استمع إلى الملخص
- غولدكنوبيف تنصل من مضمون الأغنية واعتبر الفيديو تحريضاً، موضحاً أنه لم يوافق على محتوى الأغنية لكنه بقي احتراماً للعريس. رئيس الحكومة نتنياهو دعمه، مشدداً على توحيد الصفوف.
- المعارضة وأعضاء من الائتلاف طالبوا بإقالة غولدكنوبيف، معتبرين تصرفه إهانة للجنود ودعوا لاستقالته، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد من يسيئون للدولة.
وثّق شريط مصوّر وزير البناء والإسكان إسحاق غولدكنوبيف، أمس الأحد، وهو يرقص في عرس قريب له في القدس المحتلة، بينما كان محاطاً بمجموعة من الحريديم الذين غنّوا "نموت ولا نتجنّد"، "لا نؤمن بسلطة الكُفار، ولن نتجنّد في مكاتبهم". الشريط انتشر كالنار في الهشيم، في وقتٍ توسعت فيه رقعة الاحتجاجات بسبب استئناف الحرب على قطاع غزة والتفريط بالأسرى، بموازاة الدفع بخطة "الانقلاب القضائي"، وإقالة رئيس "الشاباك" رونين بار، وبعدها حجب الحكومة ثقتها عن المستشارة القضائية غالي بهاراف ميارا، ووسط كل ذلك، تحميل العبء العسكري لمجتمع العلمانيين والصهاينة الدينيين والسعي لإعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية. وهو ما أثار غضباً كبيراً في صفوف المعارضة الصهيونية والائتلاف الحاكم الذي يعدّ غولدكنوبيف جزءاً منه.
وإثر الانتقادات التي طاولته، تنصل غولدكنوبيف من مضمون الأغنية مدعياً أن نشر الشريط يمثل "تحريضاً ضده". وكتب الوزير على صفحته في منصة إكس أن "محاولات التفرقة والصراع لا تتوقف للحظة"، موضحاً: "لقد حضرتُ حفل زفاف أحد أفراد عائلتي الليلة، وأثناء الرقص، تغيّرت الموسيقى إلى أغنيةٍ أقل ما يُقال إنها لا تُريحني. ولكي لا أسيء للعريس وعائلته، بقيت حيث كنت، وللأسف، استغل البعض ذلك للتحريض وكأني أوافق على محتوى الأغنية. وها أنا أتنصل وأدين".
تنصل غولدكنوبيف من مضمون الأغنية، مدعياً أن نشر الشريط يمثل "تحريضاً ضده"
من جهته، علّق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على العاصفة التي أثارها وزيره بعدما تبرأ الأخير من الأغنية، معتبراً أن " الوزير غولدكنوبيف أحسن التصرف برفضه الأغنية، بل وأعرب عن إدانته مضمونها. لا مكان للأغاني التي تُعارض الخدمة في الجيش الإسرائيلي"، معتبراً أن "هذا هو الوقت المناسب لتوحيد القوى في الداخل ضد الأعداء في الخارج".
المعارضة الصهيونية، من جهتها، سارعت لمهاجمة وزير الإسكان؛ فقد قال رئيس حزب "هناك مستقبل" يئير لبيد إنه "إذا كان هُناك وزير يقفز ويغني ضد الدولة التي قُتل فيها 1850 شخصاً، بالإضافة إلى إصابة 14 ألف جندي (خلال الحرب)، فتنبغي إقالته. ولكن لأن نتنياهو يحكم بالاستناد إلى الأحزاب الحريدية، فهو عملياً رئيس حكومة التهرّب ورفض الامتثال".
وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان أنه "في الوقت الذي يضحي فيه مقاتلونا بأرواحهم للدفاع عن وطنهم، والجيش يُقر بأن فرقة عسكرية كاملة تتجهز للدخول إلى غزّة، ثمة وزير في حكومة إسرائيل يحتفل مع زمرة المتهربين على أنغام أغنية تكفر السلطة السياسية وتعلن رفضها الامتثال لأوامر التجنيد".
أمّا رئيس "المعسكر الوطني" بني غانتس، فأدان غولدكنوبيف معتبراً أنه "ليست الدولة العميقة من تلحق الضرر بدولة إسرائيل، وإنما التخريب من داخل الحكومة". ورأى أن الرّد الوحيد على غولدكنوبيف هو "إقالته من منصبه وإرسال أوامر التجنيد، وأي فعل آخر هو بمثابة بصق في وجه جنود الجيش". وأضاف أن "حكومة توافق صهيونية فقط هي التي ستنقذ أمن إسرائيل".
ولم تقتصر الإدانات على المعارضة وحدها، بل امتدت لتشمل الائتلاف أيضاً؛ حيث كتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش منتقداً زميله: "يا للعار". وأضاف أنه "لم يعد بوسعنا التزام الصمت في مواجهة غولدكنوبيف وازدرائه دولة إسرائيل ومقاتلي الجيش الأبطال"، مطالباً رئيس الحكومة "باستدعائه ووضع خط أحمر له ولسلوكه المشين".
من جهته، دعا وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير إلى إقالة غولدكنوبيف. وقال: "إنه لا يستحق أن يكون وزيراً في الحكومة الإسرائيلية. فمن يعجز عن إدانة هذا العمل المشين بوضوح، لا يمكنه أن يكون جزءاً من قيادة الشعب في أحلك أوقاته". وأضاف أنه "بينما تشاهد العائلات الثكالى وأهالي الجرحى هذه الرقصة الدنيئة مراراً وتكراراً، تعتصر قلوبهم ألماً وغضباً. ما الرسالة التي يوصلها هذا إليهم؟ أن الاعتبارات السياسية أهم من شرف من ضحوا بحياتهم؟ شراكة كهذه؟ شراكة مع من يسيئون إلى دولة إسرائيل ويدنسون ذكرى القتلى؟ هذا خط أحمر يحظر تجاوزه".
وفي الإطار نفسه، طالب عضو الكنيست أوهاد طال، من حزب "عوتسماه يهوديت" الذي يقوده إيتمار بن غفير، بإقالة غولدكنوبيف، وكتب في منشور على صفحته في منصة إكس: "معالي الوزير خرج تماماً عن السكة، وعلى رئيس الحكومة أن يفتح له باب الخروج، فمن لا يؤمن بحكم الكفار وسلطتهم ليس عليه إظهار الجرأة بأن يكون وزيراً".
أمّا عضو الكنيست موشيه سعده من حزب "الليكود"، فاعتبر أنه "من المستحيل المضي قدماً في جدول الأعمال بعد انتشار مقطع فيديو يظهر وزيراً في الحكومة الإسرائيلية يرقص على أنغام أغنية بذيئة. "نموت ولا نتجند؟" والآن في الوقت الذي يستعد فيه أبنائي، إلى جانب العديد من أفضل أبنائنا، للانفصال عن عائلاتهم استعداداً للعودة إلى الحرب؟ لا خجل؟ ألا يوجد حد للقاع؟". وتوجه إلى غولدكنوبيف بالقول: "لا تؤمن بحكم الكفار؟ لذا كن محترماً واستقل، وإذا لم تفعل ذلك، فسأطالب رئيس الحكومة بإقالتك".
إلى ذلك، تحوّلت الأغنية التي رقص عليها الوزير الحريدي إلى ما يشبه "النشيد الوطني" في المناسبات الحريدية، وكان وزير الأمن يسرائيل كاتس قد رقص قبل أسبوع، في حفل أقامه الإعلامي الحريدي يوسي روزنبويم، على كلمات الأغنية نفسها.
وفي هذا الإطار، أعلن مؤسس هيئة الاحتياطيين يايا بينك أنه قدّم بلاغاً للشرطة وللمستشارة القضائية للحكومة ضد الوزير، معتبراً أنه "في الوقت الذي نُستدعى فيه مجدداً، نحن مقاتلي الاحتياط، إلى الحرب، يختار الوزير البصق في وجه كل واحدٍ منّا، على رئيس الحكومة إقالته، وسجن كل المتهربين من الخدمة العسكرية".