دعوة إلى "مرونة تكتيكية" لحفظ دور روسيا في سورية ما بعد إسقاط الأسد

04 فبراير 2025
بوغدانوف يلتقي الشرع في دمشق، 28 يناير 2025 (سانا)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تقرير "سورية ومفترق طرق الغموض في الشرق الأوسط" يسلط الضوء على مراحل التصعيد في المنطقة منذ 2011، بدءاً من الثورة السورية وحتى سقوط نظام الأسد، مع التركيز على دور روسيا في دعم الحكومة السورية الجديدة والحفاظ على دورها الإقليمي.
- التقرير يقترح سياسات لموسكو في سورية ما بعد الأسد، تشمل تعزيز مؤسسات الدولة، الدفاع عن السيادة، مكافحة الإرهاب، ورفض الإمبريالية، مع المرونة التكتيكية لضمان دور إيجابي لروسيا.
- تراجع مواقع إيران وحماس وحزب الله يفتح فرصاً لإسرائيل وتركيا ودول الخليج، مع استمرار التوترات الإسرائيلية والتركية في المنطقة.

حدد تقرير بعنوان "سورية ومفترق طرق الغموض في الشرق الأوسط"، أصدره نادي فالداي الدولي للنقاشات في روسيا، اليوم الثلاثاء، بضع مراحل من التصعيد مرّ بها الشرق الأوسط منذ عام 2011، بدءاً من الثورة الشعبية، ووصولاً إلى سقوط نظام بشار الأسد في سورية وما سبقه من الحرب في قطاع غزة، والتصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتبادل الضربات بين إسرائيل وإيران. وحث التقرير روسيا على دعم الحكومية السورية الشرعية الجديدة، وإبداء "المرونة التكتيكية" للحفاظ على دورها في سورية والمنطقة.

وقدّم التقرير رؤية لسياسات موسكو في سورية ما بعد الأسد، معتبراً أنها يجب أن تراعي غموض الوضع وتعددية سيناريوهات تطور الأحداث، مع التمسك بالمبادئ التي استندت إليها العلاقات مع القيادة السابقة للبلاد، بما فيها تعزيز مؤسسات الدولة السورية، والدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، ومواصلة مكافحة الإرهاب، ورفض كل مظاهر الإمبريالية الجديدة، ودعم الحكومة الشرعية، والتسوية السياسية للنزاع وفقاً لأحكام القانون الدولي. وخلص معدا التقرير إلى أن الالتزام بهذه المبادئ، مجتمعاً مع "المرونة التكتيكية"، سيكون كافياً حتى تتمكن روسيا من "مواصلة أداء دور إيجابي" في سورية والشرق الأوسط بشكل عام.

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد أكد أمس الاثنين، أن موسكو تواصل الحوار مع السلطات السورية الجديدة بشأن شتى القضايا، بما فيها مصير القواعد العسكرية الروسية. يذكر أن وفداً روسياً رفيعاً ضم نائب وزير الخارجية، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الرئاسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، زار دمشق الأسبوع الماضي، لأول مرة منذ سقوط نظام الأسد، لعقد محادثات مطولة مع السلطات الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وسط مساعٍ روسية لإقامة علاقات براغماتية مع السلطة الجديدة، والإبقاء على قاعدتي حميميم وطرطوس في الساحل السوري.

واعتبر معدا التقرير، المشرف العلمي بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين ونائب مدير المعهد فاسيلي كوزنيتسوف، أن تراجع مواقع إيران وحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وسقوط الأسد، فتحا نافذة من الفرص أمام اللاعبين الإقليميين، وفي مقدمتهم إسرائيل وتركيا، وأيضاً دول الخليج.

وذكّر التقرير بأن إسرائيل شنّت في نهاية العام الماضي ضربات مكثفة على البنية التحتية العسكرية في سورية، بذريعة ضمان أمنها، وحرمان العدو المحتمل من القدرات العسكرية، محذراً من استمرار التوغل الإسرائيلي بما يندرج ضمن منطق القومية اليهودية المتطرفة، متسائلاً ما إذا كان الحديث يجري عن فرض السيطرة المباشرة على مناطق بعينها، أم إقامة منطقة عازلة واسعة فقط.

أما تركيا، فأصبحت معنية بإلحاق هزيمة استراتيجية بالأكراد وإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية. ومع ذلك، جزم التقرير بأن تطور الوضع يعتمد بالدرجة الأولى على أعمال الأكراد أنفسهم، والولايات المتحدة الراعية لهم، والتي تسعى للحفاظ على آلية الضغط على أنقرة، مشككاً في الوقت نفسه في مدى استعداد إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، للاستثمار في دعم الأكراد.

المساهمون