ذكرى التدخل السوفييتي في أفغانستان... خصوم الأمس أصدقاء اليوم

25 ديسمبر 2024
جنود سوفييت يجوبون شوارع كابول، 25 إبريل 1988 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يصادف اليوم ذكرى مرور 45 عاماً على التدخل السوفييتي في أفغانستان، الذي بدأ في 25 ديسمبر 1979 لدعم الحكومة الأفغانية الموالية للسوفييت، مما أدى إلى نزاع مع "المجاهدين الأفغان" المدعومين من دول عدة، واستمر لعقد كامل حتى انسحاب القوات السوفييتية في 1989.

- التدخل السوفييتي تسبب في مقتل مليوني أفغاني وتهجير 6 ملايين، بينما تكبد الجيش السوفييتي خسائر تجاوزت 14 ألف قتيل، مما ساهم في استنزاف الدولة السوفييتية وانهيارها في 1991.

- تتزامن الذكرى مع جهود روسيا للاعتراف بحكومة طالبان، وسط تحسن العلاقات بين موسكو وكابول بعد انسحاب القوات الأميركية في 2021.

يصادف اليوم الأربعاء ذكرى مرور 45 عاماً على بدء التدخل السوفييتي العسكري في أفغانستان الذي يُعَدّ من المحطات المفصلية للمرحلة المتأخرة من تاريخ الدولة السوفييتية. واللافت أن هذه الذكرى تتزامن هذه المرة مع مضي السلطات الروسية قدماً في تمرير قانون يضع آلية لشطب تنظيمات من قوائم الإرهاب، تمهيداً للاعتراف الرسمي بحكومة حركة "طالبان" الأفغانية، وسط زخم ملحوظ تشهده العلاقات بين موسكو وكابول منذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في عام 2021.

بدأ التدخل العسكري السوفييتي في أفغانستان في 25 ديسمبر/كانون الأول 1979 بقرار من المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي الذي أرجعه إلى دوافع "تقديم الدعم الدولي للشعب الأفغاني" واستجابة لطلبات متكررة تقدمت بها القيادة الأفغانية الموالية للاتحاد السوفييتي خشية من سقوطها. ورغم أن حكومة "الحزب الديمقراطي الشعبي" ذي المرجعية الشيوعية الذي تولى زمام السلطة في أفغانستان بعد الحرب الأهلية في عام 1978، حظيت بدعم الاتحاد السوفييتي، إلا أن إقدامها على كسر العادات الشعبية والتقاليد الإسلامية أثارت موجة من المقاومة سرعان ما تطورت إلى نشوب نزاع بين القوات الحكومية وعناصر المعارضة المسلحة المعروفة إعلامياً باسم "المجاهدين الأفغان". وحينها، حظي المجاهدون بدعم من بعض الدول العربية والصين، وحتى الولايات المتحدة، قبل أن تتدخل واشنطن نفسها عسكرياً في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

واستمر تدخل موسكو في أفغانستان لعقد كامل تقريباً، إذ جرت عملية انسحاب القوات السوفييتية بشكل كامل خلال الفترة من 15 مايو/أيار 1988 إلى 15 فبراير/شباط 1989، وذلك بمبادرة من آخر زعماء الاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، الذي أطلق في عام 1985 برنامج إصلاحات البيريسترويكا، وعمل جاهداً على تقليص الوجود العسكري السوفييتي في الخارج وإنهاء عزلة بلاده على الساحة الدولية. وفي نهاية عام 1989، دان المؤتمر الثاني لنواب الشعب للاتحاد السوفييتي إرسال القوات إلى أفغانستان، بينما وصف غورباتشوف هذا التدخل في وقت لاحق بأنه كان خطأً سياسياً.

ويقدَّر عدد الضحايا الأفغان جراء التدخل السوفييتي بما يصل إلى مليوني قتيل ونحو 6 ملايين لاجئ، ولكن الجيش السوفييتي تكبّد هو الآخر خسائر فاقت 14 ألف قتيل، ويعد من العوامل التي ساهمت في استنزاف الدولة السوفييتية وعجلت بانهيارها بلا رجعة في عام 1991. إلا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دافع في بداية عام 2015 عن التدخل السوفييتي في أفغانستان، مرجعاً إياه إلى وجود "تهديدات حقيقية"، مع إقراره بوقوع "أخطاء كثيرة". أشهر معدودة كانت تفصل العالم حينها عن بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية في 30 سبتمبر/أيلول من العام ذاته، في أول عملية من نوعها شنتها روسيا ما بعد السوفييتية بعيداً عن حدودها. ومع ذلك، لم يستطع تدخل روسيا منع سقوط نظام حليفها، بشار الأسد، بعد مرور تسع سنوات أخرى، وسط انتشار صور لانسحاب الوحدات الروسية من قواعدها في العمق السوري.

المساهمون