ذروة تصعيد جديدة بين التحالف والحوثيين: وعيد متبادل بهجمات أعنف

ذروة تصعيد جديدة بين التحالف والحوثيين: وعيد متبادل بهجمات أعنف

23 ديسمبر 2021
مقاتلون من جماعة الحوثيين (Getty)
+ الخط -

تبادل التحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثيين، يوم الخميس، تهديدات مضادة بهجمات وشيكة على نطاق أوسع، فيما تصدى الجيش اليمني لهجمات عنيفة في الأطراف الجنوبية والغربية لمحافظة مأرب.  

وبعد ساعات من وعيد حوثي لدول التحالف الذي تقوده السعودية بـ"مصير أسود ومحرقة تسحق العروش"، لوح التحالف بهجوم وشيك على مواقع مفترضة لجماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء، وأمهلها 6 ساعات لسحب الأسلحة من ملعب الثورة الرياضي، قبل إسقاط الحصانة القانونية عن المنشأة المدنية.  

وذكر التحالف أن المهلة تسري ابتداء من الثامنة من مساء يوم الخميس بتوقيت مكة المكرمة، لافتا في بيان إلى أنه سيسقط الحصانة عن الملعب إذا لم ينصع الحوثيون لأحكام القانون الدولي الإنساني، وفقا لبيان نشرته وكالة "واس" الرسمية.  

وفي أول رد من الحوثيين على مهلة التحالف، طالب القيادي البارز في الجماعة، محمد علي الحوثي، بنزول فريق أممي إلى الملعب لمعاينته والتحقق من وجود أسلحة.  

وقال الحوثي، في تغريدة على "تويتر"، إنه "في حال وجد الفريق طائرات مسيّرة أو صواريخ داخل الملعب، فستقوم الجماعة بتسليمها للأمم المتحدة مباشرة، وإن كان لا يوجد أي شيء، على التحالف التوقف عن القصف بشكل نهائي".  

ويقع ملعب الثورة في منطقة الجراف التي تعد أبرز معاقل الحوثيين شمالي صنعاء، كما سبق للتحالف إسقاط الحصانة عن أعيان مدنية في العاصمة اليمنية، بعد استهداف مواقع محددة في مطار صنعاء الدولي، اليومين الماضيين.  

ويأتي التلويح بهجوم وشيك في خضم تصعيد قياسي بين الجانبين، حيث أحصت جماعة الحوثيين، مساء الخميس، 58 غارة جوية على مواقعها في صنعاء وعدد من المحافظات خلال الـ24 ساعة الماضية، 40 منها طاولت الأطراف الجنوبية والغربية لمحافظة مأرب.  

كما شن الطيران الحربي 9 عمليات استهداف على مواقع للحوثيين في مديرية حيس جنوبي الحديدة، التي يتصاعد فيها القتال بشكل تدريجي منذ إعادة تموضع القوات المشتركة، أواخر الشهر الماضي.  

ويبدو أن الجولة الجديدة من التصعيد لن تقتصر على الهجمات الجوية فقط بين الجانبين. وخلافا لإحباط هجوم بطائرة مسيرة على مطار أبها، أعلن التحالف، مساء الخميس، تدمير زورق مفخخ قبل تنفيذ هجوم وشيك بجنوب البحر الأحمر، تم إطلاقه من محافظة الحديدة.  

في المقابل، توعدت جماعة الحوثيين، مساء الخميس، دول التحالف الذي تقوده السعودية، بـ"مصير أسود ومحرقة تسحق عرشهم"، وذلك غداة هجمات جوية طاولت معسكر الأمن المركزي، الذي تحتوي مرافقه على سجن يضم 3 آلاف أسير حرب، وفقا لتصريحات لجنة شؤون الأسرى التابعة للجماعة.  

وجاءت التهديدات الحوثية، على لسان وزير الدفاع الحوثي، محمد العاطفي، الذي ظهر في فعالية رسمية لما تسمى بـ"الذكرى السنوية للشهيد" بالعاصمة صنعاء، وذلك بعد تكهنات بمقتله في غارة جوية للتحالف خلال الأيام الماضية. 

وقال المسؤول العسكري الحوثي مخاطبا قوات التحالف: "هناك مصير أسود بانتظاركم والمنايا تحيط بكم من كل جانب (..) ستأتيكم من أرضنا العصية نيران لهب محرقة هي أشد عتواً وغضباً من نيران البراكين المتفجرة، ستلتهم وتسحق عروشكم". 

وغداة تحركات دولية لخفض التصعيد وإفساح المجال أمام عملية السلام، ذكر المسؤول الحوثي، أنهم لن يتراجعوا عن الخيار العسكري والسيطرة على كافة الأراضي اليمنية "حتى لو اجتمعت كل قوى الأرض ضدهم". 

وتحتفي جماعة الحوثيين بما تطلق عليها "ذكرى الشهيد"، كتقليد سنوي يحاكي التجربة الإيرانية في تمجيد المقاتلين الذين سقطوا في المعارك ضد الجيش اليمني والتحالف.  

ويتزامن الاحتفال بالمناسبة هذا العام، مع خسائر بشرية هائلة في صفوف الحوثيين، حيث شيعت الجماعة منذ منتصف الشهر الجاري، أكثر من 500 عسكري بينهم قيادات ميدانية بارزة، وذلك جراء هجمات على مواقع الجيش اليمني في أطراف مأرب.  

وتتكبد جماعة الحوثيين الخسائر الكبرى جراء الغارات الجوية المكثفة. وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلن التحالف مقتل 310 من عناصر المليشيات، جراء 36 عملية استهداف جوية في أطراف مأرب.  

وذكر التحالف في بيان نشرته وكالة "واس" السعودية، أن العمليات أسفرت أيضا عن تدمير 28 آلية عسكرية، دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة الأرقام من مصادر مستقلة.  

وعلى الأرض، أكد مصدر عسكري في الجيش اليمني، لـ"العربي الجديد"، أن القوات الحكومية والمقاتلين القبليين تمكنوا من إحباط هجمات واسعة للحوثيين، في الأطراف الجنوبية والغربية لمحافظة مأرب.  

وذكر المصدر أن مجاميع حوثية حاولت التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في جبهتي الكسارة والبلق، قبل أن يتم التعامل معها وإجبارها على الفرار بعد معارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.  

ومنذ تصاعد الهجمات على جبل البلق الشرقي مطلع الشهر الجاري، عجزت جماعة الحوثيين عن تحقيق اختراق جوهري صوب مدينة مأرب، حيث فشلت كل المحاولات للسيطرة على نقطة الفلج، التي تعد البوابة الرئيسية لمدينة مأرب، جراء صلابة الجيش الوطني والتحالف.