استمع إلى الملخص
- أعربت دول عربية مثل السعودية وقطر عن دعمها للحكومة السورية، بينما أبدت تركيا وروسيا وإيران قلقها من التوترات، داعية إلى حلول سلمية.
- أكدت مصر دعمها للدولة السورية، مشددة على مكافحة العنف وضرورة عملية سياسية شاملة، بينما تضامنت رابطة العالم الإسلامي مع الحكومة السورية.
أكدت قطر والسعودية والأردن دعم الحكومة السورية في حفظ الأمن
دعت روسيا القادة "المحترمين" في سورية إلى محاولة وقف إراقة الدماء
ذكّرت إيران بـ"مسؤوليات الحكومة المؤقتة في توفير الأمن للجميع"
غداة الأحداث التي شهدتها محافظة اللاذقية ومناطق أخرى بالساحل السوري أمس الخميس، وأسفرت عن مقتل العشرات، أعربت دول عربية عدة عن مساندتها ووقوفها إلى جانب حكومة سورية في ما تقوم به لحفظ الأمن في مواجهة مجموعات مسلحة من فلول نظام بشار الأسد المخلوع. وأعلنت الحكومة السورية، اليوم الجمعة، السيطرة بشكل كامل على مركزي محافظتي اللاذقية وطرطوس بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات مع مسلحين من فلول النظام السابق، في وقت تواصلت الاشتباكات في مدينتي جبلة والقرداحة، وسط تقدم ملحوظ للجيش السوري.
وعقب إسقاط بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فتحت السلطات السورية مراكز للتسوية مع عناصره لتسليم السلاح، واستجاب آلاف الجنود، فيما رفض ذلك بعض الخارجين عن القانون ولا سيما في منطقة الساحل، معقل كبار ضباط الأسد، واختاروا الهروب والاختباء في المناطق الجبلية ونصب الكمائن للقوات الحكومية. في ما يلي أبرز المواقف الإقليمية والدولية مما يجري في سورية.
السعودية
أعربت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الجمعة، عن إدانة المملكة الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في سورية واستهدافها القوات الأمنية. وأكدت المملكة وقوفها إلى جانب الحكومة السورية في ما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي، وفقاً لوكالة أنباء (واس) السعودية.
#بيان | تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية واستهدافها القوات الأمنية، وتؤكد المملكة وقوفها إلى جانب الحكومة السورية فيما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي. pic.twitter.com/pTum2BDs0N
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) March 7, 2025
وأكدت رابطة العالم الإسلامي وقوفها وتضامنها مع الحكومة السورية، منددة بجرائم مجموعات فلول النظام البائد الخارجة عن القانون. وذكرت الرابطة في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية أنها "تؤكد وقوفها وتضامنها مع حكومة الجمهورية العربية السورية، وشعبها العزيز في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها وسلامة أبنائها".
ونددت الرابطة (مقرها السعودية) بـ"همجية الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون في سورية، عبر استهدافها القوات الأمنية، وترويع الآمنين وتهديد الاستقرار والسلم الأهلي".
مصر
عبرت مصر عن قلقها إزاء المواجهات في محافظة اللاذقية السورية التي أدت إلى سقوط قتلى ومصابين. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: "تؤكد مصر على موقفها الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية واستقرارها في مواجهة التحديات الأمنية، ورفض مصر لأية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السوري الشقيق".
وأكد البيان "أهمية مكافحة كافة أشكال العنف، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار، والعمل على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة في سورية". وشددت الوزارة على ضرورة "تدشين عملية سياسية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السوري دون إقصاء وتضمن حقوق جميع الطوائف".
قطر
وأدانت دولة قطر بأشد العبارات "الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون واستهدافها القوات الأمنية في الجمهورية العربية السورية الشقيقة". وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اليوم الجمعة، "تضامن دولة قطر ووقوفها مع الحكومة السورية ودعمها لكل ما تتخذه من إجراءات لتوطيد السلم الأهلي وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد". وجدّدت الوزارة دعم دولة قطر الكامل لسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق تطلعات شعبها في الحرية والتنمية والازدهار.
بيان | قطر تدين بأشد العبارات جرائم المجموعات الخارجة عن القانون وتؤكد دعمها للحكومة السورية #الخارجية_القطرية pic.twitter.com/BDIvOjH0Wq
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) March 7, 2025
الأردن
من جهة أخرى، أكد الأردن وقوفه مع سورية، مُديناً محاولات استهداف أمنها وسلمها ومحاولات دفعها نحو الفتنة والفوضى. وأعلنت المملكة في بيان لوزارة الخارجية وقوفها مع "الجمهورية العربية السورية وأمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها". وأدانت "كل المحاولات والمجموعات والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سورية الشقيقة وسلمها ومؤسساتها الأمنية، وتحاول دفع سورية نحو الفوضى والفتنة والصراع".
كما أكدت الخارجية "وقوف الأردن إلى جانب الحكومة السورية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمن سورية واستقرارها وسلامة شعبها، ولحفظ القانون والسلم الأهلي". وشدّدت على "ضرورة تكاتف كل الجهود؛ لدعم سورية في عملية إعادة بناء الدولة السورية الجديدة على الأسس التي تحمي وحدتها وأمنها واستقرارها وسيادتها، وتحفظ حقوق كل أبناء الشعب السوري الشقيق".
أكّدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، اليوم، وقوف الأردن مع الجمهورية العربية السورية وأمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها.
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) March 7, 2025
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة إدانة كل المحاولات، والمجموعات، والتدخلات الخارجية، التي تستهدف أمن سوريا الشقيقة وسلمها ومؤسساتها… pic.twitter.com/e9ksFTaNNJ
الكويت
وأصدرت وزارة الخارجية الكويتية، بياناً مساء الجمعة، أعربت من خلاله عن إدانتها واستنكارها الشديدين لـ"الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، واستهدافها للقوات الأمنية ومؤسسات الدولة". وأكّدت الوزارة في البيان "وقوف دولة الكويت إلى جانب الجمهورية العربية السورية، ودعمها لكافة الجهود والإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية لحفظ أمنها واستقرارها الوطني".
تركيا
بدورها، حذرت تركيا من أي "استفزاز يهدد السلام" عقب اندلاع المواجهات مع فلول النظام المخلوع في غرب سورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيتشيلي إن "التوترات في اللاذقية ومحيطها واستهداف قوات الأمن قد تقوّض الجهود الهادفة إلى قيادة سورية نحو الوحدة والأخوّة"، محذراً من أن "مثل هذه الاستفزازات يمكن أن تصبح تهديداً للسلام في سورية والمنطقة".
روسيا
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تشعر بالقلق إزاء التدهور الحاد في الوضع الأمني في سورية، ودعت جميع القادة "المحترمين" في البلاد إلى محاولة وقف إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "ندعو القادة السوريين القادرين على التأثير على تطور الوضع ميدانياً إلى بذل أقصى جهودهم من أجل وضع حدّ لسفك الدماء في أسرع وقت ممكن"، مؤكدة استعداد بلادها "لتنسيق الجهود بشكل وثيق مع الشركاء الأجانب لتهدئة الوضع".
إيران
وفي أول رد فعل إيراني تجاه التوترات الأمنية في الساحل السوري، صرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مساء اليوم الجمعة، في بيان بأنّ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تراقب من كثب التطورات الداخلية في سورية، وتتابع بقلق بالغ الأخبار والتقارير المنشورة حول العنف وانعدام الأمن في مناطق مختلفة من هذا البلد". وأكد بقائي موقف إيران "الثابت" بشأن "ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في سورية، التحضيرات اللازمة لتعايش سلمي لجميع الطوائف والشرائح وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، خاصة في مواجهة اعتداءات وتهديدات الكيان الصهيوني المحتل".
وأكد المتحدث الإيراني في الوقت ذاته أن بلاده "تذكر بمسؤوليات الحكومة المؤقتة في توفير الأمن لجميع المواطنين السوريين"، معلناً معارضتها بـ"شدة لانعدام الأمن والعنف والقتل وإيذاء الأبرياء في سورية من أي جماعة أو طائفة"، ومؤكداً أن ذلك "يمهد لتوسيع نطاق عدم الاستقرار في المنطقة وإثارة المزيد من الفتن من أطراف ثالثة، خاصة الكيان الصهيوني".
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لوكالة فرانس برس، اليوم الجمعة إن إيران "ليست في عجلة من أمرها" لإقامة علاقات مع السلطة الجديدة في سورية بعد إطاحة حكم حليفها بشار الأسد. وأوضح عراقجي في مقابلة على هامش اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست حالياً سوى مراقب للقضايا السورية، وليس لدينا أي علاقة مع الحكومة السورية الحالية، ولسنا في عجلة من أمرنا في هذا الصدد".
الأمم المتحدة
إلى ذلك، نقلت "رويترز" عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، قوله اليوم الجمعة إنه يشعر بالقلق من الاشتباكات العنيفة والقتل في المناطق الساحلية بين قوات الحكومة السورية والعناصر الموالية للنظام السابق "مع تقارير مقلقة للغاية عن ضحايا مدنيين".
ألمانيا
في الشأن ذاته، حضّت وزارة الخارجية الألمانية، كل الأطراف في سورية على تجنّب "دوامة العنف" بعد تقارير أفادت بوقوع اشتباكات في الساحل السوري بين قوات الأمن وموالين لنظام الأسد المخلوع. وجاء في منشور لوزارة الخارجية الألمانية على منصة للتواصل الاجتماعي نقلته "فرانس برس": "نحن مصدومون إزاء العدد الكبير للضحايا في المناطق الغربية في سورية. ندعو كل الأطراف إلى السعي... لحلول سلمية والوحدة الوطنية والحوار السياسي الشامل والعدالة الانتقالية لتخطي دوامة العنف والكراهية".