رئيسة جورجيا تتظاهر ضد الحزب الحاكم عشية انتهاء ولايتها

15 ديسمبر 2024
خلال تظاهرة في تبليسي شاركت فيها رئيسة البلاد، 14 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شاركت رئيسة جورجيا، سالومي زورابشفيلي، في تظاهرة في تبليسي ضد سياسات حزب الحلم الجورجي الحاكم، ورفضاً لانتخاب ميخائيل كافالاشفيلي رئيساً، مؤكدة دعمها للمتظاهرين وتأجيل إضاءة شجرة عيد الميلاد كجزء من الاحتجاجات.
- تتهم المعارضة الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات العامة وتنفيذها "على الطريقة الروسية"، مع تغيير الدستور لانتخاب الرئيس من قبل هيئة خاصة. حاول الحزب تهدئة الأوضاع بتحويل منطقة روستافيلي إلى ساحة احتفالات.
- حصل كافالاشفيلي على 224 صوتاً في انتخابات قاطعتها المعارضة، بينما أعرب الملياردير إيفانشفيلي عن تفاؤله بمستقبل البلاد، وأكد رئيس الحكومة على ضرورة القضاء على "الفاشية الليبرالية".

شاركت رئيسة جورجيا سالومي زورابشفيلي، التي ستنتهي ولايتها يوم غد الاثنين، في تظاهرة حاشدة أمام مبنى البرلمان في العاصمة تبليسي، الليلة الماضية، حالت دون الاحتفال بإضاءة شجرة عيد الميلاد كما كان مقرراً، وذلك احتجاجاً على سياسات حزب الحلم الجورجي الحاكم المتسقة مع مصالح موسكو، وتنديداً بانتخابه لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافالاشفيلي، أمس السبت، رئيساً جديداً للبلاد.

وخاطبت زورابشفيلي المتظاهرين بالقول: "إننا معاً في السراء والضراء، وإذا احتفلنا فسنحتفل معاً.. لن يحدث شيء هذا المساء، وأنا هنا معكم حتى لا يحدث أي استفزاز.. لقد جرى تأجيل إضاءة شجرة رأس السنة الجديدة اليوم، وأعتقد أنهم سيأتون للنيل مني في يوم القديسة باربرا.. أتمنى أن تكونوا مسالمين.. أنا معكم.. أنتم في قلبي".

وكانت الحكومة الجورجية تتجه إلى إعلان حالة الطوارئ لفض الاحتجاجات اليومية التي يشهدها هذا البلد القوقازي منذ إعلان نتائج الانتخابات العامة يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول، وتتهم زورابشفيلي وأحزاب المعارضة الموالية للغرب "الحلم الجورجي" بتزوير نتائجها، وبإجرائها "على الطريقة الروسية"، إلا أن حاكم الظل، الرئيس الفخري للحزب الحاكم بدزينا إيفانشفيلي، قرر استخدام ورقة أخيرة قبل اللجوء إلى هذا القرار، وهي اللعب على وتر "احتفالات الميلاد" عبر تحويل منطقة روستافيلي، حيث يقع مجلس النواب، إلى ساحة احتفالات، الأمر الذي نجح المتظاهرون في عرقلته.

كما كان رئيس بلدية تبليسي كاخا كالادزة قد صرح، يوم الجمعة، بقوله: "لا يحق لأحد أن يحرم الأطفال من الفرحة التي تجلبها الشوارع المزينة وشجرة عيد الميلاد"، مؤكداً اعتزام البلدية إضاءة شجرة عيد الميلاد ليل السبت، وبدء الاحتفالات رغماً عن إرادة المتظاهرين.

جدير بالذكر أن الحزب الحاكم غيّر دستور البلاد بحيث لم يعد بالإمكان انتخاب الرئيس من قبل الشعب بشكل مباشر، بل من قبل هيئة مكونة من 300 شخص، تضم أعضاء من مجلس النواب إلى جانب موفدي الأقاليم. ومن المقرر أن يُنصَّب كافالاشفيلي في قصر أوربيلياني الرئاسي يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري، إلا أن زورابشفيلي سبق أن صرحت بأنها لن تغادر القصر الرئاسي لأنه "لا يمكن لبرلمان غير شرعي انتخاب رئيس للبلاد"، على حد تعبيرها.

وقد حصل كافيلاشفيلي على 224 صوتاً من أصل 300 صوت لأعضاء الهيئة الانتخابية، وكان هو المرشح الوحيد في هذه الانتخابات التي قاطعتها المعارضة مؤكدة أنها لن تعترف بها، ومعربة عن إصرارها على بقاء الرئيسة الحالية سالومي زورابشفيلي في منصبها حتى إعادة إجراء انتخابات البرلمان تحت إشراف دولي.

من جانبه، قدم الملياردير إيفانشفيلي تهانيه إلى الرئيس الجديد واصفاً إياه بأنه "زعيم جورجي وطني"، ومعرباً عن تفاؤله بمستقبل البلاد تحت رئاسته. وأضاف: "بعد تنصيب ميخائيل كافيلاشفيلي، سينتهي عصر الاستقطاب والانقسام والتطرف"، على حد قوله. كما أعلن رئيس الحكومة إيراكلي كوباخيدزه، في خطابه عقب التصويت لصالح مرشح الرئاسة الوحيد، أن القضاء على "الفاشية الليبرالية" في جورجيا باتت "مهمة وطنية"، متهماً أحزاب المعارضة والمنظمات غير الحكومية بنشر "دعاية القبح"، ومتعهداً بالقضاء على نفوذها.

وأضاف: "لا بد من القضاء على الأحزاب السياسية التي تروج للفاشية الليبرالية في جورجيا، وهي الأحزاب الأربعة المعروفة، والمنظمات غير الحكومية الثرية.. كل هذا يجب أن يتوقف، ونحن نتحمل المسؤولية الكاملة للقيام بكل ما في وسعنا لتحقيق ذلك".

وكان الحزب الحاكم قد هدد بحظر أحزاب المعارضة في أكثر من محطة. كما دعا إيفانشفيلي، خلال مقابلة على قناة "إيميدي" الموالية للحكومة يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول، إلى حظر هذه الأحزاب، والتخلص من "حملة الأيديولوجيات الليبرالية"، مضيفاً: "يجب حظر أولئك الذين هم أعداء الشعب والبلاد".