دعوة مفتي تونس للتبرع للدولة: توظيف الدين وإقرار بالعجز
دعوة مفتي تونس للتبرع للدولة: توظيف الدين وإقرار بالعجز
أثارت دعوة مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ، رجال الأعمال وأهل الخير إلى المساعدة في إنقاذ البلاد وإخراجها من أزمتها، تساؤلات حول توظيف السلطة لدار الإفتاء التونسية، فيما رأى متابعون أن الدعوة تعد بمثابة إقرار بالعجز الاقتصادي.
وقال المفتي في بيان نُشر أمس الخميس، إن "مساعدة البلاد للخروج من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها، هي واجب أخلاقي وديني، متوجها بالشكر لكل من قدم المساعدة خلال الأزمات السابقة، خاصة خلال فترة تفشي فيروس كورونا".
وبحسب البيان الذي نشره ديوان الإفتاء الخاضع لإشراف رئاسة الحكومة، فإن "الانخراط في إنقاذ الوطن واجب، مؤكدًا أن في "التناصح والتكافل والتضامن تكمن مواطن القوة والعزة والكرامة".
من جهته، أكد المحلل السياسي شكري بن عيسى في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن بيان ديوان الإفتاء يندرج في مسار توظيف مؤسسة الإفتاء في خدمة السلطة السياسية القائمة، مبينًا أن ذلك يدخل في مسار كامل لتطويع المؤسسات من قبل نظام قيس سعيد. وأضاف: "من يرفض تدخل السلطة التنفيذية أو يحاول التمسك باستقلاليته سيكون مصيره كما حدث مع القضاء أخيرًا".
وقال بن عيسى، إن توظيف الإفتاء في الشأن السياسي ليس جديدًا، إلا أن هذا البيان جاء بشكل واضح وفاضح لخدمة توصيات الحكومة التي يخضع لإشرافها. وأكد أن البيان يعد دليلًا على العجز الاقتصادي والمالي الذي بلغته المالية العمومية وموازنة الدولة، الأمر الذي دفعها إلى اللجوء لهذا الطلب من دار الإفتاء، مشيرًا إلى أن "البيان يترجم الفشل في إدارة الملف الاقتصادي وكذلك الملف الجهوي والاجتماعي".
لمتابعة آخر التطورات على الشاشة، شاهد "العربي أخبار":
بدوره، قال الأمين العام لـ"الحزب الجمهوري" عصام الشابي: "يبدو أن هناك قناعة بأن الطريق للحصول على تمويل صندوق النقد الدولي باتت مسدودة، وأن مشروع الأمر الرئاسي المتعلق بالمصالحة الجزائية لن يكون كافيا لتعبئة موارد الدولة، كما أن مرسوم إلغاء امتيازات مجلس القضاء الأعلى غير قادر على التخفيف من وطأة الأزمة".
وأضاف الشابي عبر حسابه على "فيسبوك": "هذا هو النفق الذي نبهنا وحذرنا من مخاطر السير فيه، عملية الإنقاذ لا بد أن تنطلق الآن وليس غدا".
وقالت القيادية في "حزب النهضة" سناء المرسني على حسابها عبر "فيسبوك"، ساخرة من البيان: "بالله جماعة الخوف من أسلمة الدولة والخوف على مكاسب الدولة المدنية فليبتعدوا قليلا على الثانية لأن السيد مفتي الجمهورية لديه ما يقوله لكم".
