رئيس الحكومة الجزائرية يزور تونس لإحياء ذكرى "الدم المشترك"

رئيس الحكومة الجزائرية يزور تونس لإحياء ذكرى "الدم المشترك" في "ساقية سيدي يوسف"

08 فبراير 2022
رئيس الحكومة الجزائرية وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن (Getty)
+ الخط -

يزور رئيس الحكومة الجزائرية وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن تونس، اليوم الثلاثاء، للإشراف مع رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، على إحياء الذكرى الـ64 لأحداث "ساقية سيدي يوسف"، وإجراء محادثات حول التعاون الاقتصادي والتجاري وملف تنمية المناطق الحدودية بين البلدين. 

وتحيي الجزائر وتونس في الثامن من فبراير/شباط كل عام، ذكرى قصف القوات الفرنسية في 1958 لقرية ساقية سيدي يوسف، القرية التونسية الواقعة في الحدود مع الجزائر، والتي تتبع محافظة الكاف. وقُصفت القرية حين كانت القوات الفرنسية تلاحق الثوار الجزائريين لمنعهم من توريد السلاح عبر الحدود من تونس، وكانت القرية تضم لاجئين جزائريين يعيشون فيها، ما أدى إلى اختلاط الدم بين الشعبين الجزائري والتونسي، الأمر الذي جعل من الذكرى محطة بارزة للنضال المشترك والأخوّة بين الجزائر وتونس.

وأفاد بيان لرئاسة الحكومة الجزائرية بأن أيمن بن عبد الرحمن، الذي سيرافقه وزير الداخلية وزير المجاهدين (قدماء ثورة التحرير)، سيجري مع نظيرته التونسية نجلاء بودن محادثات حول واقع وآفاق تطوير العلاقات الثنائية، خصوصاً فيما يتصل بتنمية المناطق الحدودية بين البلدين، كما سيتم التطرق إلى ملفات التعاون بين البلدين والتحضير للاستحقاقات المشتركة على غرار الاجتماع الـ 22 للجنة المشتركة بين البلدين المقرر عقده هذا العام في تونس، بعدما كانت اللجنة السابقة عقدت في الجزائر.

وحرصت الجزائر على رفع مستوى التمثيل في الاحتفال بالذكرى هذا العام، إلى مستوى رئيس الحكومة، فيما كان في السابق يتم على مستوى وزراء الداخلية أو مسؤولي قطاعات وزارية أخرى، في سياق مناكفة سياسية حادة ومستمرة بين الجزائر وفرنسا في ملف التاريخ الاستعماري والذاكرة.

وتسعى الجزائر إلى إثارة قضايا وملفات وحوادث تورطت فيها قوات الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري، سواء في الداخل أو في مناطق مختلفة، كالتهجير إلى كاليدونيا الجديدة أو قمع العمال والمهاجرين الجزائريين في باريس، أو قصف القرى التونسية الحدودية وزرعها بالألغام لمنع تسلل الثوار والأسلحة. 

وجرى القصف الفرنسي في الثامن من فبراير/شباط 1958بحجة ملاحقة الثوار الجزائريين، وباستخدام طائرات "بي- 26" وطائرات "ميسترال"، ما أسفر عن سقوط نحو مائة ضحية وما يربو على 130 جريحا. وتستفيد بلدة ساقية سيدي يوسف التونسية على الحدود الجزائرية، للاعتبارات التاريخية السابقة، من تموين مباشر بالغاز من الجزائر، كما تحظى مشاريع البنية التحتية فيها بشكل مستمر لدعم من الجزائر، اعترافا بالتضحية المشتركة للشعبين.

لكن خطط تنمية المناطق الحدودية بين البلدين مازالت بطيئة جداً، إذ مازالت القرى الحدودية بين الجزائر وتونس تعيش ظروفا وأوضاعا اقتصادية واجتماعية قاسية، وكانت تعيش أغلبها على أنشطة التهريب في ظل غياب مشاريع اقتصادية، لكن الأوضاع ازدادت تعقيدا منذ قرار إغلاق الحدود بين البلدين في مارس/آذار 2020، بسبب الأزمة الوبائية وتشديد السلطات الجزائرية على تدابير مكافحة التهريب على الحدود.