"ذا أتلانتيك": ترامب اقتنع بأن نتنياهو يطيل الحرب للبقاء في السلطة
- رغم الفتور في العلاقة، لا يتوقع أن يحاسب ترامب نتنياهو أو يغير السياسة الأميركية بشكل جوهري، حيث يفضل نهج "أميركا أولًا" في السياسة الخارجية.
- ناقش مساعدو ترامب حث إسرائيل على زيادة الإمدادات إلى غزة ووقف إطلاق النار، مع قلق ترامب من غضب مؤيديه الذين يرفضون التورط في صراعات خارجية.
مساعدو ترامب يعتقدون أن أهداف الحرب تحققت منذ زمن بعيد
ترامب غير راغب في قبول رواية نتنياهو للأحداث
يخشى ترامب إثارة غضب بعض أشد مؤيديه
ذكرت صحيفة "ذا اتلانتيك" الأميركية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بات مقتنعاً بالاعتقاد السائد في واشنطن بأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل إطالة أمد حرب الإبادة على غزة من أجل البقاء في السلطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولَين اثنين في البيت الأبيض أن مساعدي ترامب يعتقدون أن أهداف الحرب تحققت منذ زمن بعيد وأن نتنياهو يواصل الإبادة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، للحفاظ على سلطته السياسية. كما يعتقد البيت الأبيض، وفق الصحيفة نفسها، أن نتنياهو يتخذ خطوات تتعارض مع جهود التوصل لوقف إطلاق نار.
هذا الاعتقاد الذي بات يراود الرئيس الأميركي ترجعه الصحيفة، في تقرير لها، مساء الخميس، إلى حالة المجاعة وعدم التوصل لاتفاق في غزة، وكذلك الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سورية، وهي عوامل، بحسب الصحيفة، بددت "النوايا الحسنة" التي ظهرت بين الطرفين بعد انتقاد ترامب، محاكمة نتنياهو بتهم فساد، وترشيح الأخير للزعيم الجمهوري لنيل جائزة "نوبل" للسلام.
لكن رغم الفتور وتغير نظرة الزعيم الجمهوري لسياسة نتنياهو، إلا أن الصحيفة نقلت عن المسؤولَين قولهما إنه من غير المتوقع أن يحاسب ترامب نتنياهو بأي شكل من الأشكال، و"لن يترجم غضبه إلى تغيير جوهري في السياسة الأميركية". وبحسب الصحيفة، أصرّ مسؤول في البيت الأبيض على أنه "لا يوجد خلاف كبير" بين ترامب ونتنياهو، وأن "الحلفاء قد يختلفون أحياناً، حتى لو كان ذلك جدياً للغاية".
ووفق مصادر الصحيفة، (أحدها مقرب من الرئيس ترامب)، فإن عدم التوصل لاتفاق بين أوكرانيا وروسيا، قد أثر على موقف ترامب بشأن غزة، بسبب الوعود التي قطعها الأخير بوقف الحروب إبان حملته الانتخابية.
وقال مسؤولان أميركيان إضافيان للصحيفة إنّ استعداد ترامب لمعارضة نتنياهو لا يعكس خلافاً جديداً بين الرجلين بقدر ما يعكس نهج الرئيس "أميركا أولًا"، أي أن سياسة واشنطن الخارجية لن تُمليها إسرائيل أو أي دولة أخرى. وأضافت الصحيفة أن "ترامب غير راغب في قبول رواية نتنياهو للأحداث، سواء في ما يتعلق بالأوضاع على الأرض بغزة أو بالحكومة الجديدة في سورية"، مشيرة إلى أن زيارة المبعوث ستيف ويتكوف، الخميس، إلى مراكز المساعدات في غزة كان هدفها إعداد تقييمه الخاص للوضع الإنساني وجدوى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تورطت بأحداث دامية بسبب آلية المساعدات الفوضوية التي اتبعتها بإشراف الجيش الإسرائيلي، إذ استشهد مئات الفلسطينيين وجرح الآلاف وهم ينتظرون المساعدات على نقاط محدودة استحدثتها المؤسسة في القطاع المحاصر.
ووفق الصحيفة، ناقش مساعدو الرئيس الأميركي حث إسرائيل على زيادة كمية الغذاء والإمدادات التي تسمح بدخولها إلى غزة بشكل كبير، مع الضغط في الوقت نفسه على الجيش الإسرائيلي لوقف إطلاق النار على المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين أن ترامب بات يدرك الغضب المتزايد تجاه إسرائيل من مؤيدي سياسة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" (ماغا MAGA)، "الذين لا يريدون للولايات المتحدة أن تتورط في صراع على الجانب الآخر من العالم". واستشهدت الصحيفة بحديث النائبة مارجوري تايلور غرين، المؤيدة القوية لترامب، باعتبارها أول جمهورية في الكونغرس تُقر بأن الوضع في غزة "إبادة جماعية". وأضافت الصحيفة أن ترامب والمقربين منه باتوا يخشون إثارة غضب بعض أشد مؤيديه، مشيرة إلى أن تحدي نتنياهو يهدد بإحداث شرخ إضافي في قاعدة ترامب.