دول تنتظر وعود ألمانيا بأسلحة متطورة بعد تسليم عتاد سوفيتي لأوكرانيا

5 دول تنتظر وعود ألمانيا بأسلحة متطورة بعد تسليم عتاد سوفيتي لأوكرانيا

22 يوليو 2022
ألمانيا تتفادى جر بوتين لمواجهة مباشرة (Getty)
+ الخط -

اعترفت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرشت، أخيراً بأنه ليس هناك اتفاق مبدئي مع البلدان الأوروبية التي قبلت تزويد أوكرانيا بأسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة لدعمها في مواجهة الاجتياح الروسي، مقابل تعويض تلك البلدان بأسلحة ثقيلة ألمانية الصنع.

وأرادت برلين من خلال ما يسمى بـ"التبادل الدائري" دعم أوكرانيا بشكل غير مباشر بالأسلحة الثقيلة الروسية والسوفيتية السابقة، مقابل حصول البلدان الأوروبية التي تسلم كييف تلك الأسلحة من برلين على دبابات مدرعات حديثة، إلا أن الاتفاقات بقيت قيد التفاوض رغم كل ما قيل عن أن الحكومة الألمانية تعتزم العمل بها.

وفي ظل الحديث عن أن الحكومة تجري مفاوضات مع بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا واليونان، كشفت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية أخيراً أن هناك مماطلة وتسويفا في هذا الملف من قبل ألمانيا مع سلوفينيا وسلوفاكيا واليونان والتشيك وبولندا، رغم أن الأخيرتين قامتا مثلا بتسليم أوكرانيا مئات دبابات القتال من طراز "تي 72" و"بي إم بي 1" السوفيتية. وأضافت أن برلين وعدت بتوفير 15 دبابة من نوع "ليوبارد 2" من مخزوناتها لجمهورية التشيك تعويضاً لها عن العتاد الذي سلمته لأوكرانيا.

وعن أسباب تعثر عمليات "التبادل الدائري" للأسلحة، بينت "إيه آر دي" أن الدول المشاركة في عمليات التبادل مع ألمانيا عادة ما تكون غير راضية عن العرض الألماني. وقالت إن هذا ما يمكن ملاحظته مع سلوفينيا التي كانت أول من بدأت معها ألمانيا المفاوضات في أبريل/ نيسان الماضي، إذ عرضت برلين عليها مركبات قتال من طراز "ماردير" وناقلات جند مصفحة من طراز "فوكس"، وكلا الطرازين مضى على تصنيعهما حوالي 50 عاما.

ويحاول الجيش الألماني بشكل تدريجي التخلص منها، وذلك مقابل ما قدمته سلوفينيا من دبابات سوفيتية الصنع لأوكرانيا. في المقابل، ترغب سلوفينيا بتسلم مركبات قتالية ألمانية حديثة الصنع من طراز "بوما" ودبابات "ليوبارد "المتطورة.

وفيما يخص المفاوضات مع بولندا، برزت انتقادات لألمانيا لعدم التزامها بتوفير البديل لما سلمته لكييف، لا سيما أن الدولة الجارة لأوكرانيا تريد أحدث الدبابات من ألمانيا وأهمها "ليوبارد". وفي السياق، ذكرت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" أن نائب وزير الخارجية البولندي، مارسين برزيداتش، قال أخيراً إنه ليس هناك من عرض حقيقي من ألمانيا لأسلحة بديلة يمكن النظر فيه.

وسلمت وارسو في الشهرين الأولين من الغزو الروسي لأوكرانيا ما يصل إلى 240 دبابة "تي 72" وعشرات المركبات المدرعة لكييف. وبخصوص اليونان، كان رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس قد اتفق مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، على أن تزود أثينا كييف بمركبات قتال من مخزوناتها القديمة مقابل حصولها على معدات حديثة ومركبات قتالية من ألمانيا دون أن تصل الأمور إلى خواتيمها.

وربطا بما تقدم، كشف السياسي عن "الحزب المسيحي الديمقراطي" المعارض المعني بسياسة الدفاع رودريش كيزهفتر، أن الحكومة الألمانية عرضت على بولندا 20 دبابة "ليوبارد 2" من الطراز القديم، وأنه اعتبارا من أبريل/ نيسان 2023 سيتم تسليم دبابة واحدة شهريا، على أن تستتبع بتسليم 3 قطع منها شهريا ابتداء من أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، لكن بولندا اعتبرته غير كاف. وفيما لفت إلى أن المفاوضات لم تنته رسميا بعد، أوضح أنه كعضو في البرلمان يشعر بالخداع التام، سيما وأنه قبل أسابيع كان هناك وعد من التحالف الحاكم بالتنفيذ الفوري لعمليات التعويض عن الأسلحة المقدمة لأوكرانيا. واعتبر أن سياسة التحالف الحكومي فشلت في تقديم الدعم لأوكرانيا، قائلا "كل يوم لا يتم فيه تسليم السلاح نخسر الأرواح هناك".

بالإضافة الى ذلك انتقد السياسي المخضرم، وفق ما ذكرت "فرانكفورتر الغماينه" تعاطي الحكومة مع حلقة "التبادل الدائري" للأسلحة لأن ذلك يضرب، على حد تعبيره، سمعة ومصداقية ألمانيا مع حلفائها وبخاصة في دول شرق أوروبا.

في المقابل، ردت وزيرة الدفاع لامبرشت، أمس الخميس، في تصريح لـ "بايريشر روندفونك" على الانتقادات، وموضحة أنه من المهم جدا للحكومة الألمانية سد الفجوات الموجودة، وهذا لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها. ورفضت الاتهامات الموجهة لبرلين بكونها لا تلتزم بالاتفاقات، قائلة إن الحكومة تجري حاليا محادثات مع كل الدول المتضررة وشركات صناعة الأسلحة الألمانية.

وتقول الحكومة الألمانية إن الأوكرانيين كانوا الأفضل في التعامل مع الدبابات السوفيتية ولم يكونوا بحاجة لتدريبات شاقة ولديهم قطع غيار مناسبة لها. ومن الواضح أيضا أن هناك أسبابا سياسية، ومنها أن المسؤولين الألمان يريدون تجنب استخدام الأسلحة الثقيلة الألمانية وناقلات الجند المدرعة مثل "ماردير" و"ليوبارد" في أوكرانيا بأي ثمن وأخذ العبر والدروس من الماضي النازي والحرب العالمية الثانية، وخاصة تجنب أن تطلق الدبابات الألمانية النار على الدبابات الروسية. ويعزى ذلك بالأساس إلى تخوف لدى برلين من أن ينظر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى عمليات التسليم المباشرة للدبابات كتجاوز ألماني للخط الأحمر قد يؤدي إلى تصعيد خطير.