استمع إلى الملخص
- يشهد السودان صراعاً عسكرياً بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما أدى إلى دمار واسع ومخاوف من تقسيم البلاد، وسط محاولات حميدتي لتشكيل حكومة موازية.
- يُعتبر دفع الله الحاج علي دبلوماسياً مخضرماً، وتعيينه يُنظر إليه كخطوة لإعادة تمكين حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية في السودان.
أصدر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش في السودان، عبد الفتاح البرهان، قراراً بتعيين سفير السودان في السعودية، دفع الله الحاج علي، وزيراً لشؤون مجلس الوزراء ومكلفاً تسيير مهام رئيس الوزراء. وأثار القرار جدلاً سياسياً بين معارضي الحكومة ومؤيديها، إذ اعتبره البعض خطوة صائبة باعتبار الحاج علي من الدبلوماسيين القدامى ذوي الخبرة في التعامل مع المجتمع الدولي، فيما رأى آخرون أنه يمثل عودة لرموز نظام البشير إلى السلطة، ما قد يعقّد المشهد السياسي في ظل الحرب المستمرة في البلاد.
ويخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، صراعاً عسكرياً منذ 15 إبريل/ نيسان 2023، أدى إلى تدمير واسع للبلاد وسقوط آلاف القتلى والجرحى، فيما يسعى حميدتي، بدعم من تحالف سياسي تقوده "الدعم السريع"، لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قواته، ما أثار تحذيرات من احتمال تقسيم البلاد.
وجاءت قرارات البرهان بعد يوم من تصريحات له شدد فيها على ضرورة كفاءة الخدمة المدنية وتعيين الموظفين وفقاً لمعيار التأهيل، منتقداً استغلال بعض الوزراء للمؤسسات الحكومية لتعيين الأقارب، دون أن يسمي هذه الوزارات. وقال البرهان، في مؤتمر نظمته الحكومة في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، أمس الثلاثاء، إن "الأحاديث التي تقلل من القوات المسلحة وتدعي أن الإسلاميين يديرون الحرب من بورتسودان مجرد أكاذيب".
ويُعدّ دفع الله الحاج علي من الدبلوماسيين المخضرمين في وزارة الخارجية السودانية، التي التحق بها عام 1980. وشغل خلال مسيرته المهنية عدداً من المناصب، من بينها سفير السودان لدى فرنسا وباكستان والسعودية، وممثل السودان في الأمم المتحدة بين عامي 2010 و2013، إضافة إلى تمثيله في منظمة التعاون الإسلامي.
وبعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، كُلّف الحاج علي من قبل البرهان عدداً من المهام الخاصة، وعُيِّن وكيلاً لوزارة الخارجية عام 2022، واستمر في المنصب حتى ديسمبر/ كانون الأول 2023، ثم كُلّف مبعوثاً خاصاً لرئيس مجلس السيادة، وزار عدداً من الدول بهذه الصفة، حيث نفذ في هذا السياق زيارات ولقاءات مع مسؤولين بعدد من الدول، وخصوصاً العربية والأفريقية لتعزيز الجهود الدبلوماسية السودانية وتأكيد شرعية الحكومة التي يقودها الجيش بعد اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع.
وفي 19 فبراير/ شباط الماضي، أجرت الحكومة السودانية تعديلاً على الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد، ومنحت مجلس السيادة حق تعيين وإعفاء رئيس الوزراء بتوصية من السلطة التشريعية الانتقالية، ممثلة بمجلسي السيادة والوزراء. ويعتزم المجلس، بقيادة البرهان، تشكيل حكومة جديدة، وقد أقال عدداً من الوزراء أخيراً، على رأسهم وزير الخارجية علي يوسف، وعيّن السفير عمر محمد صديق خلفاً له.
في هذا السياق، اعتبر القيادي في حزب الأمة القومي، عروة الصادق، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تعيين السفير دفع الله الحاج علي رئيساً للوزراء في هذا التوقيت، والبلاد في خضم حرب مدمّرة وأزمة إنسانية خانقة، يُعدّ خطوة متقدمة لإعادة تمكين حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من مفاصل الدولة، برعاية من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وأضاف الصادق أن الحاج علي ليس تكنوقراطياً محايداً، بل من أبرز الكوادر الأيديولوجية الملتزمة خط الحركة الإسلامية، وكان طوال حكم البشير الواجهة الدبلوماسية لمناهضة العدالة الدولية، وتكريس خطاب المواجهة مع الغرب. وقد عُرف بتصريحاته العدائية ضد الأمم المتحدة، وبدوره في إجهاض تحالفات المعارضة في أثناء عمله سفيراً في باريس. وأشار إلى أنه بعد اندلاع الحرب، عُيّن الحاج علي مبعوثاً خاصاً لشؤون الحرب، ولعب دوراً سياسياً يتجاوز بكثير المهام الفنية، ما يعكس موقعه المحوري في استراتيجية السلطة الحالية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
