رؤساء أركان دول "إيكواس" يجتمعون الخميس والجمعة لبحث الوضع في النيجر

15 اغسطس 2023
لم تفلح المجموعة الأفريقية حتى اليوم في اتخاذ قرار حاسم حيال الانقلاب (أسوشييتد برس)
+ الخط -

يجتمع رؤساء أركان جيوش الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الخميس والجمعة المقبلين في غانا لبحث تدخل عسكري محتمل في النيجر، وفق ما أفادت مصادر عسكرية وسياسية إقليمية لوكالة فرانس برس، اليوم الثلاثاء.

وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع السبت لكن تم إرجاؤه "لأسباب فنية".

ويأتي موعده الجديد بعد أسبوع من قرار قادة الجماعة نشر "قوة احتياط" تابعة لإيكواس لاستعادة الانتظام الدستوري في النيجر في أعقاب انقلاب 26 يوليو/تموز على الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم، من دون تحديد جدول زمني لهذا التدخل المحتمل.

في غضون ذلك، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حلّ سلمي لأزمة الانقلاب في النيجر، وذلك خلال اتصال الثلاثاء مع أسيمي غويتا رئيس المجلس العسكري في مالي التي سبق أن حذّرت دول غرب أفريقيا من أي تدخل عسكري في نيامي.

وقال الكرملين إن الاتصال تخلله "تشديد على أهمية حلّ الوضع المتعلق بجمهورية النيجر بالوسائل السلمية والسياسية حصراً".

شبح "فاغنر"

وكتب غويتا على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن بوتين "شدد على أهمية التوصل لحل سلمي للوضع من أجل منطقة ساحل أكثر استقراراً".

وتخشى القوى الغربية أن يمضي انقلاب النيجر في طريق مالي المجاورة  نفسه، والتي استعان قادتها بمجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة لمساعدتهم في قتال تمرد، بعد إطاحتهم بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً، قبل ثلاثة أعوام، وطردهم القوات الفرنسية.

ودعا بوتين إلى عودة النظام الدستوري في النيجر، بينما رحب يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة "فاغنر" بالانقلاب.

J'ai eu un entretien téléphonique avec le Président Poutine. Nous avons évoqué la situation du Niger. Il a souligné l'importance d'un règlement pacifique de la situation pour un sahel plus stable. pic.twitter.com/po6U2meRw1

— Colonel Assimi GOITA (@GoitaAssimi) August 15, 2023

ويتزايد التأييد لروسيا في النيجر على ما يبدو منذ انقلاب يوم 26 يوليو/ تموز، إذ لوح أنصار المجلس العسكري بالعلم الروسي في تجمعات عدة.

"مذابح"

من جهة أخرى، تحدّث وزير خارجية رئيس النيجر محمد بازوم، عن "مذابح" في العاصمة نيامي، من دون تحديد الجهة التي تتعرّض إليها.

وقال الوزير حسومي مسعودو، في مقابلة أجرتها معه محطتا "راديو فرانس إنترناسيونال" الإذاعية و"فرانس 24" التلفزيونية: "حالياً في نيامي هناك مذابح مع جحافل من الشباب المدفوعين بالكراهية العنصرية والإثنية. لهذا السبب من الملحّ وضع حد لذلك وإعادة النيجر إلى مسار السلام والاستقرار والتقدم الاقتصادي". لكن مسعودو لم يحدد الجهة التي تتعرّض لهذه "المذابح".

وأضاف: "الخطاب الذي أطلق العنان له في نيامي هو الخطاب العنصري، خطاب التعصّب"، وتابع: "يجب وضع حد لهذا الخطر الذي يهدّد تماسك بلدنا، لهذا السبب يجب أن نتحرك بسرعة ونضع حداً سريعاً لما حدث للتو".

ورداً على سؤال حول التظاهرات المؤيدة للجيش، قلّل مسعودو من أهمية هذه التحرّكات، وقال: "من يتحدثون علانية هم مؤيدو المجلس العسكري، لأنّ الآخرين هم تحت تهديد إطلاق النار والرصاص"، واصفاً المشهد بأنه بين "أشخاص مسلحين ضد أشخاص عزّل".

من جهة أخرى، رفض مسعودو بشدّة اتهامات "الخيانة العظمى" التي أطلقها النظام العسكري بحق الرئيس المخلوع.

وقال الوزير: "المجموعة العسكرية لا تتمتّع بأي شرعية للحكم على أي شخص. ما ارتكبته هو أكثر من مجرّد خيانة، إنه عمل إجرامي".

وشدّد مسعودو على أن العسكريين "لا يمكنهم أن يدّعوا الصفة الأخلاقية لإصدار أحكام على أحد"، وأضاف: "من الغريب والسريالي سماع هؤلاء يتحدّثون عن محاكمة الرئيس بازوم".

النظام العسكري يستدعي سفير النيجر في أبيدجان

من جانب آخر، أعلن قادة الانقلاب، في بيان، الاثنين، استدعاء سفير النيجر في أبيدجان بعد تصريحات للرئيس العاجي الحسن وتارا اعتبر الانقلابيّون أنّها ترقى إلى حدّ "الإشادة بالعمل المسلّح" ضدّ نيامي.

وفي إشارة منهم إلى الضوء الأخضر الذي أعطته الدول المجاورة للنيجر في غرب أفريقيا لتدخّل مسلّح مُحتمل بهدف استعادة الديمقراطية في البلاد، ندّد العسكريّون الانقلابيّون بـ"حماسة" وتارا "لرؤية هذا العدوان غير القانوني والعبثي ضدّ النيجر يتحقّق".

ولدى عودته، الخميس، من قمة للجماعة الاقتصاديّة لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في أبوجا، قال وتارا إنّ رؤساء الدول اتّفقوا على أنّ عمليّة عسكريّة يجب أن "تبدأ في أقرب وقت" من أجل إعادة رئيس النيجر محمد بازوم إلى منصبه.

وأعلن واتارا أن ساحل العاج ستوفر "كتيبة" تضمّ بين 850 و1100 عنصر، وقال: "يمكن للانقلابيين أن يقرروا المغادرة صباح الغد، ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم"، مضيفاً: "نحن مصممون على إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه".

واعتبر "المجلس الوطني لحماية الوطن" الذي تولّى السلطة في نيامي أنّ هذا "التسرّع يشهد على التلاعب الذي دبّرته بعض القوى الخارجيّة"، من دون أن يسمّيها.

وقال في بيان "لهذا السبب يُعبّر المجلس الوطني لحماية الوطن وحكومة النيجر عن رفضهما التامّ للتصريحات التي أدلى بها" وتارا "والتي تتجاوز الموقف المشترك" لإيكواس و"قرّرا استدعاء سفير النيجر في أبيدجان للتشاور".

بلينكن: لا تزال هناك "مساحة للدبلوماسية"

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء انه لا تزال هناك فرصة للدبلوماسية لإعادة الأمور إلى نصابها في النيجر.

وصرح بلينكن للصحافيين "لا نزال نركز بشدة على الدبلوماسية لتحقيق النتائج التي نريد، أي عودة الانتظام الدستوري. وأعتقد أنه لا تزال هناك مساحة للدبلوماسية لتحقيق هذه النتيجة".

وأضاف: "الضغط الذي تمارسه دول عدة بما في ذلك عبر إيكواس على القادة العسكريين المسؤولين عن تعطيل الانتظام الدستوري في النيجر يتزايد".

وتابع بلينكن "أعتقد أنه ينبغي أن يأخذوا ذلك في الاعتبار، وكذلك حقيقة أن أفعالهم أدت إلى عزلهم عن المنطقة والعالم".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)