دليلك إلى الانتخابات العراقية 2021

دليلك إلى الانتخابات العراقية 2021

05 أكتوبر 2021
استعدادات كبيرة ترافق الانتخابات العراقية 2021 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

من المقرر أن يشهد العراق  الأحد المقبل إجراء الانتخابات التشريعية الخامسة بعد الاحتلال الأميركي للبلاد 2003، والتي ستجرى وسط استعدادات حكومية وإجراءات أمنية كبيرة، إضافة إلى دعم أممي ودولي واسع، نظراً لما تتمتع به هذه الانتخابات من أهمية لكونها الأولى التي تجرى بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اندلعت عام 2019 وطرحت عددا من المطالب، في مقدمتها إجراء انتخابات مبكرة

موعد الانتخابات العراقية 2021

ستجرى الانتخابات العراقية يوم الأحد الموافق 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

قانون انتخابات جديد ومفوضية قضاة 

بدأ التحضير للانتخابات المقبلة منذ تصاعد الاحتجاجات أيام الحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وتصاعد الدعوات لتغيير مفوضية وقانون الانتخابات تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة. 

وبعد نقاشات مطولة استمرت أسابيع نهاية 2019 ومطلع 2020، وعلى وقع الاحتجاجات الشعبية، جرى إلغاء مفوضية الانتخابات القديمة، واستبدالها بمفوضية جديدة من القضاة، كما صوت البرلمان على قانون انتخابات جديد. 

ووفقا لقانون الانتخابات الجديد، فقد تم تقسيم المحافظات العراقية إلى دوائر انتخابية متعددة بلغ عددها 83 دائرة، أي بعدد المقاعد المخصصة للنساء في البرلمان، لضمان فوز امرأة واحدة في كل دائرة انتخابية، وخصص لكل دائرة انتخابية ما بين 3 و5 مقاعد. 

62% من العراقيين يحق لهم التصويت 

ويحق لـ24 مليونا و907 آلاف ناخب المشاركة في الانتخابات، من بينهم 14 مليونا و316 ألف مواطن يحملون بطاقات بايومترية تحمل بصمات وصورا شخصية، والعدد المتبقي من الناخبين لديهم بطاقات قديمة من دون بصمات وصور شخصية، وتوجد مخاوف من احتمال استخدام النوع الثاني من بطاقات الناخبين في عمليات تزوير.

ويوجد نوعان من التصويت في الانتخابات المقبلة، الأول الذي سيجري في الثامن من الشهر الحالي يسمى "التصويت الخاص" ويشمل القوات الأمنية والسجون والمستشفيات ومخيمات النزوح، بينما سيصوت باقي العراقيين بعد يومين في الاقتراع العام الذي ستفتح له 8273 مركز اقتراع تضم بمجموعها 55 ألفاً و41 محطة اقتراع. 

مواليد الاحتلال الأميركي عام 2003 يشاركون في الانتخابات العراقية 2021

ومن المنتظر أن يتم السماح لمواليد الأعوام 2001 و2002 و2003 بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة المقرر أن تجرى بالعراق في العاشر من الشهر الحالي، إذ لم يسمح لهم بالاشتراك في الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2018 لعدم بلوغهم السن القانونية المحددة في الدستور كشرط للانتخاب وهي 18 عاما، واللافت في الانتخابات السماح بمشاركة مواليد 2003 وهي سنة دخول الاحتلال الأميركي إلى العراق. 

أسماء المرشحين للانتخابات التشريعية العراقية 2021

يتنافس 3243 مرشحًا في الانتخابات العراقية 2021، بينهم 951 امرأة على مقاعد مجلس النواب العراقي البالغ عددها 239 مقعدا من بينها 9 مخصصة للأقليات (5 للمسيحيين ومقعد واحد لكل من الأيزيديين، والصابئة، والشبك، والكرد الفيليين)، وأكثر عدد من المقاعد خُصص لمحافظة بغداد، 71 مقعدا، بينما أقلها كان لمحافظة المثنى التي خصص لها 7 مقاعد فقط، ويتنافس المرشحون ضمن 235 حزباً، بعضها انضوى ضمن 22 تحالفا، والبعض الآخر دخل الانتخابات منفردا، يضاف إلى ذلك وجود 789 مرشحاً مستقلا لم ينضووا ضمن الأحزاب أو التحالفات. 

وينشر "العربي الجديد" القائمة الكاملة للمرشحين في المرفق. وتشمل القائمة الاسم الانتخابي للمرشح في قائمة الاقتراع والمحافظة والمقعد الذي يتنافس عليه.

أبرز هذه الأسماء المرشحة للانتخابات

شهدت الانتخابات العراقية 2021 تنافسا محموما بين المرشحين للانتخابات الذين خاضوا سباقا انتخابيا ماراثونيا طوال ثلاثة أشهر من الحملات الدعائية التي سبقت موعد الانتخابات للظفر بعضوية مجلس النواب الجديد.
وعلى الرغم من وجود أكثر من ثلاثة آلاف مرشح، إلا أن قانون الانتخابات العراقي الذي اعتمد على الدوائر المتعددة في المحافظات لا يمنح فرصة الفوز إلا للمرشحين الذين لديهم حضور شعبي في مناطقهم، بالإضافة إلى القيادات الحزبية التي تمرست في السياسة، وأصبحت تمتلك مقومات الفوز في الانتخابات سواء كان من خلال أساليب الترغيب والترهيب للناخبين، أو عن طريق أساليب التلاعب التي كثر الحديث عنها في انتخابات العراق 2018.
ومن خلال الاطلاع على أسماء المرشحين للانتخابات العراقية 2021، فإن بعض هذه الأسماء شارك في العملية السياسية منذ أول انتخابات جرت بعد 2003 (الانسحاب الأميركي) حتى اليوم، وما زال بعضهم يمتلك حظوظا للفوز، فضلا عن وجود فرصة لفوز مرشحين آخرين لا سيما في ظل قانون الانتخابات العراقي الجديد الذي لن يخلو من مفاجآت قد تنعكس على نتائج الانتخابات التي يمكن الإشارة إلى أبرز أسماء المرشحين إليها:

محمد الحلبوسي

يعتبر رئيس البرلمان الحالي، محمد الحلبوسي، الوحيد من بين الرؤساء الثلاثة في العراق من المرشحين لهذه الانتخابات، إذ لم يقدم للمشاركة فيها لا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ولا رئيس الجمهورية برهم صالح للترشح. وترأس الحلبوسي البرلمان الحالي بعد انتخابات العراق 2018، ويتزعم أيضا تحالف "تقدم" الذي يمتلك حظوظا كبيرة قد تمنحه فرصة نيل موقع مهم في صدارة النتائج في المحافظات الشمالية والغربية. وتمكن الحلبوسي من الحصول على شعبية كبيرة في محافظته (الأنبار) دفعت مراقبين إلى التنبؤ باحتمال فوزه بعدد كبير من الأصوات في دائرته الانتخابية التي تضم مدن الفلوجة والكرمة والصقلاوية.

احتمالات فوز الحلبوسي بأعداد صوات كبيرة (صباح ارار/ فرانس برس)

أسعد العيداني

 هو المحافظ الحالي للبصرة الغنية بالنفط أقصى جنوبي العراق، تمكن من الفوز في الانتخابات الماضية، إلا أنه لم يحضر جلسات البرلمانية على الرغم من إعلان مفوضية الانتخابات العراقية فوزه في العملية الانتخابية، وبعد ذلك قرر العيداني أن يبقى محافظا للبصرة. وأعلن مع سياسيين أخرين في مايو/ أيار الماضي عن تشكيل تحالف "تصميم" لخوض انتخابات العراق 2021 التي تبدو حظوظه فيها جيدة بسبب ما يمتلكه من إمكانات مادية كبيرة، ونفوذ واسع في البصرة.

تبدو حظوظ العيداني جيدة في انتخابات العراق 2021 (فرانس برس)

خالد سلطان هاشم

يعد مرشحا جدليا كونه نجل سلطان هاشم أحمد، وزير الدفاع في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ويعتبر هذا الترشيح هو الأول لشخصية مرتبطة بقيادات السلطة السابقة في العراق، ولم يحدث ذلك منذ أول انتخابات في العراق بعد 2003، ويحظى خالد سلطان هاشم أحمد الذي رشح ضمن تحالف "المشروع الوطني العراقي" بشعبية كبيرة في محافظة نينوى شمالي البلاد استمدها من مكانة والده الذي توفي في سجنه بمحافظة ذي قار جنوبي العراق العام الماضي.

خالد سلطان هاشم/ فيسبوك
خالد سلطان هاشم يحظى بشعبية (فيسبوك)

حاكم الزاملي

على الرغم من عدم مشاركته في انتخابات العراق 2018، إلا أن "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر زج به بقوة للمشاركة في الانتخابات المبكرة، التي يأمل الصدريون الوصول من خلالها إلى رئاسة الوزراء، ويعتبر الزاملي أحد المعتقلين السابقين لدى القوات الأميركية ويواجه تهم المشاركة في انتهاكات إنسانية وقانونية بين عامي 2005 و2006.

الزاملي يواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات (صباح ارار/ فرانس برس)

مشعان الجبوري

يعد من الشخصيات البارزة التي عرف عنها التصريحات الجريئة والتقلب في الموقف وشرعة التنقل بين اليمين واليسار، فبعد أن ظهر قبل سنوات في برنامج تلفزيوني وهو يترحم على صدام حسين، انتقل ليصبح أبرز أصدقاء قيادات "الحشد الشعبي"، قبل أن ينقلب عليهم ليتهم بعض الفصائل المسلحة بالطائفية. يقود الجبوري حملة انتخابية واسعة في صلاح الدين قد تمنحه مقعدا برلمانيا.

الجبوري يعرف بالتقلب في مواقفه (كريم صاحب/ فرانس برس)

خالد العبيدي

وزير الدفاع الأسبق في حكومة حيدر العبادي السابقة، ورشح هذه المرة في دائرة الأعظمية ببغداد رغم أنه ينتمي إلى محافظة نينوى، ومن المتوقع حصوله على عدد مناسب من الأصوات بسبب ما ناله من شهرة عند حديثه العلني بالبرلمان عام 2016 بشأن وجود فساد ورشى تورط فيها نواب ومسؤولون.

يتوقع حصول العبيدي على عدد مناسب من الأصوات في انتخابات العراق 2021 (حيدر هادي/ الأناضول)

آلا طالباني

نائبة كردية، وقيادية في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، شاركت في انتخابات العراق 2018 في قائمة انتخابية غير كردية (بغداد هويتنا) ونالت مقعدا عن العاصمة العراقية، وخاضت انتخابات 2021 في كركوك وهي تعول على أصوات الأكراد في المحافظة التي خرجت عن السيطرة الكردية منذ عام 2017، بعد أن دخل الجيش العراقي للمحافظة على خلفية استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق.

طالباني تعول على أصوات الأكراد (مرتضى سوداني/ الأناضول)

حسين مؤنس

على الرغم من تأكيد مفوضية الانتخابات العراقية أنها لن تسمح بتدخل السلاح في الانتخابات، إلا أن القيادي في مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية حسين مؤنس سمح له بالترشيح ضمن تحالف أطلق عليه "حقوق" يقول مراقبون إنه يمثل الذراع السياسية لـ "كتائب حزب الله"، ولم يسبق لمؤنس أن اشترك في انتخابات العراق 2018، أو أي انتخابات أخرى، ورغم ذلك فإنه قد يحصل على عدد غير قليل من الأصوات في حال جرى تحشيد جمهور الجماعات المسلحة في الانتخابات العراقية 2021.

لم يسبق لمؤنس أن اشترك في انتخابات العراق (صباح ارار/ فرانس برس)

أبرز الأحزاب والقوى المشاركة في الانتخابات العراقية 2021

وفيما يتعلق بالأحزاب والقوى السياسية المشاركة في الانتخابات، فقد حافظت بعض القوى على تماسكها وتسمياتها القديمة، كما ظهرت أحزاب جديدة لم تشترك في الانتخابات الماضية، ومن أبرز القوى التي ستشارك في الانتخابات: 

1-في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب 

أهم القوى التي ستخوض الانتخابات في جزء من بغداد ومحافظات الوسط والجنوب هي: الكتلة الصدرية التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتحالف الفتح الذي يضم الأجنحة السياسية لفصائل الحشد الشعبي وقوى مقربة من إيران، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وتحالف قوى الدولة الذي يضم شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم. 

2- في بغداد والمحافظات الشمالية والغربية 

أما في جزء آخر من بغداد ومحافظات شمال وغربي البلاد، فإن أبرز تحالفين هما تحالف تقدم الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وتحالف عزم برئاسة السياسي البارز خميس الخنجر، يليهما تحالفات أقل قوة مثل تحالف "للعراق متحدون" بزعامة أسامة النجيفي، الذي يتركز ثقله في محافظة نينوى شمالي البلاد. 

3- في إقليم كردستان 

وفي إقليم كردستان، فإن الصدارة ما تزال للحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم بزعامة مسعود بارزاني خصوصا في محافظتي أربيل ودهوك، يليه الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتركز ثقله في السليمانية. 

حقائق مهمة عن الانتخابات العراقية 2021 

كثيرة هي الأحداث والمتغيرات، التي سبقت ويمكن أن ترافق الانتخابات العراقية، إلا أن أبرز الحقائق عن الانتخابات المبكرة هي أنها:

  • أول انتخابات استثنائية منذ التصويت على الدستور في أكتوبر/تشرين الأول 2005، وتأتي خارج السياقات المعمول بها في العراق، حيث يتحتم إجراء الانتخابات بشكل دوري كل أربع سنوات. ووفقا للدستور، لا يمكن الذهاب باتجاه إجراء الانتخابات قبل هذا الموعد إلا في حال تم حل مجلس النواب.
  • استندت القوى السياسية إلى هذه الفقرة عند اتخاذها قرار إجراء الانتخابات المبكرة، إذ سيحل مجلس النواب نفسه قبل الانتخابات بثلاثة أيام.
  • أما الحقيقة الأخرى المتعلقة بالانتخابات فهي تجميد انتخابات الخارج، إذ قررت مفوضية الانتخابات في فبراير/ شباط الماضي تجميد انتخابات عراقيي الخارج بسبب عدم توفر الإمكانات لإجرائها، ويحدث ذلك للمرة الأولى وسط اعتراضات على هذا القرار الذي يمنع العراقيين من التمتع بحق منحه لهم الدستور وهو حق الانتخاب.
  • تتزامن هذه الانتخابات مع خروج القوات الأجنبية، إذ ستجري الانتخابات العراقية المبكرة مع بدء خروج القوات الأجنبية القتالية من البلاد، والتي يُفترض أن ينتهي وجودها مع نهاية العام الحالي.
  •  شهدت انتخابات 2021 أطول فترة دعاية انتخابية، وذلك بعد أن أُعلن في العراق مطلع يوليو/ تموز الماضي انطلاق الدعاية الانتخابية للمرشحين، أي أن مدة الدعاية بلغت 90 يوما، ويحدث ذلك للمرة الأولى في العراق، إذ كان معتادا أن تمنح الكيانات السياسية والمرشحون مدة شهر للتهيئة للانتخابات من خلال تنظيم حملات دعائية تعرف من خلالها الناخبين ببرامجها الانتخابية.  

المساهمون