استمع إلى الملخص
- وصف الديمقراطيون اللقاء بأنه فخ سياسي وإخفاق للقيادة الأميركية، حيث يرون أن تصرفات ترامب وفانس تضر بمكانة أميركا عالمياً وتظهرها كدولة غير موثوقة.
- دافع بعض الجمهوريين عن ترامب، مشيدين بوضعه أميركا أولاً، بينما دعا السيناتور غراهام زيلينسكي للاستقالة، معتبرًا أن الرئيس الأوكراني أظهر عدم احترام خلال اللقاء.
وجه الديموقراطيون انتقادات حادة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونائبه جي دي فانس، بعد اللقاء المشحون الذي دار في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وانتقد ترامب ونائبه الرئيس الأوكراني، واتهماه بـ"عدم الامتنان كفاية" لدعم الولايات الأميركية له. وكان من المفترض أن يشهد اللقاء توقيع اتفاق حول المعادن النادرة والحديث عن إنهاء الحرب مع روسيا، لكن زيلينسكي غادر البيت الأبيض لاحقاً من دون عقد مؤتمر صحافي. كما قال ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن زيلينسكي "ليس مستعداً للسلام".
واتهم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر ترامب ونائبه فانس بالقيام بـ"عمل قذر" لحساب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بدوره، قال زعيم الديمقراطيين بمجلس النواب الأميركي، حكيم جيفرز، إن "الاجتماع اليوم مع زيلنسكي كان مروعاً وسيشجع بوتين أكثر"، مشيراً إلى أن "ترامب وإدارته يواصلون إحراج الولايات المتحدة على الساحة الدولية". وشدد جيفرز على أنه "يجب على الولايات المتحدة ألا تكافئ العدوان الروسي أو تستمر في استرضاء بوتين"، مضيفاً "وقوفنا إلى جانب أوكرانيا يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة". ودعا إلى الاستمرار في دعم أوكرانيا "حتى تحقيق النصر".
وأكد السيناتور الأميركي كريس ميرفي أن اللقاء بين ترامب وزيلينسكي كان إحراجاً لأميركا، وقال على منصة إكس: "ما حدث للتو في المكتب البيضاوي كان كميناً مخططاً له من أجل مساعدة ديكتاتور روسي وحشي، على حساب أمن أميركا"، معتبرا أن ترامب "أصبح خاضعاً لبوتين، وأن قوة أميركا العالمية تتراجع، وأنها صارت تقف إلى جانب الديكتاتورية".
من جانبها، وصفت السيناتور باتي مواري ما رأته عينها بأنه "عار". وقالت إن الرئيس يثبت مراراً وتكراراً أنه "أحمق مفيد لبوتين". أما السيناتور مارك كيلي فذكر في تصريح لشبكة "إم إس إن بي سي" أن ما حدث "فوضى كاملة"، و"هدية لبوتين". وقال: "هذا ليس سلوكاً طبيعياً، ويجعلنا ضعفاء، ونحن لا نكسب من التصرف مثل المتنمرين، ومجرد التصرف بهذه الطريقة لا يعني أنك قوي".
من ناحيته، قال النائب الديمقراطي غريغوري ميكس إن "زيلنسكي لم يهن الولايات المتحدة، وترامب كان يتصرف مثل زعيم المافيا". فيما اعتبر السيناتور الديمقراطي جاك ريد "ما حدث اليوم في المكتب البيضاوي كان فخاً سياسياً وإخفاقاً مخزياً للقيادة الأميركية". وقال ريد: "هذا الاستعراض القاسي وغير المبالي اليوم يلحق ضرراً بالغاً بمكانة أميركا عالمياً"، مضيفاً أن ترامب وفانس "يقولان للعالم إن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها".
وضمن ردود فعل الديمقراطيين، قال النائب سيث مولتون: "هذه بداية النهاية، وبوتين لا يسير في أنحاء أوكرانيا فقط، بل يريد السير فوق أوروبا"، معتبراً أن الرئيس الأميركي "تخلى تماماً عن التقاليد الأميركية ليكون خاضعاً لبوتين". وتابع "ترامب يريد التنازل عن أوروبا لروسيا، والتنازل عن آسيا للصين".
أما النائب دون بيكون (وهو جمهوري من نبراسكا)، فقال: "هذا يوم سيء للسياسة الخارجية الأميركية. تريد أوكرانيا الاستقلال والأسواق الحرة وسيادة القانون، وأن تكون جزءاً من الغرب، أما روسيا فتكرهنا وتكره قيمنا الغربية، ويجب أن نكون واضحين في أننا ندافع عن الحرية".
جمهوريون يصوّبون على زيلينسكي
في المقابل، دعا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، في تصريحات له للصحافيين أمام الكونغرس الأميركي، الرئيس الأوكراني للاستقالة من منصبه، أو التغيير، موجهاً انتقادات حادة له بعد المشادة التاريخية داخل البيت الأبيض بينه وترامب ونائبه، والتي وصف فيها نائب الرئيس، تصريحات زيلينسكي بـ"عدم الاحترام"، بسبب دخوله البيت الأبيض ومجادلته ترامب وإدارته أمام وسائل الإعلام.
وقال ليندسي غراهام، الذي التقى زيلينسكي صباحاً: "لقد كنت مصدوماً. لقد أخبرته أننا سنتحدث عن الضمانات الأمنية وكيفية إنهاء الحرب، خاصة أن صفقة المعادن التي كان بصدد توقيعها تعطينا مصلحة تستحق الدفاع عنها، لكن أعتقد أنه جعل من المستحيل الدفاع عنها". ووصف ما رآه في المكتب البيضاوي بـ"عدم الاحترام"، وقال إن "معظم الأميركيين رأوا رجلاً لا يرغبون في العمل معه".
وفي تصريحات له على قناة "فوكس نيوز"، قال: "لا يرغب الأميركيون الذين رأوا هذا في أن يكون زيلينسكي شريكهم التجاري، بمن فيهم أنا، ولم أكن أكثر فخراً بالرئيس ترامب من اليوم"، مضيفاً أن "جي دي فانس كان رائعاً"، وأن الرئيس كان جاهزاً للمساعدة للوصول لاتفاق وقف إطلاق النار.
من جهته، ذكر رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون أنه "بفضل ترامب انتهت أيام استغلال أميركا وعدم احترامها"، مضيفاً أنه "لا يمكن إلا لرئيسنا أن يضع روسيا وأوكرانيا على مسار السلام الدائم، وكان على زيلينسكي أن يقبل اقتراح الشراكة غير العادية لحقوق التعدين". ووصف "ما شهدناه في المكتب البيضاوي اليوم كان رئيساً أميركياً يضع أميركا أولاً".
بدوره، علق وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على ما جرى خلال اللقاء الذي شارك فيه أيضاً، وكتب على منصة إكس: "شكراً للرئيس ترامب على الدفاع عن أميركا بطريقة لم يكن لدى أي رئيس سابق الشجاعة للقيام بها. أميركا معك، وشكراً لك على وضع أميركا أولاً".