعة. بالمقابل، قدّم فوكس، وهو محامٍ بمهنته، وجهة نظر قانونية معاكسة، مفادها أنه لا توجد ضرورة لعرض مسألة الإقالة على اللجنة، وعلى خلفية ذلك، أرسل ليمون، مساء الأربعاء، الرسالة المذكورة.

حماس: تصريحات رئيس الشاباك تؤكد تلاعب نتنياهو بالمفاوضات

من جانبها، قالت حركة حماس إن تصريحات رئيس جهاز "الشاباك"، "تكشف تلاعب المجرم (بنيامين) نتنياهو المتعمد بملف المفاوضات، وسعيه لإفشال أي اتفاق، ثم تعطيله بعد التوصل إليه، لأهدافه السياسية الخاصة".

وأضافت الحركة في بيان أن "هذه الاعترافات من داخل قيادة الاحتلال تؤكد أن نتنياهو كان ولا يزال هو العائق الحقيقي أمام أي صفقة تبادل"، مشيرة إلى أن "محاولات نتنياهو إبعاد شخصيات أمنية مؤثرة عن المفاوضات، تعكس أزمته الداخلية وأزمة الثقة المتفاقمة بينه وبين منظومته الأمنية، وتكشف عدم جديته في التوصل إلى اتفاق حقيقي".

وتابع البيان: "لقد أكدت تصريحات رئيس الشاباك أن نتنياهو سعى إلى هندسة مفاوضات شكلية تُستخدم للمماطلة وكسب الوقت، دون التوصل إلى نتائج ملموسة. على المسؤولين الأميركيين الكف عن تحميل حماس مسؤولية تعطيل الاتفاقات، وتوجيه الاتهام لنتنياهو، ومسؤوليته المباشرة عن استمرار معاناة الأسرى وعائلاتهم". وحمّلت الحركة "المجرم نتنياهو وحكومته المتطرفة المسؤولية الكاملة عن إطالة معاناة أسراها وعائلاتهم"، مؤكدة أن "الطريق الوحيد للإفراج عن الأسرى هو وقف العدوان والعودة للمفاوضات، وتنفيذ الاتفاق بعيداً عن المناورات السياسية الفاشلة".

المساهمون