رئيسة جورجيا السابقة تعلن إنشاء "منصة مقاومة" لإسقاط الحزب الحاكم
استمع إلى الملخص
- تشهد جورجيا تظاهرات ليلية مستمرة منذ الانتخابات العامة في أكتوبر، وسط اتهامات بتزوير النتائج وتوتر مع روسيا بعد تصريحات مؤسس حزب "الحلم الجورجي" حول الاعتذار لموسكو عن حرب 2008.
- اعتقلت الشرطة بعض الناشطين خلال التظاهرات، محذرة من العنف، وتصاعدت الاحتجاجات بعد تعليق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى 2028، مما أثار استياء المواطنين.
تحت شعار "ربيع الشعب قادم"، احتشد آلاف المتظاهرين في جادة روستافيلي بالعاصمة الجورجية تبليسي حيث يقع مبنى البرلمان، مساء الاثنين، وذلك في ذكرى استفتاء استقلال جورجيا عن الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991. وخاطبت الرئيسة السابقة للبلاد سالومي زورابيشفيلي المتظاهرين معلنة إنشاء "منصة مقاومة" بمشاركة كل الأحزاب السياسية المؤيدة لانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، لمواصلة التظاهرات من أجل "إجراء انتخابات جديدة ونزيهة"، و"إطلاق سراح السجناء السياسيين".
وقالت زورابشفيلي، الموالية للغرب: "أعلن اليوم عن إنشاء منصة مقاومة بمشاركة الطيف السياسي الموالي لأوروبا.. وستكون هذه المنصة مفتوحة أمام جميع الأحزاب والمنظمات المؤيدة لأوروبا، والمستعدة لتجاوز خلافاتها السياسية"، مشيرة إلى أن لهذه التظاهرة قيمة رمزية، كونها جاءت لإحياء ذكرى مرور 34 عاماً على إجراء الجورجيين استفتاء لاستعادة استقلال البلاد.
وأضافت: "حتى اليوم، يقف هذا الحشد المسالم في روستافيلي وفي مختلف شوارع مدننا لمقاومة الظلم والعنف والاستعباد... إنكم تقفون هنا في برد الشتاء، وتحت الأمطار بأيديكم العارية، في مواجهة مضطهدين بلا روح، بالعزيمة نفسها، ترفضون السماح لنظام أجنبي بفرض سيادته علينا... لقد تم تهديدنا، لكنكم تواصلون هذا النضال من أجل الحرية والاستقلال والمستقبل الأوروبي".
وتشهد جورجيا، التي يحكمها حزب الحلم الجورجي الموالي لموسكو، تظاهرات ليلية مستمرة منذ إعلان نتائج الانتخابات العامة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ تتهم المعارضة الحزب الحاكم بتزوير نتائجها، لكن لتظاهرة الليلة الماضية أهمية خاصة، ولا سيما أنّ مؤسس "الحلم الجورجي" بدزينا إيفانيشفيلي سبق أن أعلن استعداد بلاده للاعتذار لموسكو عن حرب العام 2008، والتي أفضت إلى احتلال روسيا 20% من أراضي البلاد في إقليمي أوسيتيا وأبخازيا.
وفي هذا الصدد، صرّحت زورابشفيلي في حديثها للقناة الأولى: "روسيا هي التي اعتدت علينا، لقد فعلت ذلك أكثر من مرة... روسيا هي التي عبرت الحدود". وأضافت: "أريد أن أعتذر للجيش الجورجي، لأنّ الجيش الجورجي هو ما يستند إليه هذا البلد، وهو ما سنبقى نستند إليه".
ونشرت ناتيا جومبيريدزه، وهي من قدامى المحاربين في قوات الدفاع الجورجية، على وسائل التواصل الاجتماعي: "أنا واحدة من المحاربين القدامى في حرب العام 2008، أؤكد أن روسيا هي التي بدأت الحرب، روسيا هي العدو، روسيا هي المحتل... إنّ التستر على هذا أو إنكاره محاولة مخزية وخيانة!".
وخلال التظاهرة اعتقلت قوات الشرطة الناشطين جيورجي تسوتسكولاوري وساندرو ليبارتيلياني، ولا يزال مكان احتجازهما مجهولاً. وكانت وزارة الداخلية قد حذرت المتظاهرين في وقت سابق، داعية إياهم إلى التعبير عن احتجاجهم سلمياً.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إنّ "بعض المشاركين في الاحتجاج استخدموا الألعاب النارية وأطلقوها باتجاه مبنى البرلمان، وهو عمل غير قانوني وفقاً للمادة 11، الفقرة 2 من قانون جورجيا بشأن التجمعات والتظاهرات". ودعت الوزارة المنظمين والمشاركين في الاحتجاج للتعبير عن احتجاجهم في حدود القانون، مهددة بأنّ الشرطة "ستردّ بشكل مناسب على كل انتهاك".
جدير بالذكر أنّ وتيرة التظاهرات المستمرة التي تشهدها جورجيا تصاعدت في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حين أعلن رئيس وزراء البلاد إيراكلي كوباخيدزه تعليق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028، متهماً بروكسل بـ"ابتزاز" حزب الحلم الجورجي الحاكم، إذ قال: "قررنا عدم طرح قضية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على جدول الأعمال حتى نهاية عام 2028". وفي المقابل، تؤكد استطلاعات الرأي المحلية أن أكثر من 80% من سكان البلاد يؤيدون المسار الأوروبي.