رئيس الحكومة اليمنية يعود إلى عدن بعد 6 أشهر من الغياب الإجباري

رئيس الحكومة اليمنية يعود إلى عدن بعد 6 أشهر من الغياب الإجباري

28 سبتمبر 2021
رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك (Getty)
+ الخط -

عاد رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معين عبد الملك، مساء الثلاثاء، إلى العاصمة المؤقتة عدن، وذلك بعد 6 أشهر من الغياب الإجباري وفي خضم ظروف استثنائية وغليان شعبي غير مسبوق تعيشه المناطق الخاضعة لنفوذ الحكومة الشرعية.  

وأكد مصدر في مجلس الوزراء، لـ"العربي الجديد"، أن عبد الملك وصل إلى قصر معاشيق الرئاسي برفقة عدد من المسؤولين وتحت حماية من القوات السعودية، على أن يلحق به باقي الوزراء الذين وصلوا إلى مدينة سيئون في محافظة حضرموت.  

ولم تعلن الحكومة اليمنية رسميا وصول عبدالملك إلى عدن، ونظراً للظروف الأمنية، كان من اللافت أن الإعلان الحكومي عن وصول رئيس الوزراء إلى محافظة شبوة مساء أمس الإثنين، جاء بعد انتهاء الزيارة التي استمرت لعدة ساعات وانتقاله إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.  

ولا تُعرف ما هي الضمانات التي تلقتها الحكومة اليمنية من الوسطاء السعوديين من أجل العودة إلى عدن، حيث كانت تشترط على رعاة اتفاق الرياض وكذلك المجتمع الدولي، وجود ضمانات حقيقية من المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا بعدم التدخل في مؤسسات الدولة أو محاولة فرض أمر واقع.  

ومنذ المغادرة الإجبارية لرئيس الحكومة لعدن أواخر مارس/آذار الماضي جراء اقتحام عناصر انفصالية قصر معاشيق الرئاسي، شهدت العلاقة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، الذي يشارك في حكومة المحاصصة بـ 5 حقائب وزارية، احتقانا واسعا واتهامات متبادلة بالانقلاب على تفاهمات اتفاق الرياض.  

وكان الفريق الحكومي المفاوض في اتفاق الرياض، قد اتهم الانفصاليين في يوليو/تموز الماضي بـ "التدخل المباشر وغير المشروع في عمل مؤسسات الدولة، وإصدار القرارات المخالفة للقانون، وإصدار التوجيهات المباشرة لقيادات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن، والاستمرار في تعطيل مؤسسات الدولة وفرض سلطة الأمر الواقع". 

وأثارت القرارات التي أصدرها محافظ عدن الموالي للانفصاليين، أحمد حامد لملس، بتعيينات في المكاتب التنفيذية، حفيظة الحكومة اليمنية، والتي قالت إنها ليست من اختصاصه وتعد على الدستور والقوانين ومخالفة صريحة لاتفاق الرياض، حيث تطالب الشرعية بالعدول عنها.  

وخلافا للأزمة السياسية مع المجلس الانتقالي، تواجه الحكومة الشرعية ظروفا استثنائية في المجالات العسكرية والاقتصادية، مع سيطرة الحوثيين على عدد من المديريات في شبوة ومأرب، فضلا عن الانهيار القياسي للعملة المحلية أمام الدولار وما نتج عنه من غليان شعبي وتظاهرات غاضبة في عدد من المدن.  

وكان رئيس الحكومة اليمنية، قد أقر مساء أمس الإثنين، بصعوبة المرحلة، وشدد على أهمية المكاشفة والمصارحة لتجاوز أي انتكاسات وعدم تكرارها، وذلك في كلمة له مع قيادات محافظة شبوة. 

"الانتقالي" يرحّب

وعلى الفور، رحب المجلس الانتقالي الذي يسيطر على عدن، بعودة رئيس الحكومة اليمنية، واعتبرها واحدة من مطالبه التي عبّر عنها خلال الأشهر الماضية لغياب الحكومة غير المبرر، وفقاً لبيان رسمي. 

ودعا المتحدث الرسمي للانتقالي، علي الكثيري، الحكومة إلى "القيام بمهامها وتحمّل مسؤولياتها التي شُكّلت من أجلها وفي طليعة ذلك معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية ودفع المرتبات بشكل فوري".  

وعلى الرغم من شراكته في حكومة المحاصصة، إلا أن المجلس الانتقالي يحاول ممارسة الوصاية على الحكومة بتوجيهها لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والخدمية ودفع المرتبات، فيما يرفض أي تدخل منها في الشؤون السياسية والعسكرية والأمنية.