ديفيد هيل يلتقي مسؤولين لبنانيين: لا دعم بلا حكومة "إصلاحية"

ديفيد هيل يلتقي مسؤولين لبنانيين: لا دعم بلا حكومة "إصلاحية"

14 ابريل 2021
التقى هيل عددًا من المسؤولين اللبنانيين (Getty)
+ الخط -

بدأ مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، اليوم الأربعاء، جولاته على المسؤولين اللبنانيين في إطار زيارة تستمرّ حتى غدٍ الخميس، يرفع فيها شعاراً أساسياً بالشراكة مع المجتمع الدولي، بأن "لا دعم ماليا للبنان من دون حكومة جديدة وبرنامج إصلاحي يقوم على الشفافية ومكافحة الفساد".

وسيضغط هيل، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية، على المسؤولين اللبنانيين وقادة الأحزاب للاجتماع وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية وملتزمة بذلك حتى يتمكن الشعب اللبناني من تسخير كامل إمكاناته.

ويضع مطلعون على الملف الحكومي هذه الزيارة في إطار أنها "حركة أخرى بلا بركة"، ولن تؤدي إلى حصول أي نتيجة في كل الملفات وعلى رأسها الحكومي، نسبة إلى الصراع الداخلي على جبهتي فريقي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي لا يزال حاداً ومن الصعب فكّه أو حلّه في القريب العاجل، وهو ما سيتطرق إليه أيضاً الحريري خلال الزيارة التي يجريها في موسكو الروسية.

والتقى هيل، صباح اليوم، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيه، وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح.

وأفادت مصادر في الخارجية اللبنانية، لـ"العربي الجديد"، بأنّ البحث تناول جملة ملفات مرتبطة بالمنطقة ككلّ ولبنان، أبرزها الملف الحكومي، والمخاطر المحدقة بالبلاد من جراء انسداد الأفق واستمرار الصراع السياسي الذي يحول دون أن تبصر التشكيلة الوزارية النور، كما تم التطرق إلى ملف ترسيم الحدود البحرية جنوباً والمفاوضات التقنية وغير المباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي المتوقفة، وأكد وزير الخارجية اللبناني تمسك لبنان بكل حقوقه النفطية ومساحاته التي لن يتنازل عنها براً وبحراً.

واستنكرت مصادر وزارة الخارجية اللبنانية ربط عدم توقيع الرئيس ميشال عون على تعديل المرسوم 6433 – تحديد حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية- بزيارة هيل، من بوابة البحث عن صفقة متبادلة مع الوسيط الأميركي تخدم بالدرجة الأولى صهر رئيس الجمهورية رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، المعاقب أميركياً، مؤكدةً أنّ "الرئيس عون يريد أن يكون القرار متخذا من قبل الحكومة مجتمعةً حتى تكون صيغته نهائية غير قابلة للإسقاط لاحقاً تحت ذريعة أنه أنجز من خارج الأصول الدستورية".

وانتقل هيل إلى عين التينة مقرّ رئاسة مجلس النواب في بيروت، حيث التقى رئيس البرلمان نبيه بري، قبل أن يستكمل جولاته على القادة السياسيين، والتي تبقى الأنظار فيها متجهة إلى ما إذا كانت تتضمن لقاء رئيس "التيار" جبران باسيل، ولا سيما أن آخر لقاء جمع الرجلين كان في ديسمبر/كانون الأول 2019، في حين لم يحصل اجتماع بين الرجلين عند زيارة هيل لبنان في أغسطس/آب 2020، وأتت بعدها العقوبات الأميركية على باسيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. إضافة إلى استثناء باسيل من جولة وزير خارجية مصر، سامح شكري، وما يحكى عن انزعاج أوروبي دولي من التعطيل الذي يمارسه بعض الأفرقاء حكومياً؛ ما من شأنه أن يعرضهم لعقوبات أوروبية فرنسية، قد يكون باسيل من ضمنهم، أو مقرّبون منه ومن دائرة الرئيس عون.

وتجدر الإشارة إلى أن هيل لن يلتقي اليوم الرئيس اللبناني ميشال عون، بل صباح غد الخميس، بحسب معلومات "العربي الجديد".

وقال هيل، بعد لقاء الرئيس بري، "أنا في لبنان بناءً على طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لمناقشة الأزمة السياسية والاقتصادية المؤلمة التي تواجه لبنان ولإعادة التأكيد على التزام أميركا بدعم الشعب اللبناني".

وشدد على أنّ "أميركا وشركاءها الدوليين قلقون للغاية إزاء الفشل الحاصل هنا في إطلاق برنامج الإصلاح الحاسم الذي طالما طالب به الشعب اللبناني، وأنا سبق أن قمت بزيارة لبنان في ديسمبر/كانون الأول 2019 وفي أغسطس/آب 2020، وسمعت آنذاك إجماعاً واسع النطاق بين القادة اللبنانيين حول الحاجة التي طال انتظارها إلى تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية وحوكمة رشيدة، لكن حتى اليوم لم يحرز سوى تقدم ضئيل جداً".

وأشار هيل إلى أن "ملايين اللبنانيين يعانون، بالإضافة إلى جائحة كورونا، من مصاعب اقتصادية واجتماعية، وهذه المعاناة تتويج لعقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد في المقام الأول".

وأكد الموفد الأميركي أنّ رسالته خلال اجتماعات اليوم هي أن "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدان للمساعدة، ولكن لا يمكننا أن نفعل شيئاً ذا مغزى من دون الشريك اللبناني، وقد حان الوقت لكي ندعو القادة اللبنانيين لإبداء المرونة الكافية لتشكيل حكومة راغبة وقادرة على الإصلاح الحقيقي والأساسي، وهذا السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، وهو ليس سوى خطوة أولى، وستكون هناك حاجة إلى تحقيق تعاون مستدام إذا كنا سنرى اعتماد وتنفيذ إصلاحات شفافة".